(دينا) التي تحولت من ملاك إلى مذيعة!
اسمها (آمبر هيرد).. هي مُمثلة أمريكية شابة، فاتنة كعادة المُمثلات الأمريكيات، بالعربى كده عسل وتحِل من على حبل المشنقة، لكنها تزوَّجت من ممثل زميل لها اسمه (چونى ديب)، عن نفسى لا أحبه ولا أرتاح له، ليس بسبب غيرتى منه لأنه ظفر باليمامة الرقيقة قبلى، لكن لأنه فعلًا لا يعجبنى من زمن بعيد، أبعد من اللازم، يمكن مكانتش (آمبر) وقتها حصلت على الابتدائية حتى!
لعب (چونى) العجوز اللى عنده رِجل في الدُنيا ورِجل في القبر مع زوجته الشابة اليافعة مطمع الشباب والكهول معًا ذلك الدور التقليدى، ربما تسلَّقَت على كتفيه لتحصُل على بعض الأدوار والأضواء في بداية مشوارها في مُسلسلات ديسمبر الأمريكية، أو توسَّط لها لدور في أفلام مستر (أهمد سبكى) بتاع هوليود، وربما قابل هو ذلك بإذلالها على طريقة "لولايا كان زمانِك بتسرحى بأمشاط وفلايات في بروكلين"، المُهم يُقال إن الموضوع قَلَب بخناقة بعدما صارت الجميلة كارهة للعجوز، وكلمة من هنا على كلمة من هنا هوب الدَم غلى في عروقه، راح هابدها القلمين التمام، وربما تطوَّر الاعتداء للقفا أو الشلوط!
طبعًا ولأنهما نجمان أمريكيان، وكُل ما هو أمريكى يعنى عالمى، تداولت كُل وسائل الإعلام الحكاية بأصلها، أو بالشطة والبهارات والكاتشاب والمايونيز طبعًا، وتحوَّلت العلقة الزوجية إلى وجبة ساخنة شهية يتهافت عليها المُعجبون والحاسدون على حدٍ سواء حتى سقطت في حِجر (دينا رامز)، ومن هنا بدأت حكاية أخرى!
(دينا) بدأت مؤخرًا في تقديم برنامج جديد على صدى البلد، تلك البرامج التي حفظناها بشكلها ومحتواها عن ظهر قلب؛ كلمتين عن الموضة والبشرة والشعر، طبخة من شيف يعمل يوم لحمة متبلة بتتبيلة السمك ومقلية بزيت آلو إيفا بالصبَّار، ويوم تانى فراخ محشية بَط جبلى من أبو أربع رجلين على سبيل الابتكار، وحتى ينتهى الشيف من ابتكاراته فعلى المُذيعة أن تقرأ بعض الأخبار من على السوشيال ميديا وتُعلق عليها بطريقتها، أو تستقبل بعض التليفونات التي تثنى على جمالها وأناقتها وحلاوة الديكور وطعامته وتسريحة شعره، أو تقرأ رسالة (إس إم إس) ـ لازم تتقال كدة زى ما لازم نقول (سوشيال ميديا) ـ تسألها عن طريقة ماسك الخيار بالزبادى، فتطلب هي من الشيف إنه يعمل الصنف ده في حلقة بُكرة بدل البط أبو أربع رجلين إياه!
ولأن (دينا) تحوَّلت لمُحامية شرسة لحقوق المرأة وجورها على حدٍ سواء، فإنها التزمت بمنح (چونى ديب) من المنقى خيار على رأى المثل أو حسب وصفة الشيف، وهى تمنحه درسًا في الأخلاق على الهواء مُباشرةً بسبب تصرُفه المُشين بالاعتداء على زوجته قائلة له "جَك قطع إيدك"، والحمد لله أن أخبار إلقاء (چونى) لهاتف (آمبر) المحمول على الأرض أثناء الخناقة لم تصل لـ(دينا) خصوصًا وإن أسعار الموبايلات ولَّعت نار مؤخرًا، وأكيد النجمة الأمريكية مش هتشيل أقل من آى فون 7 يعنى، وهو ما كان كفيلًا ـ حال معرفة (دينا) بتلك المعلومة ـ بإخراج المزيد من مستودع الشَر الكامن داخلها، ولربما تطوَّرت العبارات الغاضبة لأفعال أكثر غضبًا مثل ضرب (چونى) بالشبشب على الهواء مثلًا، أو إدخال سيرة الست والدته كطرف أصيل لعين في الموضوع لتتحمَّل نصيبها من خَلَفها عملًا بالمبدأ المصرى الشهير "الذُرية الـ(لا مؤاخذة) تجيب لأهلها اللعنة"!
