رئيس التحرير
عصام كامل

اليوم العالمى للسعادة


أيهما أهم، زيادة الدخل أم زيادة السعادة؟ هل تؤدى زيادة الدخل بالضرورة إلى زيادة حتمية فى سعادة الإنسان أم أنه لا علاقة بين الاثنين؟ الأمم المتحدة أعلنت يوم العشرين من مارس، اذار اليوم الأول للسعادة، بالطبع ليس ذلك غريباً؛ فالأمم المتحدة تخصص أياماً محددة لموضوعات كثيرة، كالشعر والمرأة الريفية والملاريا والجاز، حتى انها خصّصت يوماً للطيور المهاجرة، وغيرها.


اقتراح يوم عالمى للسعادة جاء من بوتان، وهى دولة تستخدم «المؤشر الإجمالى الوطنى للسعادة» لقياس درجة تقدمها، بدلاً من المعتمد عالمياً، الذى يستخدم نموذج مؤشر «الناتج المحلى الإجمالى» والذى يركز على زيادة الدخل. وقد احتفلت عدة دول بفكرة السعادة أولاً، وانتشر «هاشتاج» عالمى باسم «هابى داي»، كما تأسس موقع إلكترونى، وظهرت العديد من الجماعات والمنظمات مثل «أكشن فور هابنس» وعدد أعضائها 80 ألفاً، و «شيرز» التى تسعى إلى نشر التفكير الإيجابى والسعادة كمنطلق للتغيير، حيث يقول مؤسسها فرهاد مهيت لـ «يو إس توداى»: «لقد بدأ الناس يتساءلون عن كيفية ودقة قياس التقدم لدى الدول، فزيادة فى الدخل لا تعنى سعادة أكثر».

وفى الإطار ذاته تأسست رؤية عالمية جادة لتغيير القيمة السائدة فى العالم، وهى ربط التقدم بزيادة الدخل، حيث اشترك عددٌ من الأشخاص فى تأسيس «مشروع هاباثون» (Happathon project)، ويضم أفراداً من نيويورك وإنديانابوليس وسان فرانسيسكو وبوغوتا ولندن وأوسلو، وهم يستخدمون أحدث الوسائل التسويقية لتغيير القيم السائدة عالمياً، والتى تستخدم الناتج المحلى الإجمالى كأساس لقياس التقدم فى العالم.

مؤسس مشروع هاباثون جون هافينس يقول: «هدفنا هو إيجاد مؤشر شخصى للسعادة، لكى يتعلم الإنسان أن قيمته كإنسان أكبر من المال فقط». ربما يأتى ذلك اليوم، وعندما يأتى قد يصبح البشر أكثر سعادة وأقل إيذاءً للآخرين، من يدرى؟!

نقلا عن صحيفة الوسط البحرينية
الجريدة الرسمية