بالفيديو.. معركة بالأسلحة النارية بين بلطجية في شبرا الخيمة تودي بحياة سيدة تعول بنتين وزوج قعيد.. ابنة الضحية: القاتل أحتمى بمنزلنا.. ورفض إسعاف والدتي بحجة «كلنا ميتين».. و«عايزة حق م
داخل منزل متواضع تظلل أجوائه المحبة والترابط الأسري، تسكن «مروة رفعت»، الطالبة في العام الثاني بكلية التربية جامعة بنها، في عزبة أم بيومي بشبرا الخيمة، برفقة والدتها، ووالدها القعيد، وشقيقتها الطالبة في الثانوية العامة، ورغم ضيق الحال إلا أن الجميع كانوا يتخذون الرضا شعارًا يسيرون به حياتهم.
أفراد الأسرة الأربعة، يعتمدون في تدبير نفقات حياتهم اليومية، وشراء الأدوية اللازمة لعلاج رب الأسرة الذي ألزمه المرض الفراش، وبعد أن تضاعف عليه أصابه بشلل رباعي، على عمل والدة «مروة»، داخل مصنع ملابس، وبأجر لا يتعدى الـ30 جنيهًا يوميا.
ذات صباح لم يكن يُعد له أفراد الأسرة أي حسبان في خواطرهم، اختطفت رصاصة غادرة خرجت من سلاح مسجل خطر، عائل الأسرة الوحيد «أم مروة».. الرصاصة سكنت قلب الأم وباقي أفراد الأسرة، فصعدت بروح الأولى إلى بارئها، وأصابت الباقين بألم الفقدان، وحيرة التشتت والخوف من الضياع.
بكلمات خضبت حروفها الدموع، تروي «مروة» لحظات مقتل والدتها أثناء وجودها في منزلهم، انتظارًا لعودتها هي وشقيقتها، قائلة: «كانت والدتى تنتظر وصولنا داخل منزلنا، وبمجرد أن وصلنا أغلقت علينا الباب، لأنه في هذا الوقت كان هناك اثنان من الأشقاء اشتهرا بممارستهم للأعمال الإجرامية والبلطجية في المنطقة، يطاردان بلطجيا ثالثا ويتبادلون إطلاق الرصاص بالبنادق الآلية والخرطوش، واستطاعوا إصابته بطلقة في قدمه».
وأضافت: «إصابة البلطجي الثالث، بطلق ناري في قدمه، دفعته للاحتماء بمنزلنا رغمًا عنا، بعد أن أشهر سلاحه في وجوهنا وأغلق الباب علينا وهو بالداخل، وأثناء تبادل الطرفين إطلاق الرصاص أصابت والدتي طلقة سكنت صدرها، فأخذت أصرخ في وجهه وأترجاه أن يسمح لنا بالخروج لإنقاذ والدتي المصابة، إلا أنه منعنى وقال لى: كلنا ميتين».
وأشارت إلى أنه: «بعد أن أخذت أصرخ في وجهه كالمجنونة، تركنا وهرب واستنجدنا بالجيران والأهالي في المنطقة، وبعد وقت قصير وصلت سيارة إسعاف ونقلنا بداخلها والدتي المصابة إلى مستشفى قليوب العام، إلا أنها كانت فارقت الحياة ونحن في طريقنا للمستشفى، بعد أن استقرت الرصاصة في قلبها».
«مروة» لجأت إلى قسم أول وثاني شبرا الخيمة، وبالفعل تعاطف معها رجال الشرطة وخرجت قوة أمنية مجهزة للبحث عن البلطجية الهاربين، إلا أنهم لم يستطيعوا التوصل إلى مكانه حتى اللحظات الحالية.
وأكدت أن: «عرفنا أن البلطجي اللى قتل والدتى ليه سوابق قتل قبل كده، ومحدش عارف يجيبه، وإحنا دلوقتى سايبين بيتنا في شبرا وقاعدين عند عمتى في فيصل، وبقينا خايفين نرجع البيت تاني عشان البطجي ميجيش يهجم علينا».
ورغم فجيعة فقدانها لأغلى إنسانة في حياتها، إلا أنها مصصمة على تحقيق حلم والدتها، والذي ترويه بقولها:«ماما كان نفسها نتعلم وإحنا هنكمل المسيرة عشان نعوض تعبها»، مشيرة إلى أن مطالبهم تتلخص في: «أنا عايزة حق ماما مش عاوزة تعويض.. زى ما ماما ماتت لازم اللي قتلها يموت؛ لأنه لو اتسجن هيعيش متمتع بحياته».