والحقيقة لا أعرف سر التغيير العجيب الذي أصاب (دينا رامز) مؤخرًا، تلك التي كانت بسكوتة التليفزيون المصرى في جمالها ورقتها قبل أن تتحوَّل فجأة لشخصية شريرة تستضيف أحد المُتخصصين في مجال التكنولوچيا ليُقدِّم نصائح للزوجات لينجحن في التجسس على هواتف أزواجهن، ومن ضمن تلك النصائح إن الواحدة تعمل أكلة حلوة لجوزها علشان ياكُلها وينام، وبعدين تستفرد هي بالتليفون وتشوف الأسرار، يعنى في عُرف (دينا) الجديد الست تدلَّع جوزها بالأكلة الحلوة مش علشان يتهنى بالأكل والنوم ورضا المدام عنه، لكن علشان تتهنى هي بأسراره، قبل أن تتهنى وتسعد بالتنكيد عليه وعلى اللى يتشدد له ربما لمُجرَّد إنه حاطط على تليفونه صورة لـ(هيفاء وهبى) أو (نانسى عجرم) أو (محمد عطية)، فالزوجة لن تسمح لنفسها بتبرئة زوجها بعد كُل هذه المُعاناة في الطبخ والتودد للزوج قبل الاستفراد بتليفونه أخيرًا، فلازم تتلكك له على حاجة أو على لا حاجة، فلو كان الهاتف نظيفًا تمامًا ففى هذا إدانة للزوج أيضًا على طريقة "بتودى أسرارك فين" أو "مسحت الحاجة من التليفون ليه" أو "فين التليفون التانى اللى مخبيه عنى"، ونرجع لسؤالنا: كيف يتحوَّل الملاك إلى شيطان بهذه الطريقة؟!
وماذا عن الخطوة المُقبلة لو اكتشفت الزوجة خيانة زوجها فعلًا؟ بالتأكيد سيكون على (دينا) استضافة خبير أمني أو مُجرم عتيد الإجرام لكى يُقدِّم أحدهما أو كلاهما نصائحه للزوجة المكلومة في طريقة ارتكاب الجريمة الكاملة للقصاص من الزوج المُجرم اللى أكل ونام زى الدُغُف؛ يعنى تزُقه في بير الأسانسير وبعدين ترقع بالصوت الحيَّانى حسرة على زوجها اللى مكانش واخد باله، أو تديله حُقنة هوا وتقعد تلطم جنبه وتندب أيامهما الحلوة وتذكُر وفاءه لها بكُل الخير أثناء تشييع الجنازة، وربما لجأت للشيف علشان يعمل له أكلة حلوة بس بدل ما ينام بعدها شوية ينام للأبد!
وهل يُمكن أن نقبل من مُذيعة نُص كُم أن تُخاطب أحد النجوم حتى لو كان أجنبيًا أو حتى تقول لأى شخص على الهواء "جاك قطع إيدك"؟ فما بالك بمُذيعة كانت متفوقة، وكانت جميلة، وكانت رقيقة، ثم فوجئنا بها تنضم لجمعية النسوة المستوحشات الراغبات في حَل مشكلات غيرهن دائمًا بعد اقتحامها عنوة باستخدام الأظافر والأسنان مع اللسان اللى طوله مترين؟ كُنت أعتقد أن غلاظة (منى عراقى) أمر خاص بها وبنوعية البرامج التي تقوم بتقديمها؛ فـ(منى) لم تكُن أبدًا لا رقيقة ولا بسكوتة زى (دينا)، وكُنت أرى أن تكشيرة (إيمان عز الدين) اللى تطفِّش المُشاهد والمُستمع واللى معدى من جنب البيت اللى مشغَّل قناة على نفس تردد القناة اللى هي ظاهرة عليها تودى في داهية، فما بالك بضيوفها المساكين اللى لو كان الواحد منهم مُتهمًا بسرقة إبرة خياطة لَطَالب السُلطات فورًا بإعدامه بدلًا من الجلوس أمام (إيمان) كيلا يرى نكد الدُنيا والآخرة سويًا في تلك المواجهة، كُنت أعتقد أنه أمر يخصهما وحدهما؛ فهذه طبيعتيهما، لكن كيف تحوَّلت (دينا) بهذا الشكل لتصير مثلهما، ومن خدعها بأن ذلك أفضل لها أو لعملها أو حتى للبرنامج أو للمحطة التي تعمل فيها؟!
وكُنت راغبًا في إضافة كلمتين مديح كمان للجميلة (آمبر هيرد) كنوع من المواساة لها بسبب ما تعرَّضت له من البتاع دة اللى كانت متجوزاه، وربما كنوع من الاصطياد في الماء العكر أيضًا لا سيما أنها صارت حُرَّة لا محالة بعد وقوع الطلاق وقفشها للسبعة مليون دولار التعويض، لكنى أخشى من تسجيل الموقف والمقال والكلام واستخدامهما ضدى في حالة قررت (آمبر) تقديم برنامج هي كمان مُستقبلًا، لتتحوَّل ـ زى ناس ـ من بسكوتة رقيقة إلى غولة مُفزعة لا تعرف إلا لُغة العصا والسكين!