التحقيق العاجل مع السادات!
علنا.. يؤكد عاطف مخاليف وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب أن مسئولة الشئون السياسية بالسفارة الأمريكية نصحته بالتعاون مع النائب محمد أنور السادات !!
حتى اللحظة ورغم هذا التصريح الخطير العجيب المريب فلم نعرف أن الدنيا في مصر انعدلت وانقلبت.. أو انقلبت وانعدلت.. خصوصا أن مخاليف أضاف أيضا قبلها بيوم للإعلامية رشا نبيل: "رفضت السفر إلى مؤتمر سويسرا لأنني اعتبرت السفر إلى هناك مع وفد النواب خيانة" !
لفظ "خيانة" على لسان عاطف مخاليف! فماذا يجري إذن في مجلس النواب؟ وأية سفريات تلك التي يعتر مخاليف السفر فيها خيانة؟ وأية وفود تلك التي يصرخ رئيس المجلس ليقول للعالم إن هذه الوفود لا تمثل البرلمان؟
إذن تمثل من؟ أن لم يكن نواب في البرلمان يمثلون مجلسهم والدستور يعتبرهم يمثلون آلامه كلها ؟ وإن كان الأمر كذلك.. لماذا لم يناقش موضوع سفريات النائب أنور السادات علنا ويتم البت فيه بشكل حاسم وقاطع؟
الأسئلة السابقة كانت صالحه حتى ساعات مضت.. إنما نحن اليوم أمام وضع مختلف.. اليوم نائب في البرلمان يصرح لإعلامي شهير على فضائية شهيرة أن مسئولة بالسفارة الأمريكية نصحته بنصائح محددة !! فما الصلة أصلا بين النائب والسفارة؟ وما مدى الصلة بالمسئولة الأمريكية لتقدم له النصيحة؟ وأن كان عاطف مخاليف يرفض ذلك كله وأدان السفر ومن سافروا إلى مؤتمر حقوق الإنسان بسويسرا إلا أن من حق الشعب المصري أن يعرف الموضوع الذي طلبت المسئولة الأمريكية منه أن يتعاون فيه مع السادات ؟
وكيف تجرأت وتحدثت إلى نائب محترم في برلمان مصر بهذه الطريقة؟ وما سر كل هذه الثقة الأمريكية في أنور السادات؟ وما أبعاد التعاون المشترك؟ وهل هناك علاقة بين ذلك كله وبين مبادرة السادات للمصالحة مع الإخوان؟! وكيف يتفرج باقي النواب على كل ما يجري دون مطالب جماعية بالتحقيق فيه؟!
الموضوع كله تشوبه الشوائب وتطوله المؤاخذات وتحوطه علامات الاستفهام.. فاضربوا المثل يا سادة في الشفافية وأعلنوا التفاصيل للشعب الذي انتخبكم.. احترموه وأعلنوا عن إجراء تحقيق عاجل يجعل سمعة المجلس فوق كل اعتبار وليس ذرا للرماد في العيون ولمجرد تبرئة نائب أو أكثر!