رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. أسرار وحكايات عن المثلث الذهبي في قنا «تقرير»

فيتو

بالرغم من أهمية مشروع المثلث الذهبي الذي يعد مشروعا قوميا كقناة السويس إلا أنه مهدد بالتوقف بسبب توتر العلاقة المصرية الإيطالية عقب مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني.


وفجر الدكتور مصطفى محمود إسماعيل، استشاري العلوم الجيولوجية والبيئية بقنا ومؤسس مشروع المثلث الذهبي، قنبلة من العيار الثقيل، وهي محاولات جماعة الإخوان الاستيلاء على أوراق المشروع، وأنه عقب لقاء المهندسين في عهد جماعة الإخوان بالقاعة الزجاجية بكورنيش النيل بحضور اللواء عادل لبيب محافظ قنا الأسبق، حاول مجموعة منهم الاستيلاء على أوراق المشروع وهو ما دفعه إلى الهروب من المؤتمر ورفض تسليمهم أوراق المشروع واحتفظ بنسخته إلى الوقت الحالي.

وأضاف الاستشاري الجيولوجي في سياق تصريحات خاصة لـــ"فيتو"، أنه فكر في المشروع في عام 2007 تحت مسمي، "الخريطة الاستثمارية" أو "خريطة استغلال الأراضي" بالمحافظة وما حولها وقال: "حاولت الحفاظ على الفكرة وتطويرها من خلال المتابعة والسفر الميداني إلى موقع المشروع، إلى أن عرضت المشروع على اللواء عبد الحميد الهجان، محافظ قنا الذي بادر بعرض المشروع على المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الأسبق في مارس عام 2015 وتم توقيع عقد مكتب دابولونيا الإيطالية في يوم الثلاثاء 11 مارس من العام 2015، وقبلها بيومين التقيت رئيس هيئة التنمية الصناعية للترتيب لتوقيع العقد".

مدينة البدو المهجورة
وتعد مدينة البدو المهجورة مركزا لتوطين البدو وأقامتها الأمم المتحدة ويوجد بهذه المدينة المتكاملة بئرين مياه عذبة، وبيوت مقامة على مساحات شاسعة ولكنها غير مستغلة، وقنا تمتلك 4 ملايين و398 ألف فدان قابلة للزراعة بتلك المنطقة غير الوادي المزروع.

واستغرب الدكتور مصطفى، من عدم استغلال تلك المدينة الزراعية، التي قد تزيد من الرقعة الزراعية بالمحافظة، وعدم ضمها لمشروع المليون ونصف المليون فدان، خاصة أن هذه المدينة الزراعية متكاملة الأركان.

وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة فتح هذه القرية واعتبارها مشروعا قوميا مثل مشروع المليون ونصف المليون فدان، مشيرًا إلى أن المثلث الذهبي يضم عدة مناطق منها وادي قنا وهو أكبر وادي من حيث المساحة والطول بعد وادي النيل حيث يبلغ طوله 350 كم وعرضه من 20 إلى 30 كم والتي تضم المساحة 4 ملايين وكذلك منطقة وادي اللقيطة ووادي المتولي "طريق قنا- القصير" وإجمالي المساحات بها 216 ألف فدان ومنطقة وادي النخيل بالقصير بمحافظة البحر الأحمر وتبلغ مساحتها نحو 100 ألف فدان.

مدينة الرومان السياحية
ويوجد بمدينة قنا مدينة الرومان الموجودة داخل وادي قنا بطول 50 كيلومتر من مدينة قنا وهي التي كانت المحطة الرئيسية لاستخدامها كاستراحة للعاملين الرومان الذين كانوا يستخدمون الخامات من البحر الأحمر إلى الإسكندرية ثم إلى إيطاليا والتي كان يطلق عليها "محاجر مونزكلاوديانيس".

وهناك عدة مدن مقترح إقامتها في المشروع منها وادي قنا واللقيطة وهضبة المعاذة الموجودة في فوق سطح البحر وهذا منتج سياحي على طريق سوهاج الغردقة ويصلح أن يكون "بانوراما النيل" في هذه المنطقة الرائعة السحر، فضلًا عن منطقة الكيلو 17 طريق قنا سفاجا والتي يوجد بها مياه ساخنة، ومنطقة الكورنيش ومنطقة دندرة والتي يطلق عليها "ريفيرا المصرية العلاجية والترفية" بالبحر الأحمر وسياحة السفاري والمغامرات.

