«بتكوين»عملة رقمية تشق طريقها إلى المصارف.. منتدى الاقتصاد العالمي: 80% من البنوك تستخدم التقنية الجديدة العام المقبل.. ساويرس: سيكون لها وجود مادي خلال أعوام.. دلاور: لا تمثل عبئا على الاقت
في الآونة الأخيرة تكاثرت الأنباء حيال العملة الرقمية، والتي تسمى بـ«بتكوين»، التي يحاطها الغموض، فتوقع تقرير حديث صادر عن منتدى الاقتصاد العالمي أن تحتل التكنولوجيا المستخدمة في العملة الافتراضية «بتكوين» موقعًا مركزيًا في النظام المالي العالمي، الأمر الذي يعطى الدعم والأمل لها بعدما كانت محظورة.
البداية
عملة«البتكوين» تم طرحها من قبل«ساتوشي ناكموتو» 2008، لتطرح للتداول للمرة الأولى سنة 2009، بهدف تغيير الاقتصاد العالمي، إلا أنه لم تعترف بها إلا دولتان فقط من دول العالم هما ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، أما باقي الدول فتجرمها، وذلك نظرًا لأن العملة لا تملك رقما متسلسلا ولا يتحكم في قيمتها أحد سواء من خلال الرفع أو التخفيض، وهو ما يجعلها صالحة للعمليات المشبوهة.
وتشير هذه التقنية إلى قاعدة البيانات التي تقوم عليها جميع الصفقات المخزنة والمسجلة في النظام المالي، حيث إنها لا يتم تحديثها عن طريق شركة أو حكومة واحدة حول العالم، وإنما يتم ذلك عن طريق شبكة من المستخدمين، وهي أقرب إلى الطريقة التي يتم فيها حفظ البيانات على شبكة «ويكيبيديا» المعلوماتية، واحتضن مقهى إسبريسو في مدينة فانكوفر بإقليم "بريتيش كولومبيا" الكندي أول جهاز صراف آلي (ATM) في العالم لعملة بِتْكُويْن الرقمية الافتراضية في2013.
انتشار الاستخدام
وقال «جيانكارلو برونو»، رئيس قطاع الخدمات المالية في منتدى الاقتصاد العالمي: «بدلًا من البقاء على هامش القطاع المالي العالمي، ستصبح تقنية «بتكوين» في قلب هذا القطاع، وكان مديرو البنك التنفيذيون أحجموا في السابق عن التعامل بتقنية العملة الافتراضية «بتكوين» نظرًا لخطورتها وارتباطها بجرائم المخدرات، إلا أنهم الآن بدأوا بالتركيز على طرق للتعامل بهذه التقنية دون إقحام البتكوين نفسها في الصفقات.
ويشير التقرير الصادر من منتدى الاقتصاد العالمي، إلى أن نحو 80% من البنوك العالمية ستبدأ في العام المقبل بتوزيع سجل الحسابات الخاص بها باستخدام هذه التقينة، وكذلك تدرس عدة بنوك مركزية حول العالم، كيفية تغيير تقنية البتكوين لطريقة تحويل الأموال حول العالم.
وأضاف التقرير أن العديد من التطورات ربما تطرأ على المشهد الاقتصادي العالمي بشأن استخدام هذه التقنيات، حيث إن المستهلكين لن يشاهدوا تغيّرًا في البنى التحتية، إلا أنهم سيلاحظون فرقًا وتغييرًا فيما يتعلق بنظام الخدمات المالية، من حيث السرعة وقلة التكلفة، في إشارة إلى أن تلك التقنية ستساعد على تحسين سرعة إتمام الصفقات والتعاملات المصرفية، مثل أنظمة الدفع العالمية وتداولات البورصة، إضافة إلى التجارة الإلكترونية والسندات القابلة للتحويل.
الاحتياطي الافتراضي
من جانبه يري رجل الأعمال نجيب ساويرس، أنه سوف تسود عملة بتكوين هذا العام، وقد تصبح عملة الاحتياطي الافتراضي، وسيكون لها وجود مادي في السنوات المقبلة، لافتًا إلى اختلافها عن العملات التقليدية بعدم وجود أية هيئة تنظيمية مركزية تقف خلفها، لكن يمكن استخدامها كأية عملة أخرى للشراء عبر الإنترنت أو حتى تحويلها إلى العملات التقليدية، موضحا أنها ستنهي عصر العملات التقليدية خلال السنوات المقبلة.
فيما قال عادل عامر، رئيس مركز المصريين لدراسات السياسية والاقتصادية: إن تلك التقنية يتم العمل على نموها، لتوحيد العمله في السياسيات الاقتصادية، وبالتالي يتم السيطرة على قيمة العملة في السوق العالمي، وضبط السوق، الأمر الذي يؤدي بنهاية المطاف إلى منع عمليات الاتجار في العملات.
تشريعات قوية
في حين قال شريف دلاور، أستاذ الإدارة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا: إنه يصعب التنبؤ في الوقت الراهن بما سيكون عليه المستقبل إذا تم استخدام تلك التقنية بشكل موسع، على الرغم من أنها قادمة بلا شك، لكن السيطرة على التعاملات فيها يكون صعبًا للغاية، حتى لا نستطيع التحم بها ضريبيًا، في إشارة إلى أنها يتم استخدامها في عمليات مشبوهه مثل تجارة المخدرات وغسيل الأموال وغيرها.
ونوه «دلاور» إلى أن تلك التقنية لم تمثل عبئا على الاقتصاد العالمي، حيث إن حجمها لم يكن بالمقدار المثير للقلق، إلا أنها تحتاج رقابة عالية وتشريعات قوية ليتم إحكام السيطرة بها، فهي تستخدم في التعاملات الاقتصادية سواء بين الشركات أو الأفراد.