رئيس التحرير
عصام كامل

4 مؤشرات لحسم الصراع داخل «حلب».. روسيا تكثف من الطلعات الجوية على المدينة.. إيران تخضع لإرادة «بوتين» لإنهاء الحرب الدائرة.. «أمريكا» صاحبة الضوء الأخضر.. ومؤشرات لرجاحة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم تكن العمليات النوعية التي نفذتها المعارضة السورية في حلب بداية الشهر الجاري واستطاعت من خلالها كسر الحصار الذي فرضه جيش بشار الأسد، سوى عامل مساعد لزيادة وتيرة تصاعد العمليات العسكرية التي اشتعلت بشكل مكثف خلال الأسبوع الماضي.


والعمليات العسكرية في «حلب» لا تتوقف فقط على مقدر القوة العسكرية لكل فصيل أو بشجاعة المقاتلين، إنما الأمر يتعلق بقرارات دولة بعد أن أضحت المدينة السورية الكبرى ملعبا لكافة القوى الإقليمية، ومن ثم أصبح القرار عالميًا أكثر من كونه محليًا.

التطورات الأخيرة التي أقدمت عليها روسيا وموقف الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا دفع مراقبين إلى إعلان اقتراب حسم الصراع على «كعكة حلب».

وفي خلال السطور المقبلة ترصد فيتو ملامح حسم تلك المعركة كما رآها محللون، لافتين إلى أن الأمر قد يكون في صالح «الأسد».

روسيا
خلال اليومين الماضيين نفذت الطائرات الروسية أكثر من مائة طلعة جوية يوميًا بحسب قناة روسيا 24، استهدفت خلالها مواقع المعارضة السورية في «حلب» مما نتج عنه تدمير لآليات عسكرية تتبع الفصائل المسلحة التي لم تجد أمامها سوى تدشين هاشتاج «حلب تنزف» لاستنجاد بالمجتمع الدولي، فيما أعلن «سيرجي رودسكوي» رئيس هيئة الأركان الروسية عن استمرار المعركة ودعمه الكامل للجيش السوري.

إيران
أما إيران وهي صاحبة يد كبرى في سوريا لم تكن هي الأخرى بعيدة عن ذلك بعد أن سمحت للقوات الروسية لأول مرة باستخدام قاعدة «همدان» كنقطة انطلاق الطائرات الروسية.

وبالتزامن مع ذلك الإعلانات أعلنت قناة روسيا 24 عن وصول قاذفات «tu-22» للقاعدة الجديدة من أجل استخدامها في قتال ما وصفتهم بالجماعات الإرهابية في حلب.

موقف إيران المفاجئ لم يكن يعني فقط أن بإمكان الدب الروسي شن هجمات من قواعد أخرى غير روسية، بل هي رسالة رضوخ جمهورية الملالي لقيصر روسيا في المجال العسكري لأول مرة منذ الحرب التي اشتعلت في روسيا في 2011.

مراقبون أكدوا أن «بوتين» ليس بحاجة إلى قاعدة «همدان» وهو يملك قاعدة «أحميم» الأقرب إلى «حلب» والممتلئة بكافة أنواع القاذفات والطائرات وهو ما يجعل استخدام أراضي إيرانية هو أمر سياسي أكثر من كونه عسكري.

العراق
ولم يكن حيدر العبادي رئيس وزراء العراق بعيدًا عن هذا الماراثون بعد أن أعلن هو الآخر أن سماء العراق مفتوحة للقوات الروسية من أجل القضاء على ما أسماهم المجموعات الإرهابية في حلب.

وإذا كان تحالف «سوريا – روسيا – العراق» هو تحالف موجود منذ بدء الأزمة السورية بالفعل إلا أن موقف الولايات المتحدة بدا وكأنه كلمة السر للأريحية التي يتحدث بها قادة روسيا وعلى رأسهم «بوتين».

وفيما يشبه التغاضي عما تفعله موسكو نقلت سكاي نيوز تصريح منسوب للخارجية الأمريكية تعلق فيه على استخدام روسيا لأراضي إيرانية بأنه إجراء غير مفاجئ، مضيفة أن التعاون مع الكرملين سيستمر من أجل محاربة داعش، الأمر الذي عده البعض «ضوء أخضر» للانتهاء من معركة حلب.

ما لم تقله الولايات المتحدة كشفه «سيرغي شويغي» وزير الدفاع الروسي حين أكد أن الفترة المقبلة ستشهد تنسيق عمل عسكري بين الولايات المتحدة الامريكيا وروسية بمنطقى حلب وهو ما يعني محاربة جماعات المعارضة السورية !

تركيا
أما آخر الملامح التي تشير إلى حسم معركة «حلب» لصالح بشار الأسد هو تراجع الدور التركي الذي ظل خلال السنوات الماضية داعمًا قويًا لجماعات المعارضة السورية لإسقاط «بشار».

ويعود التراجع التركي إلى محاولة الانقلاب الفاشل الشهر الماضي، بالإضافة إلى التقدم الذي تحرزه قوات سوريا الديمقراطية وآخرها تحرير مدينة «منبج» من أيدي تنظيم داعش الإرهابي.

وأدى تقدم قوات سوريا الديمقراطية إلى قلق «أردوغان»، خاصة أن تلك القوات معظمها من الأكراد عدو الرئيس التركي الأول.
الجريدة الرسمية