رئيس التحرير
عصام كامل

رسائل «السيسي»في افتتاح «مجمع البتروكيماويات»..الإرهاب والفساد يضعفان الاقتصاد.. أنجزنا مشروعات كثيرة.. زيادة أسعار الكهرباء توفر 20 مليار جنيه.. الإصلاحات الاقتصادية تأجلت.. والتن

فيتو

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم السبت أكبر مجمع للبتروكيماويات في مصر والشرق الأوسط بالإسكندرية «مجمع إيثدكو»، بحضور كل من المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، وكبار رجال الدولة، وعدد من الشخصيات العامة والإعلاميين.

وشاهد الرئيس السيسي، فيلمًا تسجيليًا عن مقر الشركة المصرية لإنتاج الإيثيلين ومشتقاته.

مركز للطاقة
استعرض المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية إستراتيجية الوزارة التي تتضمن 5 محاور أساسية يأتي في مقدمتها جعل مصر مركزا إقليميا للطاقة في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تكثيف أعمال البحث والتنقيب عن الغاز والبترول وزيادة الاعتماد على الغاز الطبيعي والتوسع في صناعة البتروكيماويات.
وقال خلال الافتتاح: إن مصر مؤهلة بشكل كامل لصناعة البتروكيماويات لتوافر العناصر الأساسية.
وقال المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية: إن مجمع إيثدكو للبتروكيماويات من أكبر الكيانات الصناعية في مصر والشرق الأوسط، حيث نفذت شركة بتروجيت كامل أعمال الإنشاءات الخاصة بالمشروع التي شملت جميع الأعمال المدنية والميكانيكية والكهربائية للمشروع، وأوضح أن المشروع مقسم إلى ثلاثة أجزاء، الجزء الأول مخصص لتنفيذ وحدة إنتاج الإيثيلين، والجزء الثاني مخصص لتنفيذ وحدة إنتاج البولي إيثيلين، والجزء الثالث مخصص لتنفيذ وحدة المرافق شاملة أعمال تحريك تربة بكميات 714 ألف متر مكعب وأعمال الخرسانات 128 ألف متر مكعب والطرق بمسطحات 93 ألف متر مربع وأعمال تركيب هياكل حديدية بوزن 16.5 ألف طن.
وأضاف وزير البترول أن أعمال التنفيذ تضمنت تركيب مستودعات تخزين بوزن 5400 طن، وأعمال تصنيع وتركيب مواسير بأطوال 1.1 مليون بوصة قطرية وأعمال تركيب معدات بأوزان 14.6 ألف طن، بالإضافة إلى أعمال فرد كابلات بأطوال 2300 كم وأعمال الأجهزة بعدد 856 جهاز تركيب ومعايرة.

مجمع الإيثيلين
وقال الملا: إن مشروع مجمع الشركة إنتاج الإيثيلين من المشروعات الصديقة للبيئة، وهو أول مشروع في مصر والشرق الأوسط يستخدم التدوير الكامل لمياه الصرف الصناعي في إطار إستراتيجية قطاع البترول الهادفة إلى تحقيق التنمية المستدامة ودعم استخدام التكنولوجيات المتطورة لإقامة مشروعات صناعية لا تؤثر مخرجاتها سلبا في البيئة المحيطة، بالإضافة إلى ترشيد استهلاك المياه.
وأشار إلى أن مجمع إيثدكو للبتروكيماويات بالإسكندرية أحدث مشروعات صناعة البتروكيماويات المصرية، وأحد أهم مشروعات الخطة القومية لتلك الصناعة الواعدة باستثمارات تبلغ نحو 1.9 مليار دولار؛ حيث يهدف المشروع إلى إنتاج نحو 460 ألف طن سنويًا من الإيثيلين و400 ألف طن سنويًا من البولي إيثيلين عالي ومنخفض الكثافة، حيث سيتم توجيه 70% من الإنتاج لتغطية احتياجات السوق المحلية، بما يعادل 45% من الاحتياجات، بالإضافة إلى تصدير 30% من الإنتاج للخارج لتوفير العملة الصعبة.

20 ألف طن

وينتج المشروع ما يقدر بنحو 20 ألف طن سنويًا من البيوتادين، و36 ألف طن سنويًا من البولي بيوتادين، وهي المنتجات التي تقوم عليها العديد من الصناعات لإنتاج مواد بتروكيماوية وسيطة مثل الإستيرين، البولي فينيل كلورايد ومونومر الفينيل أسيتات، والتي تدخل في إنتاج العديد من الصناعات البتروكيماوية الأخرى، التي تستخدم في العديد من الصناعات النهائية كمنتجات التغليف والتعبئة والمواسير ومستلزمات السيارات والأجهزة الكهربائية.
وقال وزير البترول: إن المشروع يساهم في تفعيل الكثير من مشروعات الخطة القومية ما له تأثير في مشروعات التنمية وفتح آفاق جديدة لتصنيع المنتجات التي يزداد الطلب عليها في جميع مجالات الحياة اليومية، وإحلال الصادرات محل الواردات من المنتجات المشتقة من مادة الإيثيلين، وتغطية احتياجات السوق المحلية بشكل أكثر إيجابية وفاعلية، وتعظيم القيمة المضافة لغاز الإيثان، بالإضافة إلى المساهمة في خلق فرص عمل جديدة.

