المواجهة وإبداء الرأي

لا شك أن أقصر طريق بين نقطتين هو الخط المستقيم وأن الوصول إلى الآخرين مهمة كبيرة توضع على عاتق الناس لكى يصلون إليهم دون مشكلات في الاتصال حسيا ولفظيا.

ولا شك أن الخجل يشكل عائقا كبيرا بين الناس ولو عرفوا آثاره فيما بعد لتغيرت طرق الاتصال فالخجل يجعل الإنسان يتقبل أمورا كان لابد أن يرفضها وكان عليه قبول شيء رفضه من قبل وكان الخجل حائلا تسبب في مشكلات أكبر فيما بعد.

المواجهة الصادقة الصريحة هي أساس كل التعاملات فهي أقصر الطرق بين الناس والنقاش في نقاط الاختلاف ومعرفة حدود كل إنسان تجاه الآخر هو الهدف الذي يسعى إليه كل إنسان للوصول إلى اتصال فعال له نتيجة إيجابية.

نظرا لأن التربية تختلف من بيت إلى آخر فإن النتائج المترتبة على هذه التربية تختلف أيضا فمن الناس من يقوم بالتغاضي عن إبداء الرأي بل البعض يعتبر أن التعبير عن الرأي في المنزل كارثة وأن على الفرد أن يتقبل الأمور كما هي دون التعبير مما يؤول إلى الانفجار على أتفه الأسباب بعد أن يتحمل الإنسان ما لا يطيق وإن كان أبدى رأيه في البداية ما كان يصل أبدًا إلى نقطة اللاعودة.

علينا أن نربى أبناءنا على التعبير بالرأي بالعقل والمنطق والإنصات التام لوضع الأمور في نصابها وأن أساس التعاملات بين الناس لابد أن توضع حدودها في البداية دون خجل أو تغاضى عن أشياء لابد أن يتم الاتفاق عليها حتى لا تكون هناك توقعات غير محسوبة بين الطرفين تؤدى بالعلاقة إلى الهاوية.

وعلينا أيضا أن نتعلم كيف تكون المواجهة وكيف يعرف الإنسان أن يقول "لا " تلك الكلمة التي تضع الحدود بين الناس بهدوء ودون انفعالات حتى نعرف كيف نحصد النتائج من ذلك بوضع الحدود الدائمة للعلاقات دون مشكلات تنشأ بسبب سوء التفاهم بين الناس.

وعلى الآخرين أيضا مهما كان الاختلاف في النشأة أن يتقبلوا المواجهة أيضا ولا يفهموا ذلك بالخطأ أو يعتبروا ذلك رفضا لهم أو تحديًا إنما كما يقول المثل الشعبي المصري "اللى أوله شرط، آخره نور".