مخالفة قواعد المرور.. شروع قى قتل المواطنين
جاءتنى رسالة من القارئ الكريم صلاح زكى يقول فيها:
"رباب المليجي اسم أم جديدة على القائمة.. أم مكلومة موجوعة على فقدان ابنتها على الطريق. واحدة من ١٤ ألف أم وأب وأخ وأخت وابن وابنة يفقدون عزيز على شوارع وطرق مصر كل عام.
في كل زيارة أقوم بها إلى مصر يزداد اندهاشي وحزني لما آلت إليه حالة الطرق والمرور وأسلوب القيادة في شوارع القاهرة. وفي إحدى زياراتي كنت بصحبة بعض الأصدقاء الأجانب وكان التعليق الأول لهم أتدرون كم الخسائر التي يتكبدها اقتصاد بلدكم كل دقيقة بسبب هذا الازدحام غير المبرر؟ وتشاء المقادير أن يشهدوا بعدها بدقائق حادثا مروعا على الطريق الدائري سببه سائق توقف على يسار الطريق لينزل أحد الركاب وهنا تنفلت أعصاب صديقي غاضبا من جهل هذا السائق وكل من أتوا من بعده واصطدموا به من الخلف بسبب رعونة قياداتهم وعدم اتباعهم أبسط قواعد القيادة الآمنة.
وكم انتابني شعور بالحزن أيضا عند سماع خبر وفاة عدد كبير من أقارب وأبناء بعض الأصدقاء خلال هذا الصيف على طريق الساحل الشمالي، والذي يعتبر الآن طريقا في وسط منطقة سكنية تعج بعدد هائل من السكان يقدر نحو ٢ مليون نسمة خلال فترة الصيف يتجولون ليل نهار ما بين منازل ومحال تجارية على جانبي الطريق وبالرغم من ذلك ما زال يتعامل سائقو المركبات على هذا الطريق على أنه طريق دولي سريع دون أدنى مراعاة لأدنى قواعد السلامة ومراعاة للسكان.
ولذلك قررت تناول هذا الموضوع لأهميته القصوى والملحة. فبلدنا ليست أقل من أي دولة أخرى عزمت ونجحت في تطوير منظومتها المرورية. ومع الأسف وصلتني ردود أفعال متضاربة ومحبطة فأول التعليقات كانت "مافيش أمل هي كده وهاتفضل كده ولن يستطيع أحد تغيير طريقة القيادة أو شكل الطرق في مص". وسوف اكتب باستمرار لتوضيح كيف ولماذا يجب تدارك الكارثة التي حلت على شوارع وطرق مصر وما تشكل هذه الكارثة من قنبلة موقوتة قد تدمر البلد واقتصادها ومواطنيها أن لم يتم عمل شيء فورا. فهناك أمل وهي مهمة صعبة ولكن ليست مستحيلة.
فمن حق كل مواطن الإحساس بالأمان والثقة عند ركوب أي وسيلة مواصلات خاصة أو عامة، والتأكد التام أن السائق مؤهل وسوف يلتزم بالتعاليم الأساسية. فمن حق كل مواطن الإحساس بالأمان والثقة أن المائة متر القادمة على الطريق لا تحمل في طياتها أي مفاجأة قد تؤدي بحياته وحياة من معه.. من حقنا الإحساس بالأمان والثقة أنك تستطيع عبور التقاطع القادم دون خطر مرور سائق آخر يعترض طريقك.
نعلم أن هناك أكثر من ١٤٠٠٠ حادث سنويا بنحو ١٤٠٠٠ قتيل وعدد لا يحصى من المصابين، منهم من يقضي باقية حياتهم بإعاقة دائمة.
لا يوجد أرقام أو متابعة، ومن الواضح أيضًا دون معرفة سبب الإصابة ودراسة لها لتفاديها أو على الأقل للتوعية للمواطنين أو لتعليم من تؤول عليهم مسئولية إدارة العملية المرورية.
فالأولوية الأولى في تغيير سمات الشارع المصري السائدة اليوم وهي العشوائية، ثقافة الغيط.. الأنا ثم أنا ثم أنا ومن بعدي الطوفان."أنا هاكسر عليك وهامشي من يمين لشمال الطريق زي مانا عايز. أنا اللي هاعدي الأول".
هل ممكن تحويل المنظومة المرورية إلى دائرة ممولة ذاتيًا على الأقل وإن أمكن تدر ربحًا للدولة ولكل القائمين عليها؟ فالإجابة أيضا نعم.
أي مجهود سوف يشكل عبئًا على الاقتصاد المصري. هل من الممكن لأي محاولة بإعادة هيكلة المنظومة المرورية وتجعلها سليمة ومطابقة للمعايير الدولية ألا تشكل عبئًا على الاقتصاد بل وتساهم في تنمية وازدهار الاقتصاد؟ فالإجابة ألف نعم. فحماية المورد الأهم في أي عملية اقتصادية، وهو الإنسان، المورد البشري، فهو أغلى من أي ثروة يتوجب علينا حمايته على الطريق.
وحتى يتم ذلك لا ينقص غير إرادة حقيقية من قبل الدولة لتنفيذ هذه المنظومة المرورية الجديدة فمسلسل إهدار الدماء على الطريق لن يتوقف إلا بقرار جريء. أول هذه القرارات يجب أن يكون وقف فوري لإصدار أي رخص قيادة جديدة لأي سائق حتى يتم تعليمهم صحيح المرور.
فلنوقف فورًا هذه الرخص التي ما هي إلا رخص قتل. فسأكررها مرات ومرات كل خطأ أو مخالفة على الطريق ما هي إلا "جريمة الشروع في قتل".
إلى هنا انتهت رسالة القارئ وأود أو أضيف:
اتفق مع ما ذكرته أخى الفاضل فما يحدث في مصر من حوادث الطرق يمثل إهدارا للدماء الطاهرة ويخلف لمصر قتلى وجرحى تفوق كل التوقعات وكل مخالفة على الطريق هي بالفعل جريمة شروع في القتل ولا بد من تغلظ العقوبات على من يقوم بأى تجاوزات هذا من جهة ومن جهة أخرى لا بد أن يتبنى الإعلام حملة لتوعية المواطنين بذلك.. حفظ الله الجميع.