رئيس التحرير
عصام كامل

حسن الترابى .. مؤسس البروتستانتية الإسلامية 3


لم تتوقف صدمات حسن الترابى عند ما ذكرناه سلفا، بل فجر مفاجآت فى سلسلة فتاواه المثيرة للجدل، عندما زعم أن المسلمين يتوهمون ويعيشون فى الأحلام وينتظرون ليلة القدر لتأتى لهم بالنعيم.


كما وجّه الترابى خلال حديثه فى محاضرة نظمها حزبه فى العاصمة السودانية الخرطوم، انتقادات شديدة لطريقة تحرى هلال شهر رمضان عبر الرؤية، وقال: "إن الأمر متعلق بحساب فلكى وليس لمجموعة من الشيوخ يجتمعون فى المساء ويصدرون فتوى عن ثبوت الشهر أو عدمه".

وسبق للترابى أن أثار حفيظة الأوساط الإسلامية وتعرض لحملة هجوم ضارية من قبل علماء دين وفقهاء إسلاميين اعتبروا أن فتاواه عن "ليلة القدر وقضايا الحجاب، وإمامة المرأة للرجال فى الصلاة، وشهادة المرأة، وزواج المسلمة من غير المسلم، وعودة المسيح، وغيرها من المسائل"، هى" فتاوى ضد الإسلام"، ومخالفة للشرع والمذاهب الإسلامية، خاصة تلك الفتوى التى كان قد أباح فيها زواج المرأة المسلمة من الرجل الكتابى مسيحيا كان أو يهوديا، وهو ما يؤكد الفقهاء أنه يخالف «المعلوم من الدين بالضرورة».

وعن ليلة القدر.. قال الترابى: "ليس هناك شىء مادى اسمه ليلة القدر، إنما هى مناسبة تشبه العيد.. مثلها مثل غزوة بدر، التى كانت مناسبة فاصلة بين الإيمان والكفر، غيّرت مسيرة البشرية كلها".

وفى محاضرة للترابى بالخرطوم قال:"عيسى عليه السلام، مات فى اختفائه"، وبينما انطلقت همهمات حضور ندوة بعنوان «الفقه الإسلامى بين التقليد والتجديد»، قال الدكتور الترابى: «لستُ سنيا ولا شيعيا»، وكرّر الترابى جملته موضحا أن عيسى عليه السلام، مات فى اختفائه، ولايزال المسلمون والمسيحيون ينتظرونه».

وعلت الدهشة وجوه غالبية المشاركين فى المحاضرة التى عقدت بجامعة الخرطوم، لما تحتمله جملة الترابى من مخالفة لنص الآية الكريمة «وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِى شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا».

واستنكر الترابى على المسلمين استشهادهم الدائم بالسلف الصالح موضحا: «أصبحنا نقدس السلف الصالح، والسلف عندنا دائما صالح رغم أن تاريخنا أسود»!.

وتابع «عندنا أن الصحابة كلهم فى الجنة.. فى حين أن أبا هريرة مثلاً، لم يطلق لسانه برواية الحديث إلا بعد وفاة عمر بن الخطاب ، الذى كان يقف فوق رأسه بالدرّة مانعا إياه من رواية الأحاديث الغريبة».

وأعاد الترابى تأكيد فتواه التى عارضها غالبية العلماء بـ «إمامة المرأة للرجال إذا كانت الأعلم»، وجزم أن الفقهاء «زوروا فتوى الإمامة السياسية للمرأة بالأحاديث، واحتكر الرجال الفتوى والفقه وعلم الحديث».

ووصف الردة بأنها «العودة للوراء فى أى شىء وليس خروجا من الإسلام إلى الكفر»، كما رفض من قبل وصف اليهود والنصارى بالكفر، قائلا إنهم «مؤمنون»، ودعاهم إلى «تكوين جبهة من المؤمنين لمواجهة الإلحاد العالمى».

وأجاز كذلك إمامة المرأة للرجال فى الصلاة، وساوى بين شهادتها والرجل فى القضاء، وأجاز شرب الخمر وحرّم السكر، وأنكر نزول السيد المسيح،عليه السلام، وأنكر وجود الحور العين فى الجنة، اللائى لم يطمثهن إنس من قبل ولا جان.

وكان علماء سودانيون قالوا بتكفير الترابى، من بينهم رفيقه فى الحركة الإسلامية رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة بالسودان الدكتور جعفر شيخ إدريس، الذى أصدر فتواه العام 1995، وكان الترابى وقتها رئيسًا للبرلمان.

كما أصدر العالم السودانى محمد عبدالكريم محاضرة صوتية بعنوان «إعدام زنديق» أفتى فيها بـ «زندقة» الترابى على خلفية قوله بـ «عدم عصمة الأنبياء».

من كتابى "ضد الإسلام"..الطبعة الثانية.

الجريدة الرسمية