رئيس التحرير
عصام كامل

ارتفاع أسعار السلع غير المرتبطة بالدولار

فيتو

على مدى الأسابيع والشهور الماضية أدى الارتفاع الجنونى في سعر الدولار إلى زيادة كبير في أسعار العديد من السلع نظرًا لارتباطها بسعر الورقة الخضراء، وشهدت أغلب السلع المستوردة من الخارج ارتفاع في الأسعار مثل الأجهزة الكهربائية واللحوم والدواجن والسلع الغذائية.


ويعد المبرر الأقوى وصاحب الصوت الأعلى لارتفاع أي سلعة هو التعلل بعدم استقرار الدولار وارتفاع سعره مما يدفع التجار إلى زيادة أسعار المنتجات وعلى الرغم من وجود عدد كبير من السلع لا يوجد أي ارتباط بينها وبين سعر العملة الأجنبية نجد سلعا كثيرة أخرى موجودة في السوق المحلية ولكنها شهدت زيادات هي الأخرى لعدة أسباب. 

رصدت «فيتو» في هذه التقرير رحلة سيدة من المنوفية تعمل في بيع «الجبنة القريش والقديمة والبتاو والبيض» وهى سلع محلية 100% إلا أنها ارتفعت أيضا خلال الفترة الأخيرة.

حيث تقول الحاجة نادية عبد الحميد، بائعة في إحدى الأسواق الشعبية بمنطقة حدائق المعادى: إن هناك حالة من الركود في البيع والشراء نتيجة لارتفاع الأسعار، مشيرة إلى أن كيلو الجبنة القريش يباع بـ18 جنيهًا حاليا هو سعر مرتفع للغاية ونحاول أن نبيع بأقل من ذلك لجذب الزبائن لكن دون فائدة.

وأضافت أن أسعار الجبنة القديمة ارتفعت عشرة جنيهات مرة واحدة بعد أن كانت بنحو 15 جنيهًا وصل سعرها إلى 25 جنيهًا للكيلو مما يجبرنا على رفع السعر على الزبائن في حين ارتفعت أسعار البيض إلى جنيه للواحدة بعد أن كانت الواحدة بـ70 قرشًا فقط.

وأوضحت أن ارتفاع الأسعار يدفع المواطنين إلى العزوف على الشراء، لافتة إلى أنها تأتى من إحدى قرى بنى سويف سعيا وراء الرزق في القاهرة لكن الفترة الأخيرة شهدت ضعف وتوقف للبيع والشراء، مما يكبدهم خسائر كبيرة، موكدًا على أنها لا تعرف سبب لزيادة الأسعار وأن الأسعار في كل السلع مرتفعة.

في الوقت نفسه أشارت أم محمود بائعة في نفس السوق تعمل في بيع الخضراوات أن الأسعار ارتفعت بشكل كبير موخرًا، مشيرة إلى أن فترة الصي تشهد دائمًا ارتفاعًا في الأسعار.

وأوضحت أن ارتفاع الأسعار أجبر التجار على تقليل حجم الرابطة من الفجل والجرجير والكرات والنعناع فبعد أن كانت رابطة واحدة كفيلة لست البيت أصبحت تأخذ أكثر من رابطة لإتمام الطبخة وعمل الأكل، على حد قولها.

وتابعت الرابطة الآن أصبحت أقل حجم من الأول نتيجة لارتفاع الأسعار، حيث اضطر التجار إلى تقليل وزنها وبيعها بنفس السعر للمستهلك الرابطة للملوخية بـ2 جنيه وللكرات والفجل بـ50 قرشًا للرابطة، مشيرة إلى أن أسعار الخضراوات الأخرى مثل البامية والكرنب هي التي ارتفعت بشكل كبير موخرًا، فأصبحت البامية بـ15 جنيهًا للكيلو والكرنب بسعر 9 إلى 13 جنيهًا.

في نفس السوق أكدت مها محسن بائعة أن الأسعار ارتفعت لكل من الجبنة القديمة والقريش والبتو والعيش، منوهة إلى أنها تعمل طول الأسبوع من أجل مكسب 100 جنيه بعد أن كانت في السابق تحصل على مكاسب تصل إلى 500 جنيه في الأسبوع. 

وأشارت إلى أن ارتفاع أسعار الدقيق أدت إلى ارتفاع أسعار المنتجات إلى كان نقوم بعمله في البيت مثل الفطير وغيرها وبيعها للزبائن، حيث ارتفع سعر الدقيق إلى 5.5 جنيهات للكيلو مما دفعنا إلى رفع السعر على المستهلك.

وتابعت: "لا نعرف سبب للزيادة والتجار كل مرة بيقولوا حاجة مختلفة عن الثانية مرة ارتفاع أكل المواشى ومرة تكاليف النقل".

كما شهدت أسعار الشنط والأكياس التي تستخدم في التعبئة ارتفاعًا بشكل كبير حسبما أكد وائل أحمد الذي أكد على أن أسعار الأكياس والشنط البلاستيك المستخدمة في التعبئة ارتفعت موخرا فبعد أن كان الكيلو يباع بسعر 12 جنيهًا للكيلو أصبح 17 جنيهًا للكيلو، وهى زيادة غير مبررة ولا نعرف أسبابها.
 
وأضاف: جشع التجار أحيانا يلعب دورًا كبيرًا في الأسعار، حيث يودى جشعهم إلى ارتفع السعر أضعاف مضاعفة، مؤكدًا على أن ارتفاع أسعار البولى أيثيلين المادة الخام التي تدخل في صناعة الأكياس هو المسئول عن الزيادة في السعر، حيث لا يوجد إلا في مصنع واحد وفقط لهذه المادة في مصر، متمنيًا أن يكون هناك مصانع أخرى لإنتاج المواد الخام حتى تنخفض الأسعار.

من جانبه أكد أشرف حسنى عضو شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية إلى ضرورة الاتجاه إلى رأس المال الوطنى وتشجيع الإنتاج المحلى وفتح المصانع المغلقة وتشجيع الاستثمار لتخفيض الأسعار والاستغناء عن الاستيراد.
 
وتابع أن أن السلع المحلية التي ترتفع أسعار لا ترتبط بالدولار أسعارها ترتفع نتجة لارتفاع التكلفة، مشيرًا إلى أن شركات الصيانة والمكن للمصانع ومواد التعبئة والتغليف كلها من الخارج فهى صناعات محلية ولكن أسعار بترتفع نتيجة لارتفاع التكلفة، مؤكدًا على أنه لا يوجد منتج محلى 100 %.
الجريدة الرسمية