إلى جانب منطقة الحمامات بطريق قفط القصير بالكيلو 10 والتي يوجد بها رسوم فرعونية والتي كان يتم منها استخراج الذهب من هذه المنطقة آنذاك، وحمام كيلوباتر وهو عبارة عن حمام مقام بها أقيم خصيصًا لها في هذا الوقت والحمام يحوي بئر ومن حولها سلالم محطية بهذا المكان وهو يعد منطقة جاذبة للسائحين.

ويوجد بمنطقة المثلث الذهبي هي مدينة قنا الجديدة التي يتم إنشاؤها حاليًا وتضم مستشفيات استثمارية ومدينة ملاهي وسينما وخدمات تعليمية ومشروعات أخرى خدمية، إلى جانب مشروعات خاصة بنهر النيل في المنطقة الواقعة إلى النهر.

ويصل سعر متر الأرض في هذه المنطقة إلى آلاف الجنيهات، وسوف تزداد خلال الفترة المقبلة ومن المقترح أن يتم إنشاء منطاق بمدن نجع حمادي ونقادة الجديدة، وبمحافظة البحر الأحمر سيتم إنشاء راس غارب الجديدة وسفاجا الجديدة والقصير الجديدة وحلايب وشلاتين.

ومن المقرر أن يتم إنشاء مركز للأحياء المائية بالغردقة بالتنسيق مع جامعة جنوب الوادي والهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية ومركز علوم البحار والمصايد ومن المستهدف أيضا إقامة محميات طبيعية ومنها محمية أبرق وغابات المانجروف وجبل علبة والدويب ومحمية وادي الجبال ويوجد ما يقرب من 27 جزيرة بالبحر الأحمر كمحميات طبيعية.

ومن المقترح أن يتم إقامة فرع لمعهد الدراسات الجيوفيزيقية والفلكية على هضبة المعازة والتي ترتفع نحو 500 متر فوق سطح البحر وذلك لمراقبة الأنشطة الفلكية والزلزالية وهذا مهم لمراقبة القشرة الأرضية أثناء عملية استخراج المعادن من باطن الأرض.

وفي الطرق البحرية يوجد مينائي سفاجا ويعتبر أقصر طريق يربط بين مصر والسعودية ويعتبر ميناء مهما لتفريغ الأقماح واستقبال خام الألومنيوم وغيرها من البضائع الأخرى، إلى جانب تطوير ميناء الحمراوين شمال القصير 20 كيلومترا المخصص لتصدير الفوسفات وسوف يستقبل الفحم وسيتم إنشاء محطة كهرباء تعمل بالفحم لتخفيف عبء استخدام الطاقة الكهربائية.

كما سيتم تشغيل محطة سكك حديد في المثلث الذهبي وستكون المحطة الأولى بها 5 محطات "الأقصر –قنا- قنا الرمانية- مونز الاديانوس – جبل الخان بالغردقة " وسيكون بطول 240 كيلومترًا من الغردقة إلى الأقصر، كما يوجد العديد من المعادن التي تجعلها سلة المعادن في جنوب الصعيد حيث يوجد أكثر من 34 معدنًا.

وطالب الدكتور مصطفى بضرورة أن تكون هناك وزارة للتعدين خاصة بجميع الخامات والمعادن الموجودة في مصر وسوف تدر دخلا نحو 2000 مليار سنويًا تصنيع واستخراج، وحظر تصدير الخامات وخاصة الفوسفات.

وتابع:" ولابد من تعديل المثلث ليبدأ من الزعفرانة إلى حلايب والشلاتين بأسوان، لكي نستمتع بجميع الخيرات المعدنية بتلك المنطقة ".

الشركة الإيطالية وقضية ريجيني
وكانت شركة "دابولونيا " الإيطالية قامت بإعداد دراسة للمشروع، وتحديد أماكن استخراج المعادن والمناطق التي يمكن استغلالها في عدة مشروعات، وكان من المقرر أن يتم عقد اجتماع عقب إجازة العيد لتحديد آليات تنفيذ المشروع، إلا أنه يبدو أن قضية مقتل الطالب الإيطالي ريجيني قد أثرت في هذا الشأن، حيث لم يتم تحديد موعد حتى اليوم لمناقشة آلية المشروع.

وعلمت "فيتو" من مصادرها أن الشركة الإيطالية قد انتهت من الدراسة بالفعل ويتم عرض المشروع حاليًا على وزير الصناعة والذي يطالب بإيجاد بعض التعديلات على المشروع.
الجريدة الرسمية