أبناء الأهلي يضعون روشتة للخروج من الأزمة.. مجلس الإدارة واللاعبون والمدرب يتحملون مسئولية الإخفاق.. غياب الروح وراء تراجع الأداء.. «يول» ضعيف الشخصية وليس لديه جديد.. و«جوزيه» و
بعد تراجع مستوى النادي الأهلي في الفترة الأخيرة، وإخفاقه في الفوز ببطولة كأس مصر ونجاح منافسه الزمالك في اقتناصها، وكذلك تعادله أمام زيسكو الزامبي واقترابه من توديع دوري أبطال أفريقيا، ترصد«فيتو» آراء أبناء القلعة الحمراء ولاعبيها السابقين في المرحلة الحالية، ومقترحاتهم لتجاوز المارد الأحمر للأزمة الأخيرة.
مسئولية الإخفاق
قال خالد بيبو، لاعب النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق، إن أزمة الأهلي يتحملها جميع أطراف المنظومة، فمجلس الإدارة نجح نجاحًا باهرًا في الشق الإداري والإنشاءات داخل فروع النادي، واستطاع تنمية موارد النادي إلا أنه فشل في إدارة ملف كرة القدم.
وذكر أن فريق الكرة كان يحتاج شغل أكثر مما تم بذله، ففريق الكرة به نواقص كثيرة في أماكن عديدة بالملعب، فالأهلي يحتاج تدعيمًا في قلب الملعب ومنطقة وسط الملعب التي تحتاج لاعبين على قدر كبير من القوة والسرعة لتحمل المسئولية بجانب غالي وعاشور الذي "استُهلك" حسب وصفه.
وأكد خالد بيبو في وصفه لأزمة الأهلي، أن قائمة الفريق توضح هذا القصور الإداري بقوة فمن قام باختيار القائمة لم يراعِ احتياجات الفريق وركز على مناطق معينة ولم يضع في حساباته احتياجات الفريق، خاصة بعد رحيل رمضان صبحي وإيفونا.
وأضاف «بيبو» أن الطرف الثاني في الأزمة هو المدير الفني مارتن يول الذي لم يتحمل المسئولية الكبيرة، وخرج في أكثر من مباراة وألقى اللوم فيها على لاعبيه كما فعل مع شريف إكرامي بعد لقاء أسيك، وهذا الأمر تسبب في هزة كبيرة داخل الفريق.
وأضاف أن مارتن يول كان لا يمتلك المرونة في تغيير طريقة اللعب في أثناء سير اللقاء، واللقاء الأخير أمام زيسكو يؤكد كلامي، فعند غياب وليد سليمان للإصابة وعدم وجود بديل قام بإشراك علي معلول مكانه، وكان من باب أولى أن يقوم بتغيير طريقة اللعب والبدء بمهاجمَين مروان محسن بجانب عمرو جمال، وزيادة الفاعلية الهجومية، خاصة بعد أن تراجع الأهلي بهدف.
وأشار "بيبو" إلى أنه ليس من هواة تغيير المدربين، إلا أن مارتن يول أصبح لا يصلح للأهلي ولا يستطيع العمل في ظل الظروف الحالية وهجوم الجماهير العنيف عليه.
وأكد "بيبو" أن تدعيم الدفاع ووسط الملعب يجب أن يكون أهم أولويات المجلس حاليًا وبأقصى سرعة، ويجب أيضًا أن يكون هناك لجنة للكرة ولجنة للتعاقدات، وكذلك مدير رياضي لوضع إستراتيجية للنادي ولجميع فرق كرة القدم والبدء في تطوير قطاع الناشئين ووضع لجنة فنية قوية تشمل أبناء النادي الكبار لتطوير القطاع والاستفادة منه بشكل كبير.
وأكد "بيبو" أن لاعبي الأهلي عليهم دور كبير في انتشال الفريق من أزمته بالتكاتف والتعهد أمام بعضهم بعضًا ببذل أقصى مجهود لوضع الفريق في مكانه الصحيح مرة أخرى.
المسئولية تقع على اللاعبين
قال شادي محمد، لاعب النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق، إن بعض لاعبي الفريق لا يتحملون المسئولية ولا يعلمون قدر النادي الذي لا يعرف غير الفوز.
وأضاف "شادي" أن الجيل الحالي تولى تدريبه العديد من المديرين الفنيين مثل جاريديو وفتحي مبروك وزيزو وبيسيرو ومارتن يول وفشلوا جميعًا في تحقيق مستوى ثابت وحصد جميع البطولات، فأغلبهم نجح في بطولة وأخفق في أخرى، وهذا يدل أن الأزمة في اللاعبين وليس الأجهزة الفنية.
