وهو الذي يرسل الرياح

ذكر الله الرياح كثيرًا وعرفنا ما لها من تأثير إيجابي أو سلبي على الحياة وعلى الإنسان.. وبدأ الإنسان أخيرًا في النظر إلى الرياح وتقدير منافعها الجمة التي تقوم بها دون أن نشعر بتلك النعمة من نعم المولى عز وجل.

ومن المعروف علميا أنه ليس من الممكن التنبؤ بالطقس لأكثر من أربعة أيام، ويعتبر العلماء أن توقع ما تفعله الرياح ما زال أمرًا صعبًا، وهذه مشكلة ليست علمية فحسب بل اقتصادية أيضا، وفي دراسة قام بها أحد العلماء المتخصصين أكد أن تطوير التنبؤ بالجو دقته قد يساعد في رفع كفاءة كل شيء بدءًا من المحاصيل الزراعية إلى الطيران، حيث قد يضيف حوالي ثلاثين مليار طن من الحاصلات إلى الاقتصاد العالمي سنويًا.

وطبقًا لتقدير البنك الدولي فإن التنبؤ الدقيق لأحوال الطقس، وقد يساعد على الحد من آثار العواصف المدمرة فنوفر حوالي ملياري طن من الحاصلات الزراعية المهدرة.

وعلى كل، استطاع الإنسان أن يستفيد إلى حد ما من تأثير الرياح في الأبحار ودوران الطواحين وما إلى ذلك من احتياجات إنسانية، والرياح أصلا هي حركة الهواء وانتقاله بسبب الضغط الجوي واختلافه على سطح الأرض وهى ظاهرة أساسية من ظواهر الطقس وبها تحدث الغيوم التي تحجب أشعة الشمس وتجلب الأمطار والثلوج وتسبب الفيضان أو الجفاف وتحرك الأمواج في البحار وتحمل الغبار، وهذا كله يؤثر في توزيع السكان على سطح المعمورة وطبعا الحضارات الإنسانية وتمركزها، حيث تزدهر الزراعة والصناعة، وكذلك تنتشر الصحاري في أماكن أخرى في اليابسة.

ويقول مالك الملك: "وتصريف الرياح المسخر بين السماء والأرض"، وهذا قد يُبين لنا معاني الريح الطيبة والريح العاصف والريح العقيم والريح الصرصر والريح العاتية والريح المصفر والريح اللواقح والرياح البشرا.

وكذلك الريح التي فيها عذاب أليم، وغير ذلك مما ذكره المولى في محكم آياته.. وفكر العلماء والمهندسون في استغلال طاقة الرياح المجانية وتحويلها من طاقة حركيّة إلى طاقة ميكانيكية ومنها إلى طاقة كهربائية وهى من عند الله سبحانه وتعالى مثل الطاقة الشمسية الدائمة إلى أن يشاء الله.. وما علينا إلا أن نشكر الوهاب ونستخرج الطاقة التي تنفعنا لزوم الحياة وإعمار أرض الله..

وتوجد أماكن في المحروسة تصلح تماما لاستغلال طاقة الرياح فلماذا لا نحسن استغلالها الآن لينتفع بها أولادنا في المستقبل القريب ونعد العدة له..