بتهوفن مصر.. وشيفت الجمعة العظيم
1
أشياء تبدو صغيــرة تمر علينا لكنها تترك أثرًا بالغًا في النفس، ونكتشف أنها في حقيقتها عظيمة وصادقة وتسكن الوجــدان سريعًا.
صفحة على «فيس بوك» تحمل اسم صاحبتها «شجون علي إسماعيل».. تستوقفني لأول برهة.. وأطلب صداقتها.. وتتحول الصفحة إلى طاقة نور تأخذ حواسي لعالم من الفن الراقي والذوق الرفيع.. شجون تأخذني مع غيري من عشاق الموسيقى إلى عالم والدها علي إسماعيل «بتهوفن مصر».. عالم ساحر يعيد إلى نفوسنا روائع الأعمال الموسيقية التي قدمها موسيقار عبقري لم يأخذ حقه كما يجب.
ومن خلال الصفحة استمتعت بمقالين لأيمن الحكيم وخالد منتصر عن «علي إسماعيل» الذي شكل وجدان الكثيرين.. وتجربته الثرية تستحق أن نقف أمامها طويلًا، وتتعلم منها الأجيال الحالية والآتية.. فموسيقاه خالدة وستظل علامة مضيئة في تاريخ الموسيقى.
2
«شيفت الجمعة العظيم».. جملة رائعة كتبتها زميلتي منى عبيد، الصحفية الواعدة، عنوانًا لبوست على صفحتها تصف فيه سعادتها وزميلاتها آلاء محمد وسمر الورداني وصفاء كامل وسمر محمد ومنيرة الجمل وغيرهن، بالعمل في صالة التحرير يوم الجمعة من كل أسبوع.. والمتعارف عليه أن البنات يعتبرن يوم الجمعة إجازة مقدسة للقيام بأعمال منزلية، والذهاب للكوافير وغيره من الشئون النسائية.. لكن وجدت مجموعة من الصحفيات الشابات يعتبرن أن العمل يوم الجمعة له متعة خاصة.. ربما بسبب أجواء الهدوء والسكينة التي تميز هذا اليوم عن غيره.. هو يوم عمل بطعم الإجازة.. وتأملت وصف صحفيات «فيتو» سعادتهن البالغة بالتجمع مع باقي الصحفيين في صالة التحرير والعمل معًا في منظومة متناغمة.. هي فعلا متعة الصحافة لمن يعشقها.. ولا يشعر بهذه الأحاسيس من يتخذها مجرد وظيفة.. هي مهنة تمنح السعادة واللذة حتى لو صاحب ذلك التعب والعنــاء.
هنيئًا لمن يعشق الصحافة، ويؤمن برسالتها، ويتفانى في العمل الجماعي من أجل تحقيق ذاته ونجاح صحيفتــه سواء ورقية أو إلكترونية، هنيئًا لشيفت الجمعة العظيم وكل الصحفيين الذين يعملون كل يوم، وكل لحظة في «فيتو»، وباقي المؤسسات الصحفية دفاعًا عن الحرية ومصالح الوطن.