رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الحكومة تفوز دوما بكوع باسم مرسي (2 )


سهل جدا أن تهزم خصمك بطريقة لا أخلاقية، ما عليك إلا أن تصيبه في بداية المباراة إصابة بالغة، ثم تنقض عليه وتهزمه من نقطة ضعفه المصطنعة التي تدنيت أنت وتسببت فيها عن عمد أو عن غل وحقد أو حتى.. كنوع من العقاب على سابق تجرأه عليك وهزيمتك.. ولو بالنقاط !


قام باسم مرسي لاعب الزمالك بإصابة لاعب الأهلي بطريقة غير رياضية كان يستحق عليها الطرد والإيقاف.. ولكن ذلك لم يحدث، ثم استغل باسم نقطة الضعف تلك وقام بإحراز أكثر من هدف في مرمى الخصم الذي لم ينازله بشرف وفاز هو وفريقه.. كل هذا لا يهم لأنها في النهاية كرة قدم.. بالبلدي كورة، لن تمنح الشعب رفاهية غائبه أو عدل مغيب أو حتى مقدار ولو ضئيل من الملايين السائبة التي تنفقها الدولة على هؤلاء اللاعبين..

وكما قال أحد حكماء دولة فيس بوك المصرية: 22 مليونير يلعبون ويشجعهم ويتأثر بهم ويتعصب لأجلهم 90 مليون شحات...إلا قليلا بالطبع من محظوظي شبه الدولة المصرية !

المزري في الأمر، أن الحكومات المصرية منذ عهد بعيد وهى تستحضر روح باسم صاحب الكوع الشهير حتى قبل ميلاده بسنوات طