رئيس التحرير
عصام كامل

المخرج محمد أمين: نظام مرسى مرتبك.. والبرامج الساخرة ضرورية

فيتو

قال المخرج والسيناريست محمد أمين، إن النظام الحالى يفتقد فن صناعة الأمل، وهذا ما أدّى إلى احتقان الشارع المصرى، لذلك قام بمناقشة قضية العلماء فى مصر بشكل فانتازى من خلال فيلم "فبراير الإسود"، مؤكدًا ضرورة وجود البرامج الساخرة الشبيهة بما يقدّمه باسم يوسف، والتى تؤكّد للجميع أنه لا أحد فوق الانتقاد..


وعن تجربة أمين مع فيلم "فبراير الإسود"، كان لنا معه هذا الحوار..

>  فى البداية لماذا اخترت العلماء ليكونوا هم أبطال فكرة فيلم "فبراير الإسود"؟
- بالطبع العلماء من أهم الطوائف التى ترتقى بها الشعوب وأنا شعرت أن سبب مشكلاتنا هو عدم استخدامنا التطبيق العلمى فى التفكير، وأننا إذا استخدمنا المنهج العلمى سنعرف ما الاتجاهات التى تتسرب منها المشكلات إلينا، لذلك قررت أن يكون أول فيلم لى بعد الثورة عن العلماء، حتى تصل رسالتى إلى النظام الجديد، ليهتم بالعلماء.

> لماذا اخترت الشكل الفانتازى الساخر لتعرض هذه المشكلة على الرغم من جدية الموضوع؟
- بالفعل الموضوع جاد، لكننى وجدت أنه من الصعب أن يتجاوب المشاهد مع جرعة فنية تراجيدية شبيهة بما يحدث فى الشارع المصرى وفى الفضائيات، لذلك قرّرت أن أقدّم مشكلات العلماء فى قالب فانتازى "لأن الشارع مش ناقص حزن".

> هل مصر سوداء بهذا الشكل الذى ظهر فى الفيلم؟
- بالطبع، فالوضع فى مصر مرتبك للغاية منذ سنوات، وزاد هذا السواد بعد الثورة، خصوصًا أن القوى تتصارع وتتناحر مع بعضها قبل أن تبنى حجرًا واحدًا فى مستقبل مصر، ولذلك دائمًا ما يجول بخاطرى بعض الأفكار والتى مضمونها "أن هذا حالنا قبل بناء مصر، فما بالك بعد بنائها، ماذا ستفعل الطوائف السياسية مع بعضها؟! "لذلك دائمًا أقول إن مصر (صعبانة علىَّ قوى)، لأننا نضيّع كثيرًا من الوقت فى أزمات زائفة".

> هل ترى أن الوقت مناسب لمناقشة أزمات العلماء من خلال عمل سينمائى، والتى تعتبر مطلبًا فئويًّا فى هذا التوقيت الصعب؟
- إذا نظرت إلى الأمر بشكل موضوعى أكثر ستجد أن مؤلفين السينما ليست لديهم رفاهية تحديث الأفكار مثل الصحفيين لأن المؤلف يكتب الفكرة ثم يبحث عن منتج ويبدأ فى تصويرها ثم تحديد موعد للعرض، وهذا كله يأخذ وقتًا طويلًا فتجد أحيانًا أن عملك الفنى تم عرضه فى وقت غير مناسب بسبب تغيّر الظروف المحيطة به، إلا أن هذا كله لا ينفى أن عديدًا من المشكلات التى تناقشها هذه الأعمال مهمة وتناسب كل وقت.

> لماذا لم تتنبّأ بالمستقبل مثلما تفعل دائمًا فى أفلامك؟
- الموضوع الذى يناقشه الفيلم ليس به توقّع لأن رسالة الفيلم تكمن حول سؤال "هل سينتبه النظام الحالى إلى مشكلات العلماء؟"، بالمناسبة الجمهور قال فى إحدى صالات العرض "ابقى قابلنى لو حاجة اتغيّرت"، لأن النظام الحالى سيعانى من نفس التخلّف الذى كان يعانيه النظام السابق.

> ما السلبيات التى نتجت عن عدم استخدامنا المنهج العلمى فى مصر؟
- أهم هذه السلبيات أن النظام الحالى يفتقد فن صناعة الأمل عند الناس، وهذه من المؤشرات الخطيرة التى تهدّد استقرار المجتمع على الرغم من أن هذا الفن لا يحتاج إلى أموال.

> هل أنت متفائل بالفترة القادمة فى تاريخ مصر؟
- كل المقدمات والتطورات التى أراها من حولى لا تشير إلى أى تفاؤل، لكن يبقى الأمل فى رحمة الله، فمثلما استطعنا أن نسقط النظام البائد بقدرة الله، من السهل أن تستقر أحوال مصر برحمة الله أيضًا، لكن إذا حسبناها بالورقة والقلم "هتلاقيها خسرانة".

> ما رأيك فى تحويل جماعة الإخوان المسلمين إلى جمعية؟
- على الرغم من استغرابى على هذا الأمر، فإننى أوافق عليه حتى تخضع الجماعة إلى الرقابة القانونية التى تخضع إليها أى جمعية خيرية، وأنا أعتقد أنه كان هناك اتفاق ضمنى بين الجماعة والنظام بعدم تقنين وضعها لأسباب لا أعلمها حتى الآن، كما أننى كنت أستغرب من لفظ مكتب الإرشاد.

> ما المصطلح الذى يناسب النظام الحالى؟
- أفضل وصف من الممكن أن أصف به النظام الحالى، هو أنه نظام مرتبك لم تتحدد ملامحه بعد.

> هل ترى أن باسم يوسف يسىء إلى شخص الرئيس مرسى؟
- أنا أشاهد برنامج باسم يوسف من منظور خاص، وهو أنه تجسيد لحرية الانتقاد بعد الثورة، وهذا ما يؤكّد أنه لا أحد فوق النقد، وإن كانت هناك ملحوظات على البرنامج، إلا أن وجوده فى هذه الفترة أمر مهم، لذلك لم أرَ أن البرنامج به إساءة إلى أحد.

الجريدة الرسمية