«هيئة السياحة» ترد على يوسف زيدان: «الخليج» حضارة 3 آلاف عام
أثارت ردود هيئة السياحة والتراث الوطني بالسعودية على مزاعم المؤرخ يوسف زيدان الكثير من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، وكان المؤرخ المصري قد زعم في ندوة عقدت بالمغرب أن الجزيرة العربية والخط العربي لا حضارة أو أصل لها، وهو ما دفع هيئة السياحة والتراث الوطني للرد عليه عبر حسابها الرسمي على تويتر.
وقالت الهيئة إن مكة المكرمة هي البوتقة التي انصهرت فيها لغات الشمال والجنوب، ونتج منها لغة القران الكريم التي يفهمها أهل اليمن والشمال وما حولها، كما أن الدراسات العلمية الرصينة في أرقى جامعات العالم أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن قوة التواصل الحضاري للجزيرة العربية كان منذ 3000 سنة قبل الميلاد، مع الحضارة ببلاد الرافدين والشام ومصر، وأن وسط الجزيرة العربية كان همزة الوصل بين الشرق والغرب فمنه تعبر القوافل التجارية وحضارة كندة خير شاهد.
وأوضحت الهيئة أن العمق الحضاري للمملكة لا يقل أهمية عن مراكز الحضارات القديمة، كونه يعود لأكثر من مليون سنة، وتؤكد ذلك الشواهد الأثرية المنتشرة على امتداد النطاق الجغرافي للمملكة، كما أن المواد الأثرية المكتشفة في المملكة تدل على أن الاستيطان على أرضها يعود لأكثر من مليون سنة، وقد كشفت أعمال التنقيب الأثري عن مستوطنات من العصر الحجري القديم، إضافة إلى النقوش والرسوم الصخرية التي تنتشر بكثافة في المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية، ولعل أكبر مثال على ذلك مواقع الرسوم الصخرية بجبة والشويمس بمنطقة حائل، وموقع بئر حمى بمنطقة نجران.
وبينت الهيئة أن العلاقات الخارجية للجزيرة العربية إبان فترة حضارة العبيد ما بين 6000-3500 سنة قبل الميلاد، ذات مغزى مهم، حيث تمثل التواصل الحضاري بين الجزيرة العربية مع الحضارات المجاورة لها خارج حدودها الجغرافية، كما ساهم إنسان الجزيرة العربية في تطور الكتابة العربية، حيث بدأ ونشأ في هذه البقعة الجغرافية ثم استمر في التطور حتى ظهر بشكله الحالي، وتعد أرض المملكة كتابا مفتوحا يحوي آلاف النقوش والرسوم الصخرية التي تعود لفترات حضارية مختلفة.
وتطرقت الهيئة في إيضاحها إلى الحركة الثقافية في الجزيرة العربية التي ازدهرت قبل الإسلام، فكانت تقام الأسواق في مناطق عدة من الجزيرة العربية من أبرزها سوق عكاظ الذي يعد أشهر أسواق العرب في تلك الفترة، فهو إلى جانب كونه سوقًا ذا أهداف اقتصادية؛ كان منبرًا خطابيًا وثقافيًا تتداول فيه القضايا الاجتماعية والسياسية والفكرية، وعلى أرضه ألقيت أشهر القصائد ووقف به فطاحلة الشعر والفصاحة العربية.
وقالت إن ظهور الإسلام منعطف حاسم في تاريخ شبة جزيرة العرب، حيث تحقق بفضل ذلك الوحدة الشاملة لأجزاء شبة الجزيرة العربية المختلفة، وبالتالي بداية ظهور الدين الجديد من غار حراء وما شهدته مكة المكرمة من أحداث سياسية أثناء ولادة الدين الحنيف، وما تلاه من إعلان للدولة الإسلامية في فترة صدر الإسلام بالمدينة المنورة التي امتدت لأربعين عامًا، ومن ثم امتدادها لكل بقاع الأرض التي وصل إليها الإسلام.
وخلصت الهيئة إلى أنه وبعد انتقال مركز الخلافة الإسلامية إلى بلاد الشام والعراق فإن الجزيرة العربية لم تكن بمنأى عن التطور الحضاري وعلى وجه الخصوص في القرون الثلاثة الأولى، فقد كشفت الدراسات والبحوث عن مدن ومواقع أثرية تعود إلى عصر النبوة، مثل موقع الربذة شرق المدينة المنورة، وموقع جواثى ومسجدها المشهور في الإحساء بشرق المملكة، وموقع المابيات بالقرب من مدينة العلا وفيد في منطقة حائل والواقعة على طريق زبيدة، وموقع البليداء بالمزاحمية وموقع المصانع على ضفاف وادي حنيفة بالقرب من الرياض وموقع الدور بالإحساء، وميناء الجار على البحر الأحمر بالقرب من مدينة ينبع. التي تعود إلى فترة العصر الإسلامي المبكر، كما تم الكشف عن عدد من الكتابات التي تعود إلى الخلافة الأموية العباسية.