مشكلات بيئية

وقال الدكتور خالد فهمي وزير البيئة: إن لدينا مشكلات بيئية كثيرة، ولكن لدينا إمكانيات وقدرات يجب أن نستغلها لتحسين البيئة، مضيفًا أنه يجب ترشيد الطاقة وإعادة تدوير المياه من الصرف الصحي، كما عرض الوزير الاشتراطات البيئية للمصنع الصديق للبيئة.

كلمة السيسي
من جانبه شدد الرئيس السيسي على العلاقة الوثيقة بين تحقيق الاستقرار وإمكانية مواصلة أعمال البحث والتنقيب عن مصادر الطاقة، وما يرتبط بها من توفير الموارد المالية، مشيرا في هذا الشأن إلى أن التوقف عن أعمال الاستكشاف لمدة ثلاث سنوات نظرا لما شهدته تلك الفترة من أحداث وتراجع للاستقرار، ما أثقل كاهل موازنة الدولة.
وقال الرئيس: إن الثلاث السنوات من الفترة من 2011 إلى 2014 شهدت تناقص الإنتاج لعدم وجود اتفاقيات أو عقود في مجال الكشف، مؤكدا أن ذلك يرجع إلى الضغط على البترول.
وأشار السيسي إلى أنه يجب على الجميع الانتباه، قائلا: «إن أي إجراء يتبعه تكلفة.. لازم ناخد بالنا».

قرض صندوق النقد
وهنأ الرئيس السيسي وزارة البترول بافتتاح أكبر مجمع للبتروكيماويات في مصر والشرق الأوسط بالإسكندرية.
وأضاف في كلمته خلال افتتاح مجمع البتروكيماويات، أن الرأي العام انشغل خلال الأسابيع الماضية بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي بشأن القرض الذي تعتزم مصر الحصول عليه من الصندوق، وكذلك زيادة شرائح الكهرباء.
وقال السيسي: إن قضيتي الإرهاب والفساد كانتا عاملين لإضعاف القدرة الاقتصادية المصرية، مشيرًا إلى أن زيادة الرواتب بقيمة 150 مليار جنيه سنويا دون زيادة الموارد يمثل عبئا كبيرا على الدولة.

تحقيق الاستقرار

وشدد «السيسي» على العلاقة الوثيقة بين تحقيق الاستقرار وإمكانية مواصلة أعمال البحث والتنقيب عن مصادر الطاقة، وما يرتبط بها من توفير الموارد المالية.
وقال الرئيس السيسي: إن زيادة الرواتب بقيمة 150 مليار جنيه سنويا دون زيادة الموارد يمثل عبئا كبيرا على الدولة.
وقال: «إننا مسئولون جميعا على انتعاش الاقتصاد»، مشيرًا إلى أن الدين الداخلي بلغ 97% من الناتج المحلي، وهذا أمر غير مقبول ويجب تغيره.

الإصلاحات الاقتصادية
وذكر أنه تم تأجيل الإصلاحات الاقتصادية منذ عام 1977؛ تحسبًا لردود فعل المواطنين، لافتا إلى أن الزيادة البسيطة في شرائح الكهرباء توفر 20 مليار جنيه لخزينة الدولة.
وذكر الرئيس أيضًا أن مصر تستحق منا أن نتكاتف ونقف بجوارها ولا نتخلى عنها، مشيرا إلى أن الواقع الاقتصادي في مصر يؤثر على بقية القطاعات.
وقال أيضًا: «إنه لابد من ترشيد الدعم دون التعارض مع وصوله لمستحقيه»، موضحًا أن نادي باريس وجهات أخرى أسقطت 43 مليار دولار من ديون مصر.
وقال السيسي: «كلما قللنا من حجم الدين الداخلي كلما انخفضت فوائد خدمة الدين»، لافتا إلى أن حجم الأراضي المخصصة لإقامة المدن الجديدة يبلغ مليار و200 مليون متر.
وأكد الرئيس السيسي أنه سيتم الانتهاء من 150 ألف وحدة سكنية لسكان العشوائيات الخطرة بحلول منتصف 2018.
وتابع أنه سيتم الانتهاء من إنشاء 720 كوبري وطريقا، خلال الفترة من 2014 حتى 2018.

