«إسرائيل والدعاية الصهيونية الزائفة».. تل أبيب تستغل عدم مصافحة «الشهابي» لـ«ساسون» لتجميل وجهها القبيح.. 60 مليون شيكل تنفق على تحقيق الهدف.. والصحافة والكتب والسينما أب
لم تترك إسرائيل أي فرصة قط إلا واستغلتها من أجل الدعاية الصهيونية، ونشر مزاعم أنها داعية للسلام والعرب هم من يرفضون ذلك، وكانت مواجهة "الجودو" الأخيرة بين اللاعب المصري إسلام الشهابي، ونظيره الإسرائيلي أور ساسون، والتي انتهت بفوز لاعب إسرائيل، فرصة سانحة لدولة الاحتلال لنشر الدعاية الصهيونية، وخاصة بعد أن رفض اللاعب المصري مصافحة ساسون.
دولة شرعية
وتوالت التعليقات عقب معركة الجودو، وهنأ عضو الكنيست ولاعب الجودو السابق "يوئيل رازفوزوف" اللاعب "ساسون" قائلا: "الوفد الإسرائيلي للأوليمبياد وفد رياضي حقيقي، ويثبت فوز أوري ساسون بالميدالية أن دولة إسرائيل دولة رياضة شرعية ومحترمة، بعد يوم من القتال غير المسبوق".
وأضاف: "تحديدا في الفترة التي يتدهور فيها وضع إسرائيل في العالم، ويرفض الرياضيون مصافحة نظرائهم الإسرائيليين، فإن إنجازات رياضية كهذه، هي أفضل رد لكل منتقدينا في العالم، وبالأخص الدول التي تحاول نزع شرعية إسرائيل"، وهنا تم استغلال المباراة للدعايا عن شرعية إسرائيل الكيان المحتل الغاشم.
تعليق ليفني
وكتبت عضو الكنيست، تسيبي ليفني، بحسب موقع "واللا" العبري: "يا للفرحة، أور ساسون رياضي حقيقي، نحن في إسرائيل لا نصافح يدك فقط، بل نعانقك بفخر شديد".
زعيم المعارضة "إسحاق هرتسوج" كتب على حسابه بموقع "فيس بوك": "أور ساسون أنت بطل حقيقي.. يا للفخر!!. أية فرحة وفحر جلبتهما الآن لدولة إسرائيل. شكرا لك".
تحريض مستمر
كما علق السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة "تسفي مزئيل" على الواقعة، قائلًا: إنه لا يوجد تغيير جوهري في علاقات العالم العربي بإسرائيل.
وأضاف السفير الإسرائيلي السابق خلال حديثه مع صحيفة "معاريف" العبرية، أنه صحيح يوجد سلام مع مصر، ويدور الحديث عن تغيير إقليمي، ولكن التحريض ضد إسرائيل مستمر طوال الوقت.
وعن رفض الشهابي لمصافحة اللاعب الإسرائيلي، قال مزئيل: "تصرف الشهابي انعكاس للتعليم في مصر، وما يتم تداوله في الإعلام، هكذا تعلم من القرآن ومن ما يسمعه في المساجد".
وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليس لديه القدرة على دفع التطبيع مع إسرائيل لأن هناك معارضين لذلك.
وهنا استغل السفير الحدث لإظهار مساوئ التعليم في مصر والنيل من الدين الإسلامي، لكي يظهر في المقابل النقاء الإسرائيلي المزعوم.
خدمة المشروع الصهيوني
ولقلب الحقائق، تعتمد إسرائيل دومًا على الدعاية وخاصة التي يتم توجيهها للغرب وتركزت في تحسين صورة اليهودي لخدمة المشروع الصهيوني، وعادة ما تصدر صورة إسرائيل المضطهدة من الفلسطينيين ومن كل العرب، وهذا يجعلها تسعى طوال الوقت إلى تبرير تسليح نفسها بأحدث الوسائل القتالية وللحصول على المزيد من الدعم المالي الأمريكي.
وسبق أن تحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مؤخرًا، عن اسم ودور أحدث وحدة دعاية صهيونية، ولكنها انتقدت عدم توفير مبالغ كبيرة لها بدلا من الإنفاق على السلاح الذي لا يستخدم حاليا.
ويرجع هذا لأنه في سنة 2009 غير الجانب الفلسطيني استراتيجية نضاله ضد إسرائيل، من استراتيجية تعتبر نقطة انطلاقها أن مفاوضات مباشرة تخدم المصلحة الفلسطينية بصورة أفضل، إلى استراتيجية جديدة تقوم على "نزع الشرعية عن إسرائيل، بهدف إنشاء توازن رعب قانوني - دبلوماسي في مواجهتها".
ميزانية الدعاية
وأضافت أن إسرائيل تستثمر نحو 60 مليار شيكل في السلاح، ونحو 60 مليون شيكل فقط في الدعاية، وأن الزيادة التي أعطيت سنة 2016 لميزانية وزارة الدفاع والبالغة نحو ستة مليارات شيكل وجّهت كلها نحو التسلح الذي احتمال استخدامه الفعلي آخذ في التقلص، بدلًا من تحديث تحديات الأمن القومي، وخصصت ثلاثة مليارات شيكل لميزانية الدعاية، وثلاثة مليارات أخرى لتعزيز العلاقة بالجاليات اليهودية في الشتات.
أبرز الأساليب
ومن أبرز الأساليب المستخدمة من أجل الدعاية هي الصحافة، الكتب، السينما، المعارض والمتاحف، والمؤتمرات الدولية.