رئيس التحرير
عصام كامل

في الذكرى الأولى لرحيل صاحب «ديوان الثورة».. «فيتو» تنظم تأبينا لـ«بشير عياد».. عصام كامل: معروف بالمواقف الرائدة.. الفقي: نموذج للمثقف الوطني.. سويلم: عاشق للتراث والتار

فيتو

 تمر اليوم الذكرى الأولى لرحيل رجل عشق الكلمة وانحنى لها احترامًا وإجلالًا، أحب الكتابة بالفصحي وغازل العامية، الساخرة كانت حاضرة، اهتم بفصاحة الجمل والأوزان والقوافي، سخر من مرضه، اعتبر كبده الملتهب جارًا حتَّمت عليه الظروف معايشته والتعامل معه.


 هو الشاعر والكاتب الكبير بشير عياد، الذي أحيت جريدة «فيتو» اليوم الذكرى الأولى لرحيله، في مقر نقابة الصحفيين، بحضور الكاتب الصحفي عصام كامل رئيس تحرير «فيتو»، والدكتور مصطفى الفقي، وعدد كبير من عايشوه وأحبوه بصدق، أصدقاء كانوا أو تلاميذ.

 المواقف النبيلة
 في البداية قال عصام كامل، رئيس تحرير جريدة «فيتو»، إن الحديث عن الكاتب الراحل بشير عياد من أصعب اللحظات التي من الممكن أن يمر بها، لأنه زرع في جريدة «فيتو» الكثير من القيم السامية، فهو المعلم والأب الروحي لكل أبناء الجريدة.

وأضاف "كامل" أن "عياد" له مواقف عديدة تدل على شخصيته الرائدة، حيث اعتاد دخول «فيتو» حاملًا مجموعة من الأقلام، ويصر على تصحيح الصحيفة الورقية كلها، كما كان يسهر الليالي لتشكيل تلك الصحيفة بعلامات تشكيل اللغة العربية.

وتابع: أن علاقة "عياد" باللغة العربية كانت علاقة من نوع خاص، فما أن تجالسه على مقهى شعبي حتى تشعر بما لديه من موسوعية كبيرة بهذه اللغة.

 وأشار إلى أنه ضرب مثالًا في الانضباط مع المرض، فلم يتمرد يومًا عليه، حتى بعد علمه بخطورته، فلم يمنع ذلك الابتسامة من على وجهه، لكنه استمر في تقديم الدروس الصحفية لكل شباب الصحفيين.

 مثقف وطني
 فيما قال الدكتور مصطفى الفقي إن الاحتفال بتأبين الكاتب الراحل بشير عياد تجسيد لمكانته ودوره في الحياة الثقافية المصرية، موضحًا أن المثقف الحقيقي هو محور التغيير دائمًا، وإن كنا نعاني من سوء نية بعض النخبة في الوقت الحالي فإننا لابد أن نعترف أن من سعى إلى الثورة عبر التاريخ هم الفنانون والشعراء والكتاب.

 وأكد أنه على الدولة أن تدرك أن الكتابة الحقيقية هي لضرب كل الفكر الظلامي والفساد القائم، وأن ذكرى "عياد" تؤكد لنا أن الرجل لم يمت برحيله، بل فقط انتقل من عالم إلى آخر، فأصداء كتاباته مازالت محركًا مهمًّا للجميع.

 وأضاف أن بشير قدم نموذجًا للمثقف الوطني الذي انشغل باله كثيرًا بأحوال بلاده وعندما انتقد كان ناقدًا بناء عرف قيمة دوره، فهو من اعتقد وآمن بأن التغيير سيأتي بالكلمة، وبسِن القلم يمكن أن يغير ما لا يستطيع أن يغيره السلاح.

 عاشق التاريخ والتراث
 فيما قال الشاعر الكبير أحمد سويلم إن بشير عياد كان مثقفًا بديعًا يعشق التراث والتاريخ والإرث الحضاري، كما حمل بداخله بغضًا للفساد والتلوث، لكنه دائمًا ما استنار بنور التفاؤل بالمستقبل.

 وأضاف سويلم: "كنا في لقاءاتنا نقف على جزيرة الحب والعطاء نتبادل أطراف الحديث عن مجانين العشق ونتحدث عن نظراته الثاقبة من سحابته العالية على كل القضايا وما يشغله، فكان دائمًا يُخرج طاقة الحب من ضلوعه لأصدقائه، فهو شاعر نحت قصائده من قلب القلب، عاشقٌ لشعبه، رافضٌ للأقنعة والأكاذيب التي تشيع في وسائل الإعلام".

 وأردف: "كان بيننا حوار دائم امتد عبر الزمان حتى وصل لساحة ميدان التحرير فتعاهدنا ألا نبيع أنفسنا لحزب أو سلطة، فكان ثمن ذلك المرض الذي لحق به وأبعده عن المشهد العام"، وأكمل: "ودعنا بشير بعد أن وضع بين أيدينا قيم الإنسان النموذج شاعرًا وإنسانًا وثائرًا ومثقفًا".

 صراع مع المرض
 وأكدت أميمة الشناوي زوجة الراحل الكاتب الصحفي بشير عياد، على أن المرض كان يتعايش مع زوجها ولم يفارقه حتى وفاته، مشيرة إلى أن الحديث عن زوجها صعب جدًا ولا تستطيع أن تعطيه حقه كاملًا.

 جدير بالذكر أن بشير عياد ولد في 27 أبريل 1960 بكفر الدوار بمحافظة البحيرة، ولحن كلماته ملحنون كثيرون منهم عبد العظيم محمد، منير الوسيمي، عمار الشريعي، سامي الحفناوي، وغنى له عدد من كبار الفنانين منهم أغنية «يا حي يا قيوم» غناء الفنان محمد ثروت، «الروح اللي تشف» غناء محمد الحلو، «الأب والأم» غناء هاني شاكر، وأغنية «جرى لنا إيه» غناء علي الحجار.
الجريدة الرسمية