ليلة في حب بشير عياد
الأسبوع الماضي نظمت جريد "فيتو" حفل تأبين للشاعر الكبير بشير عياد تحت رعاية رئيس التحرير عصام كامل، ولمن لا يعرف فإن بشير عياد شاعر مصري كبير لم يأخذ حقه في الشهرة والمجد إلا أنه ترك تراثا شعريا كبيرا، وقد تعرفت إليه أثناء إعداد الأعداد الأولى لـ "فيتو"، ولم نكن التقينا قبل ذلك، يومها دخلنا في سجال حول بعض الأمور اللغوية التي كان يعرفها ولا أعرفها، لكنه أبدا لم يكن متشددا ولا متحزلقا فقد كان عليه رحمة الله ودودا لطيفا حتى في الأوقات الصعبة، وكثيرا ما دخلنا في مناوشات لغوية كثيرا ما خرجت منها منتصرا وخرج هو فخورا بأن الأجيال الجديدة -كما كان يسمينا- تمتلك هذه المعرفة وكثيرا ما كنا نتعاتب على بعض الأمور اللغوية التي كان يراها تفسد الذوق العام وكثيرا ما كنت أهدئ من روعه واعتذر منه عن تلك الأخطاء وبسماحة نفس وأدب جم كان يتقبل هذا الاعتذار، والاختلاف.
في حفل تأبين بشير عياد رأيت وجوها ونجوما لم أكن أعرفها، لكنني أتشرف الآن بالتعرف إليها، فقد أيقنت ليلتها أن مصر -كما يقولون- ولادة، حيث جمعت كل أطياف المجتمع من فنانين وشعراء ومثقفين أجمعوا كلهم على أن بشير عياد وإن رحل جسده إلا أنه باق بأعماله التي ستبقى أبد الدهر شاهدة على عظمة هذا الإنسان ونبله وطيبته وأصالته.. رحم الله الشاعر الكبير بشير عياد وألهمنا بعده الصبر والأجر.
