«إخوان الدول العربية» يتجاهلون ذكرى فض رابعة.. حماس تلتزم «الصمت الإعلامي».. «جماعة الأردن» في حالها.. «نهضة الغنوشي» في واد آخر.. وكمال الهلباوي: الشعوب لم تعد
سكون وكأنه صمت القبور.. هكذا مرت الذكرى الثالثة لفض اعتصام رابعة العدوية، على إخوان "فلسطين والأردن وتونس والمغرب"، ولم يتحرك أحدهم لإحياء الذكرى، وإبراز مشاهد الدماء، وتحريك دعوات القصاص في الشارع الإخواني بتلك البلدان، وأغلقت مكبرات الصوت الزاعقة على مواقع الفيديو التابعة لهم، ولم تنقل لساحات التواصل الاجتماعي، صورًا مؤرشفة عن أهوال يوم الفض، كما كان يحدث على مدى السنوات الماضية.
وعلى الرغم من حالة التأجيج التي يتبعها إخوان مصر، والمقيمون بالخارج من مطاريد الجماعة، باستدعاء مشاهد الفض كاملة، وإبراز الدماء من "زاوية واحدة"، لتبقى النار مشتعلة في الصدور، إلا أن الصمت الكامل لجميع "بطانات الإخوان" في الخارج، يؤكد أن "جماعة مصر" باتت معزولة تمامًا، بل أصبحت عبئًا عليهم.
حماس
من أرض فلسطين، أقرب فرع للجماعة، و"حبلها السُري" في الأرض المحتلة، اختفت شعارات رابعة سريعًا من كل الصفحات الإخوانية، وحتى تلك التي لا تخفي توجهاتها وتعلن انتماءها.
ولم تحمل واجهات مواقع «حماس» و«عز الدين القسام» أي تعزيز تقني أو بانارات تُبرز الحدث وتبقيه خالدًا لأيام تكفي لإحراق الصدور غضبًا عامًا آخر، بل اختفى أي أثر في الصفحات الرئيسية، حتى لو كان ذلك «مقال رأي».
حركة النهضة التونسية
فيما اختفت تمامًا أخبار «رابعة» من على مواقع «حركة النهضة التونسية»، التي يتزعمها راشد الغنوشي، رأس حربة الهجوم على النظام المصري والرئيس السيسي خلال الأعوام الماضية، وبشكل خاص خلال فترة حكم الرئيس السابق منصف المرزوقي، ولم تُعنوِن الحركة صفحتها العامة بأي إشارة لذكرى الفض.
إخوان الأردن
لم يقدم الموقع الرسمي لإخوان الأردن جديدًا عن سابقيه، فجاء المحتوى العام للصفحة الرئيسية خاليًا تمامًا من أي خبر له علاقة بذكرى الفض، ولم يحتوِ على ما يمكن وصفه بالتضامن مع إخوان مصر في مثل هذا الحدث، ما يؤكد أن علاقة الصداقة بين الملك عبد الله والرئيس السيسي، حالت دون زج إخوان الأردن بأنفسهم في أتون الصراع الداخلي بمصر، مثلما جرت العادة بعد تفجر ثورات الربيع العربي، وانتكاسة الإخوان في ثورة 30 يونيو.
الشعوب لم تعد تتجاوب معهم، فضلًا عن عدم قدرتهم على الحشد.. هكذا يرى كمال الهلباوي، القيادي التاريخي المنشق عن الإخوان، وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، مؤكدًا أن ظاهرة اختفاء دعم إخوان الخارج يعود للظروف الاقتصادية، والتغيرات السياسية في المنطقة، التي ساهمت في إحكام السيطرة على إخوان مصر.
ويرى "الهلباوي أن خروج الإخوان للتظاهر لم يحقق شيئًا"، مشيرًا إلى أن الجماهير العربية، وخاصة "غير المؤدلجة" لا تلتقي معهم على أرض واحدة، في ظل رفع شعارات وأهداف لا تخصهم، وهو ما فطن إليه إخوان الخارج والداخل، وأصبحوا لا يعيرون دعوات التحريض على الخروج أي اهتمام، مثلما كان يحدث في السابق.