شيخ الأزهر يواصل جولاته الخارجية.. يزور جروزني ويلتقي الرئيس الشيشاني.. يفتتح مؤتمر أهل السنة والجماعة.. يؤكد: العولمة أفقرت العالم الشرقي.. انحراف التعليم الإسلامي عن صحيح الدين سبب التطرف
واصل الإمام الدكتور أحمد الطيب، جولاته الخارجية التي استهلها مطلع العام الجاري، إذ بدأ يوم الأربعاء الماضي بزيارة إلى الشيشان لافتتاح مؤتمر «أهل السنة والجماعة» الذي شهده 200 عالم، ضمن خطة الأزهر الشريف لبيان سماحة الإسلام، ونفى صفة الإرهاب عنه، والتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا.
واستهل شيخ الأزهر زيارته، بلقاء الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف بقصر الرئاسة.
وأعرب الإمام الأكبر عن شكره وتقديره باسمه وباسم الأزهر الشريف للرئيس قاديروف والشعب الشيشاني على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال والتكريم الكبير الذي لقيه والوفد المرافق له.
وقال الإمام الأكبر إن الشيشانيين نموذج للشعب المتمسك بالإسلام الصحيح الذي يوازن في حياته بين الروح والعقل والقلب، مضيفًا أنه أعجب بالتقدم الهائل الذي حدث في الشيشان بقيادة الرئيس قاديروف القوي بإسلامه ومنهجه الوسطي خلال فترة وجيزة بعد سنوات الحرب والدمار.
وأكد الإمام الأكبر أن الأزهر الشريف يقوم على خدمة المسلمين في كل مكان، وسوف يعطي أهمية خاصة للشيشان بعد ما شاهده من محبة للإسلام الصحيح للمساهمة في مساعدة هذا الشعب على مواجهة الأفكار والتيارات المتطرفة.
من جهته عبر رئيس جمهورية الشيشان عن بالغ سعادته بزيارة الإمام الأكبر والوفد المرافق له، مؤكدًا أن شيخ الأزهر شخصية لها ثقل كبير في العالم الإسلامي، ولذلك كان شعب الشيشان وجميع مسلمي روسيا في انتظار زيارته التاريخية لبلادهم.
نهج أهل السنة والجماعة
وأوضح الرئيس قاديروف أن الشعب الشيشاني متمسك بمنهج أهل السنة والجماعة الذي هو منهج الأزهر الشريف، مضيفًا أن الأزهر هو الذي حافظ على هذا المنهج، وهو الذي يقوم بتدريسه، وهو ما جعله حصن الأمة الحصين في مواجهة التطرف لأكثر من ألف عام.
وأشار إلى أن بلاده بذلت جهودًا كبيرة لمواجهة الأفكار المتطرفة الدخيلة على الشعب الشيشاني، وتمكنت من القضاء عليها، مؤكدًا أن زيارة الإمام الأكبر تعزز هذه الجهود، وترسخ منهج الوسطية الذي يسير عليه شعب الشيشان.
وزار شيخ الأزهر جامعة «الحاج كنت» الإسلامية الروسية، في العاصمة الشيشانية جروزني، وحذر شيخ الأزهر من توظيف الإسلام في جرائم يبرأ منها الدين الحنيف، مؤكدًا أن الإسلام ما جاء إلا ليحمي الدماء والأعراض ويحرر الإنسان.
انحراف التعليم
وقال إن أهم أسباب التطرف الذي تشهده الأمة هو انحراف التعليم الإسلامي عن صحيح مذهب أهل السنة، بتقديم نموذج مشوه تم اجتذاب قطاع عريض من الشباب له وإغرائهم به، مؤكدًا أن الدواء لهذه الظاهرة هو العودة إلى التعليم الصحيح على مذهب أهل السنة والجماعة، الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وسلفه الصالح.
اقرأ أيضا... شيخ الأزهر يزور جامعة الحاج كنت الإسلامية بالشيشان
وافتتح شيخ الأزهر مؤتمر «مَن هم أهل السنة والجماعة»، الذي حضره 200 عالم دين على مستوى العالم.
وقال "الطيب" إن العولَمةَ اتخذت خطُوات تُنذرُ بخطر محدق، على طريق إفقار العالم الشرقي، ووضع العوائق والعقبات في طريق تقدُّمه، وإحكام السيطرة على مفاصِلِ دُوَلِه وأوطانه، من خلال منظمات عالمية، وبنوك دولية، وقروضٍ مُجحِفَة، ومؤتمرات للمناخ والسكان والمرأة والطفل، والتبشير بأمراض وعاهات خلقية، وحُريَّات فوضوية عبثية، يُنفَق على تسويقها وترويجها ما لا يُنفق عُشر مِعشارِه على الأكباد الجائعة من فقراء هذه الدول، أو على مساعدة شُعوبها لتمكينها من الحصول على أدنى حقوقهم في التعليم والصحة والغذاء، ومكافحة الأمراض والقضاء على الجهل والأميَّة والتخلُّف.
اقرأ أيضا.. نص كلمة شيخ الأزهر في مؤتمر «أهل السنة والجماعة» بالشيشان
ومن جانبه، قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الأزهر لم يُخترق كما يروج البعض للتشكيك فيه، ولن يخترق؛ لأن الله هو الذي أقامه وحافظ عليه وهيأه للحفاظ على المنهج الصحيح.
وأضاف "جمعة" خلال مشاركته في المؤتمر، أن أهل السنة والجماعة وعلى رأسهم الأزهر الشريف، هم أهل الحق الذين لم يكتفوا بإدراك النص، بل اهتموا بإدراك الواقع، ولم يكفروا أحدًا من أهل القبلة، ووفقوا بين العقل والنقل، وتعايشوا مع الآخر.
اقرأ أيضا.. على جمعة: الأزهر غير قابل للاختراق لأنه محفوظ بعناية الله