رئيس التحرير
عصام كامل

التاريخ يعيد نفسه.. أزمة الإحلال والتجديد تعود للأهلي بعد 10 سنوات بطولات.. القلعة الحمراء شهدت أزمات مشابهة في التسعينيات وبداية الألفية الثانية.. و«جيل العمالقة» أعاد للشياطين الحمر هيبتهم

النادي الاهلي المصري
النادي الاهلي المصري

 «الأسد يمرض لكنه لا يموت».. مقولة يرددها جماهير النادي الأهلي على فريقهم، والتاريخ يؤكد ما يرددونه، حيث يواصل الشياطين الحمر السيطرة على البطولات المحلية والقارية لفترة طويلة، ثم يأتي موسم أو موسمين يتعثر فيهما الفريق ليعود من جديد أقوى مما كان.


 الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي يمر حاليًا بمراحل إحلال وتغيير تؤدي، في الغالب، إلى خسارته العديد من البطولات، وتفرض على النادي العديد من الأزمات التي تضرب جنبات القلعة الحمراء.

 أزمة التسعينيات

 ففي بداية التسعينيات مر الأهلي بظروف مشابهة لما يحدث الآن، فخلال تولي الراحل عبده صالح الوحش رئاسة القلعة الحمراء مر الفريق بواحدة من أسوأ فتراته الكروية، حيث وصل الحال إلى تهديد الفريق بالهبوط على يد المدير الفني الإنجليزي مايكل إيفرت، ما أدى إلى انتفاضه داخل النادي، وتم سحب الثقة من رئيس النادي، ليتولى بعدها المايسترو صالح سليم قيادة القلعة الحمراء، ويستمر التخبط الكروي داخل النادي، وتستمر نتائج الفريق في التدني طول ثلاث سنوات دفعت صالح سليم لتجديد الروح داخل الفريق و"غربلته" مرة أخرى، حيث استغنى عن اللاعبين الكبار وقتها طاهر أبو زيد وعلاء ميهوب وربيع ياسين ومحمود صالح، ومن قبلهم إجبار ثابت البطل على الاعتزال، وتم تصعيد مجموعة كبيرة من الناشئين، مع استرجاع النجمين المحترفين حسام وإبراهيم حسن، لتستطيع "التشكيلة" المجددة أن تحقق بطولة الدوري العام لسبعة مواسم متتالية، بجانب البطولات العربية وبطولة كأس الكئوس الأفريقية.

 أزمة الألفية الثانية

 ومع بداية الألفية الجديدة، وبالأخص منذ عام 2000 حتى بداية 2004، تعرض الأهلي للموقف ذاته، ولكن في ظل رئاسة حسن حمدي ونائبه محمود الخطيب.

 فبعد اكتساح البطولات لمدة سبع سنوات، عاد الأهلي لمرحلة الإحلال والتجديد من جديد، وهي المرحلة التي بدأت مع السنوت الأربعة العجاف التي خسر فيها الأهلي بطولة الدوري لمدة أربع سنوات، ولم يحقق خلالها إلا بطولة أفريقيا للأندية الأبطال والسوبر الأفريقي على يد المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه، ومر الفريق بمرحلة إحلال وتجديد شهدت استقدام لاعبين كبار بحجم أبو تريكة ومحمد بركات وعماد النحاس وإسلام الشاطر ومحمد شوقي، استطاعوا تحت قيادة مانويل جوزيه أن يعيدوا للقلعة الحمراء هيبتها ويستحوذوا على البطولات لفترة كبيرة وصلت إلى 10 سنوات، وخدمت الظروف القلعه الحمراء ليستمر التفوق الأحمر محليًا وأفريقيًا.

 رحيل «جيل العمالقة»

 وخلال هذه الأيام، وبعد رحيل حسن حمدي ونائبه محمود الخطيب، وتحت قيادة محمود طاهر تعود الأزمات لتضرب القلعة الحمراء من جديد بسبب الاحلال والتجديد أيضًا.

 فبعد رحيل "جيل العمالقة"، كما يُطلق عليهم "أبو تريكة وبركات وسيد معوض ووائل جمعة"، أصيب الفريق ببعض التخبط الكروي، حيث حصل على بعض البطولات لكنه خسر ضعفها بسبب سوء النتائج، فتمكن من تحقيق بطولة الدوري مرتين وبطولة الكونفيدرالية والسوبر المصري مرتين، إلا أنه في مقابل ذلك خسر بطولة الدوري وبطولتي كأس مصر وبطولتين لدوري أبطال أفريقيا، بجانب تردي نتائج الفريق وهزيمته أمام فرق صغيرة.

 ومنذ بداية التسعينيات، شهد تدريب الفريق مدربين أجانب لم يستطيعوا تحقيق نجاحات مع القلعة الحمراء، ففي بداية التسعينات جاء الإنجليزي مايكل إيفرت، وفي بداية الألفية الجديدة جاء الهولندي بونفرير، ومن بعده الألماني ديكسي والبرتغالي أوليفيرا، وفي الحقبة الحالية جاء الإسباني جاريدو والبرتغالي بيسيرو والهولندي مارتن يول، فجميع هؤلاء المدربين الأجانب لم تسعفهم الظروف المحيطة بالنادي، وكذلك مراحل الإحلال والتجديد، في تحقيق نتائج مميزة، عكس العديد من المدربين الأجانب الذين حققوا العديد من البطولات للقلعة الحمراء وعلى رأسهم المجري هيديكوتي والألماني فايتسيا والبرتغالي مانويل جوزيه.
الجريدة الرسمية