رئيس التحرير
عصام كامل

خطايا يوسف زيدان.. ينعت الخليج العربي بـ«سراق الإبل».. أنكر «المعراج» وشكك في مكان المسجد الأقصى.. ادعى عدم وجود المسيحية قبل سنة 70 ميلادية.. وتاريخه الأدبي لا يخلو من «شائعة

يوسف زيدان
يوسف زيدان

لم يعد القراء يتأثرون بالزوابع الكلامية التي يثيرها الروائي والمؤرخ يوسف زيدان، بعد أن أصبحت مشكلات ثقافية عديدة تحمل توقيعه، معتمدًا فيها على ثروته المعلوماتية التي يخوض بها معاركه الدينية والتاريخية.


"زيدان" والخليج
وكانت آخر خطايا زيدان التي أثارت جدلا واسعًا في الوطن العربي بأكمله، تصريحه خلال ندوته بمهرجان ثويزا بالمغرب، بأن سكان منطقة الجزيرة العربية «الخليج» (سرّاق إبل)، وأن المنطقة لم تكن فيها حضارة في يوم من الأيام، وأن المراكز الحضارية تقتصر على القاهرة والقرويين وفاس وبغداد ودمشق، الأمر الذي أثار استهجان الخليج العربي ومثقفيه فأصدر اتحاد كتاب العرب بيانا صحفيا يرفض فيه تصريحات زيدان، فيما طالب عدد كبير من المثقفين بمنع زيدان من دخول الدول الخليجية مرة أخرى.

إنكار المعراج
تاريخ زيدان «الإعلامي» يثبت أن تلك الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ لم تترك تصريحاته أحدًا في شأنه، فطال كلامه القاصي والداني، وحملت تصريحاته السابقة نوعًا من الشطط الكبير الذي استاء منه الجمهور، وكان على رأسها إنكاره لرحلة المعراج، مؤكدًا أن مكان وجود المسجد الأقصى ليس في فلسطين، قائلا: "إن اتجاه القبلة كان جهة الشمال في يثرب، ثم تم تغييرها إلى الجنوب تجاه الكعبة"، مؤكدًا أن المسجد الأقصى ليس إحدى القبلتين الشريفتين، إضافة إلى إنكاره وجود الديانة المسيحية قبل عام 70 ميلادية وأن الأناجيل كتبت في الفترة من 70 إلى 120 ميلادية، مؤكدًا أن كلمة القدس هي مفردة عبرانية لا تمت للمسيحية بصلة.

لم تتوقف مشكلات زيدان عند حد تصريحاته المثيرة للجدل والتي تأتي غالبًا قبل إصداره لمطبوعة جديدة، وإنما امتدت لتصل أبواب القضاء والمحاكم، ويمتلك سجل الكاتب عددا كبيرا من القضايا التي أقامها على الدكتور سراج الدين إسماعيل مدير مكتبة الإسكندرية، منذ تركه لرئاسة مركز المخطوطات بالمكتبة، وكانت آخر قضاياه بتهمة السرقة وعدم احترامه للملكية الفكرية، وذلك بسبب نشر سراج الدين، لكتب ومؤلفات زيدان، دون الرجوع إليه في المكتبة الرقمية بالإسكندرية، بتاريخ «محضر رقم 7/ أحوال / المعمورة / 21 نوفمبر 2014».

الاعتزال

ناهيك عن قرارات زيدان الدائمة باعتزاله العمل الأدبي سخطًا على الأوضاع الثقافية والسياسة، ولكن لا ينفذ زيدان قراراته، ولا تتجاوز المدة الزمنية للاعتزال عنده سوى أسبوع أو اثنين بحد أقصى.

ويبدو أن زيدان يحتاج إلى قراءة الأبيات الأخيرة من كتاب «ثأر الله» للكاتب عبد الرحمن الشرقاوي، التي يقول فيها الشاعر الراحل على لسان الإمام الحسين: «كبرت الكلمة.. ما دين المرء سوى كلمة، ما شرف الرجل سوى كلمة، ما شرف الله سوى الكلمة، أتعرف ما معنى الكلمة، مفتاح الجنة في كلمة، ودخول النار على كلمة، وقضاء الله هو الكلمة.. الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور، الكلمة فرقان ما بين نبي وبغي».
الجريدة الرسمية