اعترافات مسجل خطر: «أردت التوبة والصدفة أعادتني للسجن»
أحيانًا يريد مرتكب الجريمة التغيير، لكن تبقى الظروف معاندة، ويبقى تاريخه ملاصقًا له في كل تحركاته، فلا يكاد راغب التغيير يطرق باب التحسن إلى الأفضل، إلا وتعود به الأحداث إلى ماضيه الأليم، ومع المحاولة والفشل تؤكد الأحداث أن المجرم بحاجة إلى من يحتويه حال تولد رغبة ولو ضعيفة في العدول عن طريق الإجرام.
«فيتو» التقت بشاب في بداية الثلاثينيات ليروي مشواره مع الجريمة التي راوده الأمل يومًا في أن يتخلص منها إلى الأبد.
لمحات أمل
البداية كانت في شارع جابر عبد الوهاب بالمطرية، حيث يقطن رمضان رشدي صاحب الواحد والثلاثين عامًا، هذا الإنسان البسيط الذي قضى سنوات عمره في كد لينفق على إخوته وأمه، وهو لا يبالي لا بتعليمه ولا بشيء آخر، اختار أن يكون وحيدًا دون زوجة أو أطفال يعولهم لضيق ذات اليد.
يخرج من بيته مُبكرًا "قاصد رب كريم"، وهو لا يعلم إلى أين سيأتي اليوم ببضع جنيهات قليلة تكفيه ما تبقى من يومه، فامتهن كل ما تقع عليه عيناه من أعمال، فقد بدأ منذ صغره في تنظيف السيارات بميدان فُم الخليج، واستمر في ذلك لفترة طويلة قبل أن تصيبه أسهم الضياع واعتاد تعاطي المخدرات ظنًا منه أنها ستساعده على القيام بعمله على أكمل وجه، وستهون عليه ساعات يُقضيها بين التفكير في أمه وإخوته وبين حنينه إلى دقائق يُريح فيها جسده من عناء يوم شاق، لتحاصره براثن الجريمة، فانحدر إلى وكر مُتخصص في سرقة الهواتف، وضبط بمعرفة قوات الأمن، وحكم عليه بستة أشهر.
ولكن بعد خروجه من السجن فاق من غفوته حتى هداه الله ورجع لصوابه، وتنقل بين الأماكن يطلب الرزق الحلال من عمل في بيع الخُردة تارة وأخرى في تلميع الأحذية، والحياة تأخذه بين هذا وذاك أملًا في غد أفضل.
سجن بالصدفة
لم يكن رمضان رشدي يتوقع أن تتحول حياته بكل تفاصيلها إلى هدف يرقُبه الكثيرون، فدفعه فضوله خلال عمله بالقرب من محطة مترو الملك الصالح، حين سمع مثل كثيرين بوجود قنبلة تم ضبطها بالقرب من محطة مترو الملك الصالح فذهب بكل عفوية يجره فضوله لمعرفة التفاصيل، ومع تحركه صوب موقع الحادث شعر أن أشخاصًا يرقبونه وهو لا يكاد يُصدق ولو لوهلة أن جدران السجن تناديه من جديد، رغم قراره بالامتناع عن كل عمل مشين يعرضه للمساءلة، ويجنب أمه وإخوته الضياع من بعده.
سجن بالصدفة
لم يكن رمضان رشدي يتوقع أن تتحول حياته بكل تفاصيلها إلى هدف يرقُبه الكثيرون، فدفعه فضوله خلال عمله بالقرب من محطة مترو الملك الصالح، حين سمع مثل كثيرين بوجود قنبلة تم ضبطها بالقرب من محطة مترو الملك الصالح فذهب بكل عفوية يجره فضوله لمعرفة التفاصيل، ومع تحركه صوب موقع الحادث شعر أن أشخاصًا يرقبونه وهو لا يكاد يُصدق ولو لوهلة أن جدران السجن تناديه من جديد، رغم قراره بالامتناع عن كل عمل مشين يعرضه للمساءلة، ويجنب أمه وإخوته الضياع من بعده.
ولكن ظل هؤلاء الأشخاص يرقبونه وهو في ريبة من أمره، حيث جال بخاطره للحظة أن من يراقبونه من الممكن أن يكونوا من الشرطة، وقد هرول الناس مثله مسرعين ليتفقدوا المكان وهو في بساطة ملابسه ومظهره البالي موضع شك، وعلى الجانب الآخر شعر أيضًا أن هناك آخرين يعلمهم جيدًا، وهم تُجار المُخدرات، وهو لا يستطيع أن يتناسى تلك الوجوه التي هَوت به في غيابات السجون يراقبون خطواته، ظنًا منهم أنه سيُرشد على مكانهم، وأمام كل هذا تحولت حياته إلى صراع دائم ومستمر مع الشرطة، بعد أن تحول ـ على حد قوله ـ إلى هدف لها.
رجاء لا ينقطع
لا يريد رمضان سوى أملًا واحدًا، هو أن يعيش هانئًا بكل بساطته، وأن يستطع أن يكفل والدته وإخوته الصغار، ولم يكن يومًا من هواة افتعال الأزمات والمشكلات مع غيره، فكل ما يريده أن يكون كما هو في حاله دائمًا، لا يؤذي أحدًا ولا يؤذيه أحد.
رجاء لا ينقطع
لا يريد رمضان سوى أملًا واحدًا، هو أن يعيش هانئًا بكل بساطته، وأن يستطع أن يكفل والدته وإخوته الصغار، ولم يكن يومًا من هواة افتعال الأزمات والمشكلات مع غيره، فكل ما يريده أن يكون كما هو في حاله دائمًا، لا يؤذي أحدًا ولا يؤذيه أحد.