رئيس التحرير
عصام كامل

مقدمو البرامج الرياضية يحتاجون ماما نجوى


لا أنكر أنني قاطعت برامج الفضائيات منذ فترة طويلة وأقصى ما أتابعه في التليفزيون أفلام إسماعيل ياسين أو مباريات كرة القدم والأحداث الرياضية، وغير ذلك لا أتابع الدوشة التي تحدث في البرامج والخناقات المفتعلة ومؤخرا وبالصدفة البحتة وأنا أدير ريموت التليفزيون فوجئت ببرومو ليرنامج المذيعة المتألقة نجوى إبراهيم وضيفها الأستاذ مفيد فوزي والذي بالرغم من خلاف البعض عليه فإنني كنت أراه أفضل من يعمل تحقيقات استقصائية عبر برنامجه حديث المدينة وكان بداية لكسر هيبة المسئول في عين الشعب عندما كان يقول له اسمحلي أسالك؟ اسمحلي أستفزك.. المهم إنني وجدت مذيعة متمكنة تدير حوارا راقيا لم أسمع خلاله كلمة واحدة خارج النص أو تهتهه بلا داع وضيفها هو الآخر يتحدث عن زمن جميل.


اتفقنا أو اختلفنا أرى أن نجوى إبراهيم مذيعة متمكنة وطاقة لابد من استغلالها في عمل دورات للمذيعين والمذيعات الذين يقتحمون حياتنا صباحا ومساء ويرتكبون أبشع الجرائم في حق المشاهد والمواطن الغلبان.. أخطاء في النطق بالكلمات وخروج على النص وسقطات على الهواء.. أعتقد أن ما يحدث على شاشات الفضائيات ناتج أساسا من قلة التدريب وأصبح المجال مفتوحًا لكل من هب ودب ومتاحًا لكل من يملك شبكة علاقات عامة وأصبحنا نرى صحفيين يتلعثمون في الكلام ووظيفتهم الأساسية أصبحت "مقدم برامج".

الحقيقة أن مجال التقديم التليفزيوني أصبح يحتاج إلى مراجعة تامة، فمثلا البرامج الرياضية تراجع مستواها بشكل غير مسبوق لأن المجال فتح ذراعيه للنجوم دون أن يكلف نفسه عناء الحصول على دوره في أبجديات التقديم.. ومن هنا ظهرت العصبية وأسهمت البرامج في تغذية الفتنة بين جماهير الأندية وخروج على النص ولجنة صناعة الإعلام تعمل بمزاجها ولا تعاقب أحدًا إلا وفقا لأهوائها.

ومن هنا أرشح نجوى إبراهيم لإعطاء مقدمي البرامج الرياضية دروسًا خصوصية في كيفية احترام المشاهد وانتقاء الألفاظ وطريقة اللبس نفسها وطريقة إدارة الحوار والابتعاد عن الهوى وتجنيب الخلافات الشخصية خارج الاستوديو بعد أن تحولت البرامج إلى أداة في يد الحمقى للانتقام من معارضيهم.

يا سادة.. التعليم ليس عيبًا وتطوير الأداء يحرص عليه الكبار أما الصغار فإنهم دائما يغردون خارج السرب وسوف يأتي يوم تلفظهم الشاشات لأنهم أفسدوا الذوق العام..
الجريدة الرسمية