متى نصدق الرئيس مرسى
مصداقية الرؤساء فى عالمنا العربى لا تأتى فى يوم وليلة، وإنما هى عدة قرارات وسياسات متعاقبة تعزز لخدمة الشعب وبعدها تتعاظم مصداقيته ويصبح مصدر ثقة لدى جمهوره ومؤيدوه يتزايدون يوم بعد يوم، عندما يتأكدون أنهم أحسنوا الاختيار وأن هدفه خدمتهم ورخائهم ورفاهيتهم ولا يسمح لأى فصيل أو تيار أن يهدد استقرار وأمن شعبه.
بعد تسعة أشهر من حكم الرئيس مرسى هناك أشياء واضحة لا تحتاج لتفسير وشرح فهى تنطق بلسان عربى واضح أن الرئيس يعمل ويسعى على أن يفقد ثقة الشعب المصرى ويجعلنا لا نصدقه ونشعر أن هدفه مما يقول و أغراض أخرى غير التى يتحدث بها ويروجها والأدلة كثيرة جدا، وسأعرض بعضها حتى لا يتم اتهامنا بإهانة الرئيس فأتباعه وجماعته يرون أن نقده إهانة ومن منطلق إننا لا ننقد سوى لخدمة مصر وتصحيح المسار السياسى للعبور بمصر نحو المكانة والقيمة التى تستحقها دولة وشعبا.
الرئيس فعل عدة أشياء فى شهوره الأولى تجبرنا ألا نصدقه مثل تخليه عن وعوده للقوى السياسية بتعيين أربعة مساعدين لرئيس الجمهورية واكتفى بتعيين اثنين من تياره دون إعلاء مبدأ العلم والخبرة والثالث قبطى استقال بعد فترة قليلة لشعوره بتحول الرئيس عن المسار الديمقراطى وتكرر الأمر فى تعيين مستشارى الرئيس الذين استقال أكثر من نصفهم لشعورهم أنهم مجرد ديكور سياسى بلا عمل ولا صلاحيات واضحة محددة وبعدها اختياره لحكومته برئاسة هشام قنديل فلا هى حكومة علم وخبرة ولا حكومة توافق سياسى تستوعب القوى السياسية للمشاركة فى الحكم.
الرئيس فعل عدة أشياء جعلتنا لا نصدقه فعلى المستوى القانونى لم يحترم الدستور الذى أقسم عليه عند توليه الحكم وقام بإصدار إعلان دستورى جمد صرحيات المحكمة الدستورية وصمت عن حصارها وجعل قراراته محصنة لفترة معينة حتى لا يحل مجلس الشورى وهو هنا لا يحترم أحكام القضاء ويضرب بها عرض الحائط، وبعدها فى أزمة الدستور الذى وعد الجميع أنه لن يصدر إلا بتوافق سياسى وفعل ما يريد وخرج الدستور وسط غضب من المعارضة، وحتى الدستور الذى روج له مؤيدوه أن لن يصدر تشريعات إلا بعد موافقة هيئة كبار العلماء بالأزهر ضربوا به عرض الحائط فى قانون الصكوك الإسلامية وغيرها من القوانين التى يصدرها مجلس الشورى.
الرئيس حاول إعادة مجلس الشعب المنحل بعد حكم قضائى ضاربا بأحكام القضاء عرض الحائط مخالفا لكل الأعراف القانونية والدولية وأعاده، ولكنه حل قضائيا مرة أخرى وفى الدستور عندما صنعوا قانون انتخابات والمحكمة الدستورية اعترضت عليه قاموا بعمل تعديلات صورية ودعوا للانتخابات دون عودته للمحكمة حتى لا يطعن على البرلمان بعدم الدستورية وبعدها صدر حكم قضائى بوقف الانتخابات وتعهد الرئيس بعدم الطعن عليه وأخلف وعده وقام بالطعن على القانون فمن يخدع من الرئيس.
لن نتكلم عن أهداف ومبادئ الثورة وحقوق الشهداء والفقراء والبطالة والعاطلين وتراجع الاستثمار الذى وعد فى حملته الإنتخابيه أن الاستثمارات بالمليارات على الأبواب تنتظر نجاحه وهناك 200 مليار دولار ستتدفق لمصر ولم يحدث شيء .
الرئيس فى كلمته فى منتدى حقوق المرأة الأخيرة ظهر عليه التعصب وعدم تملك الأعصاب من زيادة نقد المعارضة له وهدد بالحبس والتضحية ببعض الأشخاص من أجل حماية الوطن وأن هناك مؤامرات وتعودنا منه على كلمة مؤامرات ولا يقدم أدلة وحتى عندما يوجد متهمون يخرجون من النيابة بلا تهم ويبقى الرئيس فى وضع محرج.
سيادة الرئيس لا ننقد شخصك بل سياساتك وقراراتك وتعهداتك فالتزم بها وكن عند قدر المسئولية وحسن ظن المصريين بك وتعلم من سابقيك البقاء لله والشعب والرئاسة زائلة.