علماء مصريون اغتالهم الموساد.. جمال حمدان مات محروقا بمنزله.. العثور على سلوى حبيب مذبوحة.. السم ينهي حياة مصطفى مشرفة.. مقتل يحيي المشد بأحد الفنادق.. وحادث سير ينهي حياة سميرة موسى
مصر زاخرة بالعلماء النوابغ بها في كل المجالات وعلى مر العصور، وهو ما يزعج الأعداء؛ لأن ذلك يمثل خطرًا عليهم بشكل أو بآخر، فأقدم الموساد على اغتيال بعض العلماء والذين أفادوا مصر كثيرا في أكثر من مجال، والذين كانت كل جريمتهم أنهم أرادوا أن يسهموا في رفعة بلادهم ووضعها بين مصاف الدول المتقدمة فكان مصيرهم القتل والاغتيال.
جمال حمدان محروقًا
ولد في 4 فبراير 1928م في محافظة القليوبية، وتوفى في 17 أبريل 1993م، هو أحد أعلام الجغرافيا المصريين والعرب، عُرضت عليه كثير من المناصب الكبيرة في مصر وخارجها لكنه اعتذر عنها جميعًا مفضلًا التفرغ للبحث العلمي، له العديد من الدراسات والكتب المهمة، من أشهرها "شخصية مصر" و"بترول العرب" و"الاستعمار والتحرير في العالم العربي"، وله أيضا مؤلفات كثيرة جدا تهاجم إسرائيل، ومن أشهر كتاباته عن فضح أكاذيب اليهود هو كتاب "اليهود أنثروبولوجيا" الصادر في عام 1967.
كانت نهاية الدكتور جمال حمدان مأساوية هي الأخرى، وشكلت وفاته لغزا كبيرا، ففي منطقة الدقي بالقاهرة تلقت المطافئ اتصالًا بوجود حريق في إحدى الشقق لتأتي المطافئ ثم الإسعاف وتجد الدكتور جمال حمدان محروقًا، وحسب رأي مدير المخابرات الأسبق والعديد من الكتاب فإن الموساد هو الذي اغتاله.
سلوى حبيب مذبوحة
كانت تعمل الدكتورة سلوى حبيب في معهد الدراسات الأفريقية، وكانت ترفض المشروع الصهيونى في الشرق الأوسط ولها الكثير من المؤلفات التي تكشف فيها عن مخططات إسرائيل في دول أفريقيا أهمها: التغلغل الصهيونى في أفريقيا، كما أنها كشفت الدور الخفى الذي تقوم به إسرائيل في الدول الفقيرة وكيف تستخدم احتياجات هذه الدول لتحقيق مصالح لها.
ولكن الأمر المحزن أنه تم قتل الدكتورة سلوى نجيب في محل سكنها، حيث عثر على جثتها مذبوحة ولم تصل الشرطة إلى حقيقة الحادث، ولكن كل أصابع الاتهام تشير إلى الموساد الإسرائيلى.
على مصطفى مشرفة
ولد على مصطفى مشرفة في 11 يوليو 1898م في محافظة دمياط، وتوفى في 15 يناير 1950م، وهو عالم فيزياء، تخرج في مدرسة المعلمين العليا 1917، وحصل على دكتوراه فلسفة العلوم من جامعة لندن عام 1923م، ثم كان أول مصرى يحصل على درجة دكتوراه العلوم من جامعة لندن عام 1924م.
عُين أستاذًا للرياضيات في مدرسة المعلمين العليا ثم للرياضة التطبيقية في كلية العلوم عام 1926م، وانتخب في عام 1936 عميدًا لكلية العلوم، فأصبح بذلك أول عميد مصري لها، كما حصل على لقب الباشاوية من الملك فاروق، وتتلمذ على يده مجموعة من أشهر علماء مصر، ومن بينهم سميرة موسى.
ويعتبر "مشرفة" واحدًا من أهم وأفضل العلماء العرب في القرن العشرين وكان لقبه "أينشتين العرب"، بل إن أينشتين نفسه عندما علم بوفاة هذا الرجل قال "اليوم قد مات نصف العلم".