وتساءل شادي: لماذا الإصرار على 11 لاعبًا أو 14 لاعبًا من قائمة تضم 30 لاعبًا؟ ولماذا نشترى صفقات جديدة ما دام هناك أسماء بعينها هي التي تشارك في المباريات؟
مارتن يول ضعيف الشخصية
طالب محمد عمارة، لاعب النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق، برحيل مارتن يول، المدير الفنى، موضحًا أنه صاحب شخصية ضعيفة، خاصة أن هناك لاعبين أقوى منه بالفريق ويتحكمون في تفكيره ويؤثرون فيه بشدة.
وأشار "عمارة" إلى أن مجلس إدارة النادي يجب عليه إعادة تفكيره بشأن من يدير الكرة بالفريق الأول وكذلك قطاع الناشئين وتوسيع دائرة الاختيار بين أبنائه والاستعانة بهم في إخراج الأهلي من أزمته.
وأضاف "عمارة" أن الأهلي يحتاج الآن لمرحلة إحلال وتجديد بين صفوفه، ويجب على المدير الفني أن يقوم بإراحة اللاعب غير القادر على العطاء وكذلك تسريح من لا يستطيع تحمل مسئولية ارتداء تيشيرت القلعة الحمراء.
وتساءل "عمارة" أين أبناء النادي، خالد بيبو ومحمد فاروق ووليد صلاح الدين وعلاء ميهوب وشادي محمد من العمل بالنادي؟ ولماذا لا يتم الاعتماد عليهم؟
افتقاد الروح
قال محمد فاروق، مهاجم النادي الأهلي ومنتخب مصر سابقًا، إن أزمة الأهلي تتلخص في وجود مشكلات كبيرة ببين اللاعبين وبعضهم بعضًا، وكذلك وجود لاعبين لا يستطيعون تحمُّل تيشيرت النادي الأهلي ولا يمتلكون روح القلعة الحمراء التي كان يتميز بها النادي عن باقي فرق أفريقيا.
وأشار "فاروق" إلى أن هناك أزمة أيضًا في الصفقات التي يتم إبرامها، خاصة أنه شعر بأن استقدامها كان يتم دون دراسة أو سياسة محددة، مضيفًا: "هناك صفقات تم ضمها للفريق دون الحاجة لها في الوقت الذي يوجد به مراكز تحتاج للدعم لم يتم شراء لاعبين لها مثل وسط الملعب المدافع وخط الدفاع".
وأكد "فاروق" أن رحيل مارتن يول أصبح أمرًا حتميًا، خاصة أنه لم يحقق ما تم الاتفاق عليه معه، مستطردا: "فالرجل حقق بطولة الدوري لكنه خسر بطولة كأس مصر والبطولة الأفريقية، ولم يستطع تجديد الفريق أو بناء فريق جديد أو تدعيمه بشكل جيد، ولم يعتمد على أبناء النادي من داخل قطاع الناشئين، وكذلك لم يقم بتوظيف اللاعبين جيدًا داخل أرض الملعب".
وقال "فاروق" إنه مع مدرسة المدرب الأجنبي لأنه يكون قادرًا على تحمل الضغط بخلاف المدرب المصري الذي سيكون متابعًا لكل ما يكتب عنه وسيشتت ذهنه بسبب الضغط عليه.
وأشار إلى أنه يجب على مسئولي الأهلي إسناد مسئولية التعاقدات لنجوم الفريق السابقين أصحاب الأسماء الكبيرة لأنهم سيكونون قادرين على إقناع أي نجم أو صفقة جديدة بالانتقال للأهلي بسهولة.
مدرسة مارتن يول
قال مجدي طلبة، لاعب الأهلي ومنتخب مصر السابق، إن التغيير المفاجئ في سياسة النادي الأهلي والتي كان يسير بها طوال الـ30 سنة الأخيرة في الإدارة وكرة القدم تعد السبب الرئيسي فيما يمر به الأهلي حاليًا.
وأضاف "طلبة" أن إدارة الأهلي ارتكبت خطأً فادحًا عندما نصرت بعض اللاعبين على المدربين ومديري الكرة بالقلعة الحمراء في فترة من الفترات، وكان الأولى بها دعم الجهاز الفني والإداري أكثر من ذلك.
وأشار "طلبة" إلى أن تدخل المجلس في عمل بعض مديري الإدارات أيضًا تسبب في حدوث مشكلات بالتعاقدات ومجال التسويق.
وتطرق "طلبة" إلى أنه لا يفضل تغيير المدربين، إلا أن مارتن يول ينتمي لمدرسة لا تصلح مع الأهلي، فالمدرسة الهولندية للأسف لا تنظر للنتائج ولا البطولات، بل تهتم بالأداء فقط، وهذا لا يصلح مع الأهلي وجماهير النادي التي لا يرضيها إلا الفوز وتحقيق البطولات فقط.
وأضاف أن مسئولي الأهلي يجب عليهم اختيار مدرب قوي ويمتلك الشخصية التي تصلح مع اللاعبين المصريين.
وقال "طلبة" إن هناك لاعبين في الأهلي حاليًا يجب عليهم الرحيل فورًا، فلا يجوز أن يقوم لاعب بسب زملائه بالفريق في أغلب المباريات وبدون أي أسباب ولا يتم عقابه.
ولفت "طلبة" إلى أن الفترة الحالية، خاصة أنها مع بداية موسم، تسمح للمجلس بتغيير المدير الفني والتعاقد مع مدرب جديد يقود الفريق في فترة الإعداد.
ليس لديه جديد
قال ربيع ياسين، لاعب النادي الأهلي السابق ومدير قطاع الناشئين بالإنتاج الحربي، إن مارتن يول المدير الفني للنادي لا يمتلك شخصية قوية وضعيف فنيًا ولا يوجد لديه جديد ليقدمه للقلعة الحمراء في ظل الراتب الكبير الذي يحصل عليه.
وأشار ربيع ياسين إلى أنه يجب على إدارة الأهلي أن تضع عدة أمور في مخيلتها، أولها أن يتم تقييم اللاعبين الذي يتم التعاقد معهم عن طريق لجنة من الخبراء في كرة القدم من أبناء النادي، بالإضافة إلى توسيع دائرة العاملين داخل النادي، والبحث عن أبناء النادي المخلصين بعيدًا عن المصالح وأهل الثقة فقط.
وأوضح ضرورة تسريح بعض اللاعبين الذين أصبحوا يمثلون عبئًا على الفريق وتدعيم مراكزهم بصفقات جديدة أو تصعيد لاعبين من القطاع، بالإضافة إلى اختيار جهاز فني بحكمة وليس اختيار مدير فني لمجرد أنه يمتلك سيرة ذاتية كبيرة فقط.
وشدد على ضرورة تشكيل لجان للكرة لاختيار المدربين الجدد واختيار اللاعبين.
مدير تعاقدات قوي
قال أحمد بلال مهاجم النادي الأهلي، ومنتخب مصر السابق، إن أزمة الأهلي تتلخص في عدم وجود لجنة كرة تستطيع تقييم المدربين واللاعبين الذين يتم التعاقد معهم.
وشدد على ضرورة تعيين مدير تعاقدات قوي من أبناء الأهلي، بجانب لجنة لتقييم التعاقدات قبل إبرام التعاقد معها، وتغيير المدير الفني الحالي بشكل سريع وعاجل، خاصة أن الظروف لم تخدم مارتن يول، وبعد أن بدأ الفريق في الأداء بشكل جيد في الدوري تم الاستغناء عن اثنين من أقوى أفراد الفريق هما إيفونا ورمضان صبحي والذي لم يستطع المدير الفني تعويض غيابهما وأثر بشكل كبير في أداء الفريق ببطولتي كأس مصر والبطولة الأفريقية.
وأشار "بلال" إلى أن الفترة الحالية لا تتحمل مديرًا فنيًا مصريًا، خاصة أن الضغط عليه سيكون كبيرًا جدًا من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث سيكون متابعًا لها بشكل مكثف عن المدير الفني الأجنبي الذي يستطيع العمل تحت ضغط.
وأكد "بلال" أن عدم وجود استقرار إداري وفني بالنادي الأهلي يؤدي إلى تراجع النادي بشكل سيئ، مطالبًا الجميع بالصبر على القائمين على المنظومة، فمن الوارد خسارة بطولة، ولكنك بالاستقرار تكون قادرًا على تحقيق بطولات كثيرة بعدها.
جوزيه والبدري
قال وليد صلاح الدين، لاعب النادي الأهلي السابق، ومدير الكرة الحالي بنادي الاتحاد السكندري، إن أزمة الأهلي الحالية جاءت بسبب عدم التخطيط الجيد من قبل الإدارة.
وأشار "وليد" إلى أنه يرى أن الثنائي مانويل جوزيه وحسام البدري الأنسب لقيادة الأهلي حاليًا، مع توجيه الشكر للهولندي مارتن يول الذي لم يقدم جديدًا يُذكر للقلعة الحمراء.
وأكد "وليد" أن فرص "البدري" أقوى لأنه يعلم الدوري المصري جيدًا، ويستطيع القيام بعملية الإحلال والتجديد بشكل مميز دون الإضرار بالفريق.
وأشار إلى أنه يرى أن تطوير النادي كان يجب أن يقوم على ثلاث مراحل: بدأت أول مرحلة بالتعاقدات التي تمت الموسم الماضي، الثانية برحيل بعض اللاعبين الكبار والقيام بعملية إحلال وتجديد، والمرحلة الثالثة إسناد المسئولية لمدير فني مصري يستطيع القيام بهذه المرحلة.
وأضاف أن المدير الفني المصري الآن يستطيع التعاقد مع صفقات تكفي احتياجاته، خاصة أنه سيكون متابعًا جيدًا للدوري وللاعبين الموجودين، ويستطيع إبرام صفقات جيدة من خلاله، ويستطيع تصعيد عدد من الناشئين القادرين على ارتداء تيشيرت الأهلي الفترة المقبلة لعلاج أزمة القائمة التي تم قيد 29 لاعبًا بها.