رئيس التحرير
عصام كامل

بعد حواره التليفزيونى.. الرئيس الفرنسى فى مرمى انتقادات المعارضة.. برتران: "أولاند" يتظاهر بالفهم فى الاقتصاد.. فيون: أضاع على فرنسا 10 أشهر.. جوبيه: خيبة أمل.. ولوبن: نسير نحو الهاوية

الرئيس الفرنسى فرانسوا
الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند

وجهت المعارضة الفرنسية اليوم الجمعة موجة من الانتقادات اللاذعة للرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند بعد حواره التليفزيونى أمس على القناة الثانية للتليفزيون الفرنسى "فرانس 2".


واعتبرت المعارضة، خاصة حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" أكبر أحزاب المعارضة اليمينية،  تصريحات الرئيس جاءت مخيبة للآمال وفارغة من مضمونها خاصة فيما يتعلق بالأوضاع الداخلية والمشكلات التى تواجهها البلاد على الصعيدين الاقتصادى والاجتماعى.

واتهم أكسافيه برتران، الوزير الفرنسى السابق الذى ينتمى إلى اليمين المعارض، الرئيس أولاند بأنه "يتظاهر بأنه يفهم الأزمة والإصلاح"، مشيرا إلى حاجة البلاد لمواجهة البطالة المتفاقمة "من خلال استراتيجية شاملة".

من ناحيته.. قال رئيس الوزراء الفرنسى السابق والقيادى بحزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" فرانسوا فيون إن رئيس الدولة "لم يظهر (أمس) على أنه الرئيس الذى يحارب الأزمة، لكن الرئيس الذى يزيد من تفاقمها".

وتابع: "خلال حديثه (أمس) شعرت أن (أولاند) أفقد فرنسا عشرة أشهر، وأنه سوف يستمر فى ذلك طالما أنه لم يعلن أنه سيغير سياسته".

والرأى ذاته كان لفرانسوا كوبيه رئيس الحزب الذى علق على خطاب الرئيس أولاند بقوله إن الفرنسيين كانوا يتوقعون "إجابات ملموسة إلى 3 مسائل ترسم ملامح قلقهم وهى انهيار القدرة الشرائية منذ أن فرضت عليهم الزيادات الضريبية، البطالة بعد أن وصل عدد العاطلين الذين يفقدون وظائفهم بشكل يومى إلى 1300 شخص، وأخيرا الأمن".

وفى السياق ذاته.. كتب الآن جوبيه وزير الخارجية السابق  فى تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"  أن الشعور العام السائد لدى الفرنسيين، بعد مداخلة أولاند، هو خيبة الأمل، "كنا ننتظر قرارات قوية وجريئة حول الاقتصاد، لكن حصدنا الغموض لأن الإجابات التى قدمها الرئيس ليست على مستوى الأزمة التى تمر بها بلادنا".

كما قالت نادين مورانو نائبة برلمانية وممثلة لمنطقة "مورث وموزيل" شرق فرنسا: "كنا ننتظر حوارا صادقا، لكن الرئيس اصطدم بالواقع المر. لا يوجد هناك تغيير فى سياسته ونحن نسير نحو الهاوية".

ومن ناحيتها.. سخرت مارين لوبن زعيمة "الجبهة الوطنية" (اليمين المتطرف) من تصريحات أولاند.. موضحة أن (أولاند) "يريد أن يغير كل شىء دون أن يغير أى شىء" وتساءلت لوبن المرشحة الرئاسية السابقة بتهكم "هل ندرك التحديات للتغلب عليها، وخطورة الوضع فى فرنسا؟".

حاول الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند أمس الخميس، فى حوار تليفزيونى، طمأنة الفرنسيين وأكد أن الإجراءات التى اتخذها، منذ وصوله إلى السلطة، ستعود نفعا على الاقتصاد الفرنسى، ولكنه لم يكشف عن إجراءات اقتصادية استثنائية وكفيلة بوضع حد للأزمة التى تمر بها فرنسا واكتفى بالقول بأنه "يدرك أين هو ذاهب وأن فرنسا ستجنى قريبا ثمار السياسة التى وضعتها حكومته".

كما جدد أولاند تعهداته بتخفيض مستوى البطالة اعتبارا من نهاية العام 2013 وذلك عبر سلسلة من الإجراءات التى اتخذتها الحكومة، أبرزها إنشاء بنك عام للاستثمار لتقديم مساعدات مالية للشركات التى تواجه مشاكل فى تمويل مشاريعها وإعادة النظر فى سياسية منح المساعدات العائلية، فضلا عن تجميد نسبة الضرائب المفروضة على الفرنسيين فى 2013 و2014 وفرض ضريبة قيمتها 75 بالمئة على الشركات التى تمنح لمديريها رواتب تتعدى مليون يورو فى العام.

وعلى المستوى الأوربى، اعتبر أولاند أن سياسة التقشف المتبعة من قبل دول الاتحاد الأوربى، خاصة ألمانيا، ستؤدى إلى الانفجار.. معترفا فى الوقت نفسه بأن العلاقة بينه وبين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يسودها نوع من "الصداقة المتوترة".

وتعيش فرنسا حاليا على وقع أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة لاسيما مع الارتفاع غير المسبوق فى معدلات البطالة التى بلغت حتى شهر فبراير الماضى 187. 3 ملايين شخص وفقا للأعداد الرسمية التى أعلنتها وزارة العمل الفرنسية قبل أيام، كما تدهور الاقتصادى الفرنسى بشكل كبير حيث بلغ إجمالى الدين العام (الحكومة والسلطات المحلية والمنظمات الاجتماعية) رقما قياسيا 2. 90% من الناتج المحلى الإجمالى مع نهاية العام الماضى بما يوازى حوالى 8. 833. 1 مليار يورو.

يأتى هذا فى الوقت الذى تراجعت فيه شعبية الرئيس الفرنسى أولاند بشكل كبير خلال الفترة الماضية وعكستها استطلاعات الرأى المتتالية بعد عشرة أشهر فقط على توليه مقاليد الحكم فى البلاد إذ كشف آخر قياس للرأى أجراه معهد "سى أس آه" عن أن 51% من الفرنسيين يعتبرون أن الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند "رئيس سيئ للجمهورية"  مقابل 22% فقط يعتبرونه "رئيسا جيدا للجمهورية".

وتعد هذه هى أسوأ نتيجة يحققها فرنسوا أولاند منذ انتخابه وأسوأ نتيجة لرئيس فرنسى على الإطلاق بعد عشرة أشهر على تولى الرئاسة.



الجريدة الرسمية