المليون ونصف المليون فدان
وقال الرئيس السيسي: إنه سيتم الانتهاء من مشروع المليون ونصف المليون فدان، وما لايقل عن 200 ألف فدان في سيناء خلال الفترة المقبلة.
ودعا الرئيس السيسي المرأة المصرية لمواصلة دورها والوقوف بجانب مصر في الفترة الحالية.

أبرز الإنجازات
وقال الرئيس السيسي: إن القيادة الحالية أنجزت العديد من المشروعات، وتواصل مسيرة الإنجاز التي تمكن مصر من تعويض ما فاتها.
وذكر السيسي أن أي إجراءات نقوم بها يتم الإعلان عنها بشفافية، مؤكدًا أنه بلغ عدد المستفيدين من برنامج تكافل وكرامة 500 ألف أسرة، وتم زيادة المعاشات 4 مرات خلال العامين الماضيين.
ولفت إلى إن ارتفاع أسعار فواتير الكهرباء أمر لابد منه، لأن خطوات الإصلاح تأخرت كثيرا؛ بسبب خوف الحكومات السابقة من ردود أفعال المواطنين.
وأوضح السيسي أن شريحة المواطنين التي تستهلك 50 كيلو وات قمنا بزيادتها بمقدار جنيه ونصف فقط، والدولة تتحمل 28 جنيهًا.
وأضاف الرئيس: «نقوم بتقديم الدعم بشكل تدريجي من أول شريحة 50 كيلو إلى 1000 وات، وما يستهلك فوق 1000 كيلو سنقوم برفع الدعم عنه».

تكلفة الاستثمارات
وأشار السيسي إلى أن تكلفة الاستثمارات في محطات الكهرباء بلغت أكثر من 400 مليار جنيه، وهذا ظهر جليًا في هذا الصيف مقارنة بالعام الماضي الذي شهد انقطاعات غير مسبوقة للكهرباء خصوصا نحن نعاني اقتصاديًا بشكل غير طبيعي ووصل الدين العام لذروته ليصل إلى 97%.
وأكد السيسي أنه من المتوقع أن يدخل خزينة الدولة 20 مليون جنيه بعد الزيادة الطفيفة في أسعار الكهرباء، لافتا إلى أن حجم الدين المحلي ارتفع من 800 مليار جنيه قبل ثورة 25 يناير 2011 إلى 2.3 تريليون جنيه هذا العام.
وأضاف «السيسي» أن حجم الدين المحلي ارتفع بنحو 1.5 تريليون جنيه خلال 5 سنوات فقط، نتيجة لزيادة المصروفات عن الإيرادات.
وقال: إن الفجوة اتسعت بين الإيرادات والمصروفات، فتضطر للجوء للاستدانة، فخلال الأربع سنوات الماضية زادت مرتبات موظفي الدولة بنحو 150 مليار جنيه نتيجة الضغط في 2011 و2012، مما ساهم في زيادة الدين الداخلي بنحو 600 مليار جنيه في بند المرتبات فقط .

الموظفون بالحكومة
وأوضح الرئيس السيسي أنه تم تعيين نحو 900 ألف موظف جديد في القطاع الحكومي بعد ثورة 25 يناير 2011 نتيجة ضغط الاحتجاجات في الوقت الذي لا تحتاج فيه الدولة لتعيينهم، مشيرًا إلى زيادة مرتبات الدولة من 90 مليار جنيه لـ 220 مليار جنيه بعد ثورة 25 يناير يعني زيادة 150 مليار جنيه سنويا.
وأضاف: "لابد من توضيح الصورة للمصريين كي يدركوا حقيقة الأوضاع الاقتصادية وما نعانيه، إن الإصلاحات الاقتصادية منذ عام 1977 لم تشهد أي تطورات تحسبا لردود فعل المواطنين".
وأكد السيسي أن آخر محاولة لرفع سعر تذكرة المترو كان من 12 عاما، مشيرا إلى أن التكلفة الحقيقية أكثر من 10 جنيهات.

الواقع الاقتصادى
وقال الرئيس السيسي: إن الواقع الاقتصادي في مصر تحدٍ ضخم جدا، لكن لم ينتبه أحد لذلك وهذا يؤثر على كل قطاعات الدولة، سواء في التعليم أو الصحة أو البنية الأساسية والمشروعات التي توفر فرص عمل للمواطنين.
وأضاف السيسي أنه كان يطالب رئيس الوزراء الأسبق هشام قنديل خلال فترة حكم الإخوان، بشرح الموقف الاقتصادي في مصر أمام المواطنين وعدم الصمت، لكنه لم يفعل، مؤكدًا أن كافة الحكومات السابقة تحسبت من محاولات الإصلاح الاقتصادي وتخوفت من ردود الأفعال.
واستمع الرئيس السيسي لشرح تفصيلي من المشرفين عن غرفة التحكم الرئيسية داخل أكبر مجمع للبتروكيماويات في مصر والشرق الأوسط بالإسكندرية مجمع إيثدكو.

الجريدة الرسمية