رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الخارجية في مهمة صعبة.. سامح شكري يزور لبنان.. وحل أزمة الفراغ الرئاسي الملف الأهم.. دعم مصري لبيروت في ملف محاربة الإرهاب.. حزب الله اللقاء الأكثر حساسية.. والاقتصاد بين البلدين على الطاولة

فيتو

تأتي زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى بيروت، التي بدأها أمس الثلاثاء، وتنتهي اليوم الأربعاء، في وقت مهم جدا، ليس فقط على طريق العلاقات المصرية اللبنانية، ولكن أيضا على طريق اهتمام القاهرة بالقضايا الإقليمية ومشكلات الدول المحيطة ومحاربة الجماعات الإرهابية.


الفراغ الرئاسي
ويبحث شكري، مع المسئولين والقوى السياسية اللبنانية، العديد من الملفات على الساحة اللبنانية في مقدمتها الفراغ الرئاسي في لبنان، ومحاربة الجماعات الإرهابية ودعم الجيش اللبناني والوضع في سوريا، والعلاقات المصرية اللبنانية، ولقاء محتمل مع حزب الله.

رؤية القاهرة
أولى الملفات التي جاءت على أجندة وزير الخارجية سامح شكري، هي الفراغ الرئاسي في لبنان، ودور مصر في إنهاء هذا الفراغ بالتقريب بين الفرقاء اللبنانيين.

والقاهر لا تطرح اسما محددا للرئاسة اللبنانية، لكن رؤيتها تقوم على مجموعة من الصفات للمرشح المنتظر، تتلاءم مع الأوضاع الإقليمية الدقيقة.

وجاءت تصريحات وزير الخارجية خلال لقائه مع نظير اللبناني جبران باسيل، لتؤكد على ذلك حيث قال: "نحن نشعر بالقلق لما يمر به لبنان، للبنان خصوصيته ومصر على استعداد لتقدم أي دعم للتوصل إلى تفاهمات بين الأطياف اللبنانية من أجل المصلحة المشترك من أجل استعادة الاستقرار في المنطقة"، لافتا إلى "أننا هنا لنبذل كل جهد في تقريب وجهات النظر وفقا لتفاهم يتم من خلال الرموز السياسية ومكونات الشعب، نحن دورنا ميسر ونتعامل مع كل الأطراف، مصر ليس لديها تفضيل لأي مرشح في أي اتجاه".

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد إن "الزيارة تستهدف التعبير عن وقوف مصر الكامل إلى جانب لبنان في كل ما من شأنه الحفاظ على وحدته واستقراره، فضلا عن تطلع مصر لاستمرار الحوار للوصول إلى توافق في التعامل مع كافة الاستحقاقات السياسية، وفي مقدمتها انتخاب رئيس للجمهورية يعبر عن مصالح الشعب اللبناني".

محاربة الإرهاب
مع استمرار الصراع في سوريا وتعاظم حضور الجماعات الإرهابية في الوطن العربي، والدور المحوري الذي تلعبه القاهرة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة الإرهاب، جاءت زيارة شكري إلى بيروت لتؤكد على دعم مصر للبيروت والجيش اللبناني في مواجهة الجماعات الإرهابية والمتطرفة.

وقد أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره سامح شكري، "إننا أمام فرصة جديدة للتعاون مع مصر وإبراز أكبر لدورها الإستراتيجي في المنطقة، وللبنان حاجة أن تستعيد مصر دورها، هذا الدور في مكافحة الإرهاب وإعطاء الصورة الحقيقية عن بلداننا".

وأضاف باسيل: "أن المجتمع اللبناني يرفض الإرهاب وجيشنا البطل يواجه الإرهاب ويمنعه من التوغل إلى الداخل"، وقال: "شددنا خلال اللقاء على دور الجيوش الوطنية في مكافحة الإرهاب"، مشددا على "أن الصوت العربي يجب أن يرتفع أكثر من القتل الذي يعتمده الإرهابيون وأكثر من الأصوات المتطرفة التي تأتي من الغرب".

الوضع السوري
من القضايا التي تحملها زيارة شكري إلى بيروت، الملف السوري الملتهب تتخذ فيه القاهرة موقفا واضحا مساندا لاستمرار النظام السوري، حفاظا على الدولة السورية، بينما تشهد بيروت انقساما حول الموقف منه. بالإضافة إلى أن لبنان يعد الدولة العربية الأكثر تأثرا بالأوضاع في سوريا، نتيجة التماس الحدودي من ناحية، وموجات اللاجئين الذين أصبحوا يشكلون نحو نصف عدد سكان لبنان، والتي ترى فيها بعض الأطراف اللبنانية تهديدا للتوازن الديموغرافي في لبنان، والأهم من ذلك مشاركة «حزب الله» المباشرة في الصراع السوري.

لذلك تمثل لبنان أهمية كبيرة لمصر في أي خطوة مستقبيلة باتجاه سوريا، حيث لبنان تعد البلد الأكثر تاثرا بالأزمة السورية سياسيا واجتماعيا وأمنيا واقتصاديا.

العلاقة مع حزب الله
حزب الله لن يكون بعيدا عن زيارة شكري إلى بيروت، حيث رجحت مصادر لبنانية، لـ"فيتو" لقاء وزير الخارجية بقيادات حزب الله وفقا لبيان وزيارة الخارجية بأن شكري سيلتقي مع أبرز القيادات السياسية، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء، ووزير الخارجية، ورئيس مجلس النواب، إضافة إلى عدد من رؤساء الأحزاب، والتيارات السياسية اللبنانية.

ووفقا لمصادر فإن شكري سيناقش مع قادة حزب الله، الراغ الرئاسي والوضع في لبنان وسوريا والمنطقة.

واتسم الخطاب الرسمي المصري تجاه حزب الله بالموضوعية والتوان، وتجن الدخول في صدمات سياسية مع الحزب فيما التزم خطاب الإعلامي والسياسي لقادة "حزب الله" بالهدوء اتجاه سياسية القاهرة.

العلاقات الثنائية
مع حضور القوى لهذه الملفات في زيارة شكري، إلى بيروت، يبقى ملف العلاقات الثنائية بين مصر ولبنان من أهم الملفات، تلتقي الحكومتان المصرية واللبنانية على ضرورة تعزيز العلاقات وإيجاد سبل وخطط إستراتيجية لزيادة حجم التبادلات التجارية والاقتصادية بينهما، لما لذلك من انعكاسات إيجابية متبادلة على ﺍﻟﻤﺴﻴﺭﺓ الاقتصادية التنموية للبلدين.

وذكرت المستشارة التجارية لدى السفارة المصرية في لبنان د. منى وهبة، أن التبادل التجاري إلى أعلى مستوياته (تقريبًا مليار دولار) في عام 2011، ثم عاود وانخفض إثر الظروف الراهنة ليصل إلى نحو الـ750 مليون دولار، آملة أن يتعدى النمو في الفترة القليلة القادمة المليار والنصف أو المليارين مع احتمال أن تتجاوز الاستثمارات اللبنانية الـ 4 مليار دولار بالإضافة إلى استثمارات لبنانية جديدة ستحط رحالها في مصر، بحسب موقع "ليبانون ديبايت".

وقد ذكرت الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولي أنه من الضرورى بحث دعم وتنمية العلاقات بين مصر ولبنان وترتيبات عقد اللجنة العليا في دورتها الثامنة والتي لم تنعقد منذ 2010؛ وذلك بصفتها رئيس اللجنة العليا المشتركة المصرية اللبنانية.
الجريدة الرسمية