رئيس التحرير
عصام كامل

ارتقوا.. فإن القاع قد امتلأ


عند تحليل المشهد العام نجد أن القاع قد امتلأ ببعض الثعالب الصغيرة المُفسدة للكروم، في محاولة واهية لتركيع وطن، ولكن الوطن أعلي من هؤلاء، الوطن مقبرة الطامعين والفاسدين ومن يدّعون حبه بالنفاق.. الوطن باق وهؤلاء النسيان مصيرهم ولن يكتب عنهم التاريخ إلا ذكرى سيئة. 

يعيش الوطن دائمًا بإنجازاته ورجاله، فالإنجازات الداخلية وراء نجاح مواجهة التحديات الخارجية والإرهاب، فمصر قادرة على أن تتحدى كل المخاطر وتعبر بسلام والتاريخ شاهد ويشهد على ذلك، ففى اللحظة الآنية مصر تتنتقل إلى مرحلة جديدة بدخولها لمجلس الأمن وتعتبر شريكًا أساسيًّا في تحمّل مسئولية السلام الاجتماعى على المستوى الدولى، ولم يأت ذلك من فراغ بل أتى من مواجهة مصر بشعبها ورئيسها وجيشها وشرطتها التحديات الداخلية من مواجهة الإرهاب ومن طرح مشاريع اقتصادية واستثمارية ضخمة..

بل تجاوزت مصر التحدى الأكبر في إقامة علاقات على المستوى الدولى والإقليمى بخطوات ثابتة على منهجية وطنية لبناء علاقات استراتيجية مع دول مثل روسيا والصين ودول أوروبية؛ بل وضعت قضية مكافحة الإرهاب على أجندة المجتمع الدولى، وأثبتت مصر رؤيتها بوضع أولويات لمكافحة الإرهاب، فالإرهاب لا دين له ولا وطن؛ ولذا وضعت مصر الاولوية لهذه القضية التي تهدد سلام الشعوب الداخلى والخارجى.. الإنجازات الكثيرة في ضوء التحديات وفى ضوء ظروف صعبة.

ولكن في الحقيقة هناك ثعالب صغيرة تعبث بالوطن وبأمنه، تتجمع بعضها حول البعض محاولة منها لهدمه، وهذه الثعالب تتمثل في عدة اتجاهات منها الإعلام، نعم الإعلام الموجّه؛ إن الإعلام الموجه الآن بمثابة أحد الحروب الناعمة التي تعبث بأمن الوطن، حيث نجد ممارسة أشباه الإعلاميين للسيطرة على الإعلام، وأتساءل عن بعض القنوات التي تقدم برامج تحاول تصدير ثقافة غريبة عن المجتمع المصرى، بل تُقدم سلوكيات لنشر الغوغائية الأخلاقية، أدرك بصورة كبيرة أن المجتمع المصرى له سلبيات كأى مجتمع، ولكن في ذات الوقت توجد الإيجابيات ويوجد البناء وتوجد إرادة قوية ورئيس حكيم يريد أن يتقدم بمصر على جميع المستويات في ظل ظروف صعبة من عمر تاريخ مصر.

في ذات اللحظة نجد أشباه الإعلاميين وأشباه السياسيين يقدمون برامج غريبة وكأنها ظاهرة منتشرة في المجتمع المصرى.. أتعجب من هؤلاء وأسألهم هل أنتم مصريون؟ هل هان الوطن عليكم؟ أشك في مصرية ووطنية هؤلاء فبدلًا من أن تقوم هذه البرامج بتحريك الوعى المصرى تجاه الانتماء وتقديم برامج تثقيفية تحثُ على أهمية الحضارة والهوية المصرية ومناهضة الإرهاب لتسهم في مساندة الوطن ضد التحديات الإقليمية والدولية، تقوم بدور التاجر الذي همه جمع الدولارات والمستهتر الذي يعبث بأمن وطن له عاداته وتقاليده وثقافته بداية من التاريخ الفرعونى وحتى الآن.

بل أتطرق إلى نوع آخر من الثعالب وهم المشككين في كل شىء إيجابى موجود، ومعروف تمامًا من هؤلاء المشككين؛ الذين يعملون لصالح الآخر وطبقًا لأيديولوجية خارجية، وهناك أيضًا نوع آخر من الثعالب وهم الذين يحملون لواء محاولة هدم العلاقة بين الشعب وبين الرئيس، وبين الشعب وبين القيادات التي لها قيمة؛ لنفقد مفهوم القدوة والاحترام.

وبين ثعالب الإعلام والمُحبطين والمشككين، نجد نوعًا آخر من الثعالب ألا وهم مُشعلي الفتن والتي هي جزء من الأيديولوجية، وأقول الفتن بكل أنواعها سواء طائفية أو عامة، وأيضًا من يستخدمون الدين سلاحًا لإشعال الفتن الطائفية ومن تحركهم مصالحهم، ثعالب تتجمع بعضها حول البعض وتركض في القاع محاولة منهم لتركيع وطن، ولكن الوطن باق بكل المخلصين والتاريخ يشهد على ذلك.

وأتساءل هنا أفلا يخجل هؤلاء مما يفعلون؟ وأين المراقبة في تمويل هذه الثعالب؟ ومن أين تأتى هذه التمويلات وما أجندتها؟ أين ميثاق الشرف الوطنى ؟ فقد ضرب هؤلاء بالقيم عرض الحائط مُستغلين ما يسمى "حرية التعبير" في محاولة دنيئة لطمس الهوية المصرية وتصدير ثقافة سلبية واهية تدعو للفوضى والغوغائية، محاولة لنشر الفوضى، فوضى الأخلاق، فقد فشل الغرب في استعمار مصر عبر التاريخ عن طريق الحروب العسكرية ولم يستطع أيضًا أن يقوض مصر سياسيًّا في ظل الحروب الاقتصادية وفى ظل العولمة ولم تنجح محاولات المتاجرة بالدين في تفتيت اللُحمة الوطنية، ولكن الحرب الآن هي حرب ناعمة آتية من الخارج وللأسف بأيادى القلة المصرية، حرب إحدى أذرعها الإعلام، ومروجــو الفتن؛ إعلام يحاول السيطرة على عقول المشاهدين.

فلنقف وقفة ضد هؤلاء من خلال القانون ومن خلال توعية المشاهدين عن مخاطر هذه النوعية من الثعالب، ومحاولة استبدال السيئ بالجيد، ومحاسبة هؤلاء على جعلهم الوطن وجهة نظر لهم ولمن يتبعهم، فقد نسوا ما يفعله الشعب المصرى لمن يريد العبث بالوطن ونسوا أن مصر هي مهد الحضارات ومنبع الأخلاق والقيم، وأرض للديانات السماوية والتاريخ يحكى أن الشعب المصرى مقبرة الغزاة... الغزاة بكل أنواعهم. وأخيرًا وليس بآخر أقول "ارتقوا فإن القاع قد امتلأ".
الجريدة الرسمية