فتنة لاعبى الأهلي
لست رياضيا ولا أعرف عن الرياضة إلا ما يفرض نفسه على ساحة الرأى العام، وفى حدود معلوماتى لم يكن ثلاثى الأهلي مؤمن زكريا ووليد سليمان وحسام غالى سببا في صعود مصر إلى نهائيات كأس العالم، وفى حدود ما هو متاح من معلومات لم يحرز أي منهم هدفا لصالح المنتخب الوطنى كان سببا في تغيير مسار الكرة في مصر..
وفى حدود ثقافتى الكروية المتواضعة لم ينجح أي منهم في نقل كرة القدم المصرية إلى العالمية، ورغم هذا فالبعض يتابع أخبار هؤلاء ويعتبرهم مثلا أعلى في الرياضة والأخلاق، وينتظر بالساعات أمام أبواب النادي الأهلي من أجل التقاط صورة تذكارية مع أحد هؤلاء اللاعبين وغيرهم، وهذه النجومية تفرض على هؤلاء اللاعبين أن يكونوا قدوة ونموذجا داخل الملعب وخارجه، لا أن يكونوا سببا في إشعال فتنة كبرى بين جماهير الأهلي والزمالك من الممكن أن تؤدى بنا إلى كارثة كبرى، حيث نشرت "المصرى اليوم" قبل أيام تقريرا تحت عنوان "لاعبو الأهلي يرفضون مبادرة المنتخب للتصالح مع زملائهم في الزمالك".
لم ينكر التقرير أن المدير الفنى للمنتخب الوطنى أصيب بصدمة شديدة عندما علم برفض لاعبى الأهلي عقد جلسة صلح مع زملائهم في الزمالك، بعد الأحداث المؤسفة التي حدثت بينهم عقب نهائى مباراة الكأس الأخيرة، ولم يتوقف التقرير عند هذا الحد، بل أكد أن مدير المنتخب لم يجد أمامه سوى اللجوء إلى سيد عبدالحفيظ مدير الكرة بالنادي الأهلي مع إصرار اللاعبين على رفض المصالحة، من أجل إقناع لاعبيه بإنهاء الأزمة، وأكد له أن التأهل لنهائيات كأس العالم "بروسيا" سيكون من المستحيلات لو استمر هذا الخلاف بين لاعبى الأهلي والزمالك..
نقل مدير المنتخب لـ «عبدالحفيظ» كما ذكر التقرير أن الجهاز الفنى لن يكون أمامه سوى استبعاد لاعبى الأهلي من المعسكر المقبل، منعا لحدوث أي مشاحنات أخرى خلال المعسكر خصوصا في ظل ترحيب لاعبى الزمالك بالصلح وإنهاء الخلافات.
المفاجأة الكبرى جاءت على لسان "سيد عبدالحفيظ" بأنه لا يستطيع إجبار لاعبيه على الصلح.. وبخصوص التهديد بعدم استدعاء لاعبى الأهلي لمعسكر المنتخب المقبل، يُعد أمرا جيدا للاعبين لكونهم يحتاجون وقتا طويلا من الراحة بعد موسم طويل وشاق أنهك جميع اللاعبين، وإراحتهم من المعسكر أمر جيد بالنسبة لهم.
أعدت قراءة التقرير أكثر من مرة حتى أستوعب التفاصيل التي حدثت وعلى مدى أسبوع لم يكذب أحد المسئولين بالمنتخب الوطنى أو النادي الأهلي الواقعة، مما يؤكد أنها صحيحة 100 في المائة وليس بها قدر من التهويل أو المبالغة، وأن رفض مدير الكرة بالنادي الأهلي التدخل لإنهاء الأزمة يؤكد أنه على علم بقرار اللاعبين وأن إدارة النادي على علم بالأمر وأنها باركت قرار اللاعبين.
لن أتحدث عن أن هذه رياضة والفرق بين الرياضة في الماضى وحاليا، فنحن لم يعد لدينا قدوة في الملاعب، بل أصبح لدينا خارجون على القانون يريدون الثأر من "أعدائهم"، ورغم جرأة ما قام به لاعبو الأهلي إلا أن الأهم ما ذكره مدير الكرة بالنادي الأهلي أنه اعتبر عدم ضم لاعبى الأهلي للمنتخب فرصة عظيمة لهم من أجل الراحة، وأن المنتخب هو الخاسر الأكبر وتأكيده بشكل غير مباشر أن تمثيل المنتخب الوطنى واللعب باسم مصر ليس أمرا مهما.
هذه الواقعة تؤكد أننا على أعتاب مرحلة جديدة من الرياضة لم يعد للوطنية وللأخلاق فيها مكان، وأن الكلمة العليا للبلطجة.