«الأغنياء والدعم» مشكلة كل عصر.. عضو بمجمع البحوث: حصول القادرين على الدعم حرام شرعا ويجب إعادة هيكلته..عميد الدراسات الإسلامية: ضعف في الوازع الديني.. و«الأطرش»: سُحت وأكل لأموال
تسعى الدولة إلى إعادة هيكلة الدعم، واستبعاد كل من لا يستحق من المصريين الذين لديهم بطاقات تموين من الحصول على السلع المدعومة، وناشدتهم الترك للفقراء والمحتاجين.
وعلى الرغم من ارتفاع نسبة الفقر في مصر حاليًا، وارتفاع الأسعار بشكــل مبالغ فيه، فإن الكثير من رجال الأعمال والشركات يسعون إلى الحصول على السلع المدعمة التي خصصتها في الأساس للفقــراء، كخطوة منها لتوفير حياة كريمة لهم ولأسرهم.
ولم يعبأ رجال الأعمال أو الشركات التي تحصل على الدعم المخصص للفقراء، بأن الأمر يدخل في نطاق المحرمات الشرعية، وأكل أموال الناس بالباطل، مثلما أكد العديد من علماء الأزهر الشريف.
جريمة
وقال الدكتور محمد عبدالعاطى، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن حصول الأغنياء على السلع المدعمة عبر بطاقات التموين، يعد نقصًا في الوازع الدينى وضعفًا في الإيمان، لأنه أخذ حقا ليس من حقه.
وأضاف عبدالعاطى في تصريح لـ"فيتو"، أن حصول الشخص على سلع مدعومة وهو لا يستحقها هو افتئات على حق الدولة، لأنه خدعها وأخذ مال الفقير، وارتكب جريمة من كل النواحى، لافتا إلى أنهم بدلا من أن يخرجوا أموالا كما قال المولى عز وجل "والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم"، يسعون للحصول على سلع الفقراء.
وأشار عميد كلية الدراسات الإسلامية، إلى أن يجب على الجهات الرقابية أن تمنع الأغنياء من الحصول على السلع المدعمة، وتوجيهها إلى من يستحقها، بدلا من أن يستولى عليها الفقراء.
أكل أموال الناس بالباطل
فيما قال الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف، إن حصول الأغنياء على السلع المدعمة هو أكل للأموال دون حق، لأنها مخصصة للفقراء والمحتاجين.
وأضاف الأطرش في تصريح لـ"فيتو"، أن السلع المدعمة التي يحصل عليها الأغنياء، هي سُحت وأكل لأموال الناس بالباطل، مشددا على أن حصول الشركات ورجال الأعمال وأى شخص غير فقير على السلع التموينية ونقاط الخبر حرام شرعا.
وشدد رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف، على أنه يجب على الجميع احترام قوانين الدولة، ومراعاة أن الدعم هو أشياء مخصصة للفقراء فقط.
حرام شرعا
ومن جانبه، قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن حصول الأغنياء على السلع المدعمة عبر بطاقات التموين، على الرغم من وجود القدرة لديهم للحصول على ضروريات الحياة، حرام شرعا.
وأضاف الجندى في تصريح لـ"فيتو"، أن امتلاك الأغنياء لبطاقات التموين حرام بالأساس، لأنه ليس من حقهم أن يحصلوا على السلع المدعمة، لوجود لديهم ما يكفيهم من الحصول على السلع دون دعم من الدولة.
وطالب عضو مجمع البحوث الإسلامية، الجهات المسئولى بإعادة النظر في البطاقات التموينية، وإعادة هيكلة الدعم مرة أخرى، لضمان وصوله إلى مستحقيه، وفقا للضوابط الموضوعة حاليًا.
وأكد الشحات الجندى، أن الشكل الحالى للدعم، لا يحقق العدالة المطلوبة التي طالب بها الإسلام، من ناحية أن بعض الفقراء والمساكين يصل بهم الأمر إلى النبش في صناديق القمامة بحثا عن قوته، منوهًا إلى أن الدعم ماديا أفضل بكثير مما هو عليه الآن، ويمكن أن يطبق ويعطى للشخص حسب حالته.
وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن هناك بعض التجار يحصلون على السلع المدعومة ويبيعونها بأسعار أعلى، مشددا على أن الدعم بشكله الحالى لا يصل إلى مستحقيه.