واستطاع "مشرفة" أن يصل إلى درجات علمية عالية جدًا وهو في سن صغيرة جدًا، وله مؤلفات كثيرة جدًا ومنها ما يتعلق بالنشاط الذرى والقنبلة الذرية، وقد توفى عام 1950 عقب أزمة قلبية، ووفاته كانت لغزا كبيرا، لأن هناك من يقول إنه مات نتيجة تناوله سمًا بتخطيط من الموساد الإسرائيلى.
يحيى المشد
ولد في مدينة بنها بمحافظة القليوبية عام 1932م، وتعلم في مدارس مدينة طنطا، وتخرج في قسم الكهرباء بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية عام 1952م، تزوج وسافر إلى موسكو وقضى هناك ست سنوات، عاد بعدها عام 1963م ليعمل متخصصًا في هندسة المفاعلات النووية.
انضم بعد ذلك إلى هيئة الطاقة النووية المصرية، حيث كان يقوم بعمل الإبحاث، ثم عمل كأستاذ مساعد بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية وما لبث أن تمت ترقيته إلى أستاذ حيث قام بالإشراف على الكثير من الرسائل الجامعية ونشر أكثر من 50 بحثا، وبعد حرب يونيو 1967 تم تجميد البرنامج النووي المصري، مما أدى إلى إيقاف الأبحاث في المجال النووي، فسافر إلى العراق ليكمل أبحاثه هناك.
وقد تم اغتيال هذا الرجل في أحد الفنادق الشهيرة في فرنسا، وقد تم غلق ملف القضية والقاتل مجهول، ولكن الفاعل معروف للجميع وهو الموساد.
سميرة موسى
ولدت في 3 مارس 1917 في مركز زفتى بمحافظة الغربية، وتوفيت في 15 أغسطس 1952 م، هي أول عالمة ذرة في مصر والوطن العربى، ولقبت باسم "ميس كوري الشرق"، وهي أول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، جامعة القاهرة حاليا، وكان لديها حلم تفوق مصر في الطاقة النووية ولكن الموت كان الحائل أمام تحقيق هذا الحلم.
كانت سميرة موسى تأمل أن تسخِّر الذرة في العلاج الطبي، حيث كانت تفكر في طريقة لعلاج السرطان من خلال توظيف الذرة طبيًّا، وحسب العديد من الكتابات كانت سميرة تريد أن تقوم بأبحاثها لتمتلك مصر القنبلة النووية.
في عام 1951 سافرت الدكتورة سميرة موسى إلى الولايات المتحدة لإجراء بحوث في معامل جامعة سان لويس بولاية ميسوري، وقد تلقت عقودًا للبقاء في الولايات المتحدة والدراسة فيها لكنها رفضت مفضلة العودة إلى مصر، ولكنها لم تعد حيث تم اغتيالها عام 1952م، وذلك عندما اصطدمت سيارة نقل بسيارتها في حادثة سير بولاية كاليفورنيا ولم يتم الكشف عن القاتل إلى الآن، ولكنه في الحقيقة هو الموساد، بحسب أكثر التقارير والتحليلات.
سمير نجيب
هو من أهم علماء الذرة المصريين والعرب، وتخرج في كلية العلوم بجامعة القاهرة، وتم ترشيحه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بعثة لكفاءته العلمية، وعمل تحت إشراف أساتذة الطبيعة النووية والفيزياء في عمر صغير، وأظهر عبقرية كبيرة خلال بحثه الذي أعده في أواسط الستينيات -خلال بعثته إلى أمريكا- لدرجة أنه فرغ من إعداد رسالته قبل الموعد المحدد بعام كامل.
بدأ أبحاثه الدراسية بجامعة ديترويت الأمريكية، والتي حازت على إعجاب الكثير من الأمريكيين، وأثارت قلق الصهاينة والمجموعات الموالية للصهيونية في أمريكا، ثم عاد إلى مصر بعد حرب يونيو 1967، وما أن لبث أن أعلن عن ذلك حتى انهالت عليه العروض والإغراءات المادية لكى يبقى بالولايات المتحدة ولكنه رفضها جميعًا.
وفي مدينة "ديترويت" وبينما كان يقود سيارته، فوجئ بسيارة نقل ضخمة تسرع نحوه، ثم اصطدمت بسيارته التي تحطمت، ولقي مصرعه على الفور، وانطلقت سيارة النقل بسائقها واختفت، وقُيّد الحادث ضد مجهول، وأشارت أغلب التقارير أن يكون الموساد هو من نفذ تلك العملية.