مهازل انتهاك الأعراض على شاشات الفضائيات !
هذا العبث يجب أن يتوقف.. هذه الفوضى يجب أن تنتهي.. ما يجري لا يجري إلا في بلادنا ولا نعرف سر الصمت عليه وكأن لا صاحب لهذا البلد..
القصة ليست فقط قضية المدرسة التي اتهمت على شاشة المحور ومع الإعلامية المرموقة المتميزة إيمان عزالدين مدير المدرسة بالتحرش بها إلا أن الجميع يذهلون وهم يرون مداخلة من شريك المدير في المدرسة الخاصة يتهم على الهواء مباشرة المدرسة بالسرقة.. إلا أنه يقول إنها اعترفت بالسرقة لإصابتها بمرض خطير ولم تجد العلاج ! لكنها ردت معظم المبلغ ! لكن الكارثة الكبرى أنه يستكمل ويقول إنهم استولوا على جهاز الكمبيوتر الخاص بها فوجدوا عليه.........!
الاتهامات يمكن وصفها كلها بالمنحطة حتى بغض النظر عن صحتها.. ولا نعرف أولا كيف استطاع أحدهم أن يتهم مريضة بمرض خطير بالسرقة وهو يعلم كما اعترف أنها ردت المبلغ ؟ وكيف طاوعتهم قلوبهم أن يتركوها في مرضها بلا علاج ثم يفصلوها لاستيلائها على المبلغ لإنقاذ نفسها؟ ولا يردون لها اعتبارها بعد أن ردت المبلغ بل يعايرونها بمرضها رغم خطورته ورغم اعترافهم به ثم تمتد الاتهامات من السرقة إلى الأعراض، فضلا عن الدليل على اتهاماته وفضلا أيضا عن كارثية نشرها على الملأ وأمام الملايين رغم أن مكانها الحقيقي أمام جهات التحقيق وحدها!
في حلقات وبرامج مختلفة باتت الاتهامات المباشرة التي تخص الأعراض خطيرة ولا يمكن السكوت عليها إلا أن الاتهامات المباشرة الواضحة تبقى أفضل لأن من تطولهم الاتهامات يستطيعون القصاص بالقانون بسهولة وذلك لسهولة إثبات الاتهام.. أما الأخطر فهي الاتهامات غير المباشرة والإيماءات ذات الدلالة فتجد أحدهم يقول مثلا مثلا "هي عارفة كانت بتروح لمين وليه وبالليل"!
أو آخر يقول "بطلة الفيلم إياه كلنا عارفين مين الممول وليه موله"، وهكذا الكثير بتلميحات مختلفة مصحوبا الكلام أحيانا بالإشارات بالأيدي أو بالغمز بالعين وهي كلها تقريبا اتهامات بلا دليل وتجريحات تخص شرف وأعراض ناس لا ينبغي على الإطلاق المساس بها أو الاقتراب منها لا على الشاشات أو حتى غيرها.. فحتى عند اللجوء للقضاء والحصول على رد الاعتبار بل التعويض وأحيانا حبس من قام بالسب لا يمكن إبلاغ جميع من شاهدوا الاتهامات بالكامل بما جرى !
ما هذا ؟ وكيف وصلنا إلى هذا الحال ؟ وهذه المهزلة ينبغي أن تتوقف والأمر يحتاج إلى تشريعات عادلة من البرلمان وكثيرون من الإعلاميين تفاجئهم مداخلات المشاهدين وهي من عيوب البث المباشر في العالم كله، وبالتالي فميثاق الشرف الإعلامي لا يكفي وغير مجد لأن المشكلة أصبحت في انفلات ضيوف البرامج وطلقة اتهامات الأعراض قاتلة ومميتة ولذا نحتاج وفورا إلى تشريعات جديدة حاسمة وقاطعة توقف الظاهرة كلها ولنجد المخالفين لها ممن يتعرضون لأعراض الناس في السجن بعد إقرارها فورًا.. ليكون أوائل الضحايا عبرة لمن يعتبر ولمن لا يعتبر أيضا !!