رئيس التحرير
عصام كامل

رحيل «يول» .. استهداف لمصر وليس للأهلي !


في تناغم كبير وبينما صور الفوضى المبالغ فيها جدا عن شرم الشيخ والإسكندرية تنشر وتنتشر في صحف عالمية وبينما إشاعة فرض رسوم نظافة بقيمة محددة على فواتير الكهرباء وقبل أن ينفي وزير البيئة الإشاعة ويوضح معناها نجد إشاعة أخرى عن الطائرات الرئاسية التي زعم مروجوها أن الرئاسة تعاقدت عليها مع شركة " داسو" الفرنسية، وقبل أن يؤثر نفي الرئاسة و" داسو" معا نجد شائعة مقتل محصل كهرباء في الدقهلية بسبب خلاف على دفع الفاتورة، وقبل أن يتم كشف هذه الإشاعة، وأن الحادثة جنائية وقديمة أيضا نجد شائعات أخرى قديمة يعاد إنتاجها من جديد رغم أنها تم نفيها، لكن آلة إعلام الشر تأبى أن تتوقف وخصوصا أن فاقدي الأهلية من غير أعضاء الإخوان ونكاية في النظام الحالي ينشرونها من جديد بالفعل !


ونقول: وبينما ذلك كله يحدث ننتبه فجأة لاقتحام الألتراس للنادي الأهلي العريق، ويصل المقتحمون إلى الملعب ويتحرشون بلاعبي الفريق، ويتحول التحرش اللفظي إلى اعتداءات فعلية تطلق فيها الألعاب النارية ويسيطر الهرج على المشهد كله، وبعدها تتكشف الصورة أكثر وأكثر، وأن رسائل تهديد وصلت إلى المدير الفني للفريق وأنها وراء إعلان استقالته فجأة بعد أن تصالح مع جماهير الأهلي وقدم لهم اعتذارا، وأكدت إدارة النادي دعمها له ووقوفها إلى جانبه وتجديد الثقة فيه.. كل ذلك يحدث.. كل ذلك ولم نسمع أن أجهزة الأمن اتخذت موقفا، أو أن تم الكشف عن قادة الاقتحام وطريقة حشدهم بهذه الطريقة المنظمة جدا، حتى أن أجهزة الأمن لم تنتبه لشيء إلا والجماهير داخل النادي !!

الآن.. نتوقف أمام مواطن هولندي يعمل في مصر يتم تهديده بالقتل.. والمواطن هذا مدرب لأهم نادٍ في أفريقيا، أي أنه من الفئات التي تتابعها الحكومة الهولندية خارج بلاده وتقوم سفارته بشأنه وتتابع ما ينشر عنه في الصحف وتترجمه وتبلغه به، وبالتالي فمتابعته من صحف هولندا مؤكدة والآن سيكتبون أن مدرب واحد من أهم أندية العالم قد غادر مصر لأسباب أمنية!

سيستضيفون مارتن يول في فضائيات بلاده وسيحكي مدعما بأشرطة الفيديو فوضى الاقتحام وواقعة التهديد وخصوصا أنه يريد أن ينفي عن نفسه الرحيل بسبب الفشل !!

الآن..خصوم مصر على عقل رجل واحد حتى لو كان شيطانيا.. أما بلادي فباتت لا صاحب لها..لا أحد يفكر في خطورة ما يجري ولا أحد يربطه ببعضه ولا أحد يقدر معنى الأحداث ولا أحد يخطط للمواجهة المنظمة المدروسة ونبقي أمام رئيس جمهورية يحمل أكثر مما يتحمله بشر، بينما باقي الأجهزة تفتقد للموهبة في الوعي وفي مرونة الحركة فلا الداخلية منعت المشاغبين ولا تصدت للشغب ولا أحد في وزارة الرياضة تحرك ولا مسئول في الأهلي يدرك خطورة ما جرى، ولا أحد في مجلس الوزراء تابع كل هؤلاء..ولك الله يا مصر!!
الجريدة الرسمية