رئيس التحرير
عصام كامل

أردوغان يحصد مكاسب تفجيرات «غازي عنتاب».. وحلب تدفع الثمن

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

شهدت محافظة "غازي عنتاب" بجنوب شرق تركيا، تفجيرات إرهابية مساء أمس السبت، أسفرت عن مقتل 50 شخصًا وإصابة 90 آخرين، في تفجير هو الأعنف منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو الماضي.


التفجيرات تشير إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو المستفيد الأول منها في ظل شهل العسل بين تركيا وروسيا وإيران ومغازلة أنقرة لدمشق، تأتي تفجيرات "عنتاب" لتكون مفتاح أردوغان لسياسية جديدة في سوريا.

وترصد "فيتو" شواهد على استفادة رجب أردوغان من تفجيرات عنتاب لبداية سياسية تركية جديدة في سوريا والمنطقة.

على خط النار:
الموقع الجغرافي لمدينة غازي عنتاب وهي أحد الأقاليم السورية قديمًا التي ضمتها تركيا إليها بموجب معاهدة أنقرة التي وقعتها مع فرنسا عام 1920، عرفت قديما باسم عنتاب، لكن البرلمان التركي أضاف كلمة "غازي" لاسمها بتاريخ 8 فبراير 1921.

المدنية لا تبعد عن مدينة حلب السورية 97 كيلومترًا، فالأخيرة تشهد معارك طاحنة بين الجيش السوري وحلفائه والفصائل السورية المسلحة المعارضة والتي تدعم من قبل تركيا، كما كان هناك حضور لتنظيم "داعش" الإرهابي.

معقل العدالة والتنمية:
وتعد مدينة عنتاب التي يغلب عليها التدين، أهم معاقل حزب العدالة والتنمية الحالكم في تركيا، ومن أهم المدن الاقتصادية والتي تعد "نمر اقتصادي" في منطقة الأناضول، ويرى مراقبون أن وقوع تفجيرات في المدينة تعد معقلا مهما ومؤثرا لأردوغان في جنوب تركيا، يثير المزيد من الشكوك حول مصداقية الاتهامات لـجماعات إرهابية أو معارضة في ظل الحضور الطاغي لحزب العدالة والتنمية.

حلب الصغرى:
الطرقات في مدينة غازي عنتاب التركية تؤدي كلها إلى حلب، منذ لحظة الخروج من المطار الصغير، في عنتاب أو حلب الصغري يوجد سوري مقيم مقابل كل عشرة أتراك، وقد تجاوز عدد السوريين المسجلين منهم وغير المسجلين هناك 200 ألف بحسب تقرير لمنظمات غير حكومية، وبإشراف غرفة تجارة غازي عنتاب لهذا العام.

ممر المسلحين:
كانت عنتاب من أهم ممرات المسلحين من دول العالم إلى سوريا حيث الانضمام إلى عشرات الجماعات المسلحة والمتشددة وفي مقدمتها تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" و"أحرار الشام" والتي تصنف كجماعات إرهابية.

ووقع تفجيرات في "غازي عنتاب" سيؤدي إلى إغلاق لحدود مع سوريا وهو ما يمنع تدفق المقاتلين إلى الجماعات المسلحة والتي تعد المدينة التركية الرئيس التي تنفس بها، مما يشير إلى أن أردوغان يسعى إلى اطباق الحصار وخنق حلب عبر تفجيرات "غازي عنتاب"؟

سياسية جديدة

تفجيرات "عنتاب" ستكون حجة لأردوغان، ستكون ذريعة لأردوغان لإغلاق الحدود من ثم قطع " الميه والنور" عن الجماعات المسلحة، وهو مطلب روسي إيراني من تركيا تسهم تفجيرات" غازي عنتاب" في تنفيذها.

فتركيا تعيش شهر العسل مع روسيا وإيران، كشفت عنه تصريحات رئيس الوزراء التركي بن على يلدريم لرئيس السوري بشار الأسد، عدم ممانعة أنقرة في استمرار حاكم دمشق خلال مرحلة انتقالية.

كولن في المشهد:
مؤسس جماعة "الخدمة فتح الله كولن، الغريم اللدود لرجب طيب أردوغان، لم يغب عن تصريح الرئيس التركي حول تفجيرات "غازي عنتاب"، حيث قال أردوغان في بيان له إن تنظيم الدولة هو،على الأرجح، من يقف وراء التفجير، مؤكدًا أنه لا فرق بين هذا التنظيم وبين فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة.

يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو المستفيد الأكبر من تفجيرات "غازي عنتاب" من خلال اتهام "داعش" ومواجهة حزب العمال الكردستاني" الأكراد"، وتشويه سمعة غريمه اللدود "فتح الله كولن"، في ظل ربيع التفاهم بين روسيا وتركيا وإيران بما يمهد إلى سياسة تركية جديدة خاصة بسوريا.
الجريدة الرسمية