أردوغان.. يركع في روسيا ويتراجع في سوريا !
فجأة..لم يعد الأسد علويا شيعيا يقتل السنة، ولم تعد إيران بلد الروافض المجوس، ولم يعد بوتين من يساعد هؤلاء على جرائمهم ويشعلها في بلادنا حربا طائفية!
هكذا كان أردوغان وهكذا صار اليوم والفارق أسابيع أو ربما أيام..وبالطبع لا يحرجنا ـ نحن ـ أردوغان بتقلباته من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار إنما هو من الطبيعي ـ المطبيعي ـ يحرج من صدقوه وساروا خلفه في تركيا وغيرها!
على كل حال لم يكن الأسد يدافع عن بلاده بالانتماء الطائفي وإلا لسقط بعد أيام في ظل وجود أغلبية سنية كاسحة إنما كان يدافع عن وطنه الذي لم يعرف الطائفية قط حتى دخل الإخوان على الخط.. ولم تكن إيران تدعم سوريا لأسباب طائفية، فالتعاون بين البلدين وثيق وقديم وإستراتيجي كما أن دولا مثل مصر والجزائر ترفض إسقاط الأسد وترفض تدمير مؤسسات الدولة السورية وعلي رأسها الجيش فهل مصر والجزائر مثلا ضد السنة؟ وهل أمريكا التي تقتل المسلمين في كل مكان جاءت لإنقاذ السنة وحدهم في سوريا ؟!
وبالطبع لم يكن بوتين مع الشيعة ضد السنة فقد كانت بلده أكبر الداعمين للعرب في صراعهم المرير ضد إسرائيل حاربنا بسلاحهم وانتصرنا به واستشهد ضباطهم وجنودهم معنا في بناء حائط الصواريخ الشهير وفي غيرها من المشاهد الكبري..
وعلي كل حال أيضا.. هكذا هي الصراعات..سياسية في المقام الأول والسياسة مصالح والمصالح لا تعرف العواطف، ولذلك فإن أردوغان وبعد هذه التراجعات الدراماتيكية فمن الطبيعي أن تراجعاته مع مصر قادمة، ففيما يبدو توجد خلافات تركية أمريكية عميقة ومكتومة وتندفع بشدة إلى مرحلة فقدان الثقة وسيرفع أردوغان شعار"أنا ومن بعدي الطوفان" وسيطرح السؤال نفسه وهو: هل سيتخلي أردوغان عن الإخوان أم سيبحث لهم عن مخرج في مصر؟ وستكون الإجابة: أنه في كل الأحوال سيكون التقارب التركي مع مصر أو فشله على حساب الإخوان!
فمن يعتذر هكذا لبوتين ويسعي لتعاون وثيق مع خامنئي، ويقرر أن بقاء الاسد أو عدمه هو قرار للسوريين وحدهم وهو يعلم أنه بذلك يغضب أمريكا والسعودية والإمارات والحلفاء الغربيين فهو قادر ـ بالطبع ـ أن يتخلي عن أي حليف آخر!
الآن اللجان الإلكترونية الإخوانية كالعادة ستهاجم المقال وعباراتهم باتت محفوظة ويمكن ذكرها كلها فأصحابها خارج دائرة الوعي أصلا وأغلبهم غلابة "يأكلون عيش "..لكن حتى لو رددوها لألف عام فالسياسة لا تعرف السباب ولا تعرف الشتائم ولا تعرف - وكما قلنا- إلا السياسة ولغة المصالح !