رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية «ابن بار» بالسعودية جاور والدته في القبر

فيتو

تعيش منطقة عسير في المملكة العربية السعودية، صدمة إنسانية على واقع قصة ابن بار مات حزنا على والدته وقدر له مجاورتها في القبر استجابة لدعوة كان حريصا على ترديدها "اللهم لا تحرمني من والدتي في دنياي وآخرتي".


القصة التي نشر وقائعها موقع "عسير"، تعبر عن مدى التعلق الكبير بالوالدين والبر الصادق بهما حيث غيب الموت والدة شاب يدعى مساعد القحطاني، الابن البار مساعد الذي لحق بوالدته يعمل في هيئة التحقيق والادعاء العام متزوج ولديه ابن وحيد لم يكمل عامه الثاني "سنة ونصف السنة"، كما أنه كان ينتظر قدوم مولوده الثاني خلال اﻷشهر القليلة القادمة.

بدأت الحكاية المؤلمة عندما مرضت والدة مساعد وتم إدخالها المستشفى العسكري إثر جلطة أدخلتها في غيبوبة حتى انتقلت إلى جوار ربها يوم اﻷربعاء الماضي، وكان مساعد متعلقا بوالدته بشدة وابنا بارا بوالديه وبعد إتمام دفن والدته خاطب الجموع التي شهدت الدفن: "دعواتكم لها بالرحمة والمغفرة"، وهي آخر ما نطق به مساعد ليغيب عن الوعي ويدخل في غيبوبة استمرت حتى نهاية أيام تلقى العزاء في والدته ليلحق بها يوم السبت الماضى، ويرافقها في حياتها اﻵخرة ويتم دفنه في القبر المجاور لوالدته التي تعلق بها كثيرًا وقدر الله لهما العيش سويا في حياتهما وأن لا يتفارقا كثيرًا وأن يتجاورا بقبريهما بعد وفاتهما سائلين الله أن يتم جوارهما في الفردوس اﻷعلى من الجنة.

وقال علي بهوش وهو خال الشاب المتوفى، إنه كان يضرب أروع اﻷمثلة في الابن البار الذي يسعى لتلبية كافة احتياجات والديه ويبحث عن خلق الراحة لهما في كل شيء، وأنه كان متأثرًا بشدة خلال فترة مرض والدته حتى إنه يعمل في منطقة "نجران" ولكنه يسكن مع والدته في خميس مشيط ويذهب للعمل قاطعًا تلك المسافة الطويلة بشكل يومي ذهابًا وإيابا والتي لم تمنعه من العودة لوالدته المريضة والجلوس بجانبها وخدمتها والاطمئنان عليها.

مضيفا، أن دعوة مساعد الدائمة كانت: "اللهم لا تحرمني من والدتي في دنياي وآخرتي"، وهي الدعوة الصادقة التي استجابها الله ورزقه مرافقة والدته في موتها ومجاورتها في قبرها، كما أن الله حقق لوالدته -رحمها الله- الطمأنينة حيث إنها كانت تردد "لا خوف عليّ بوجودك جانبي أنا سعيدة ومطمئنة" وهو ما كتبه الله لها بأن رزقها ابنا بارا وقدر له أن يكون بجانبها حتى بعد موتها.
الجريدة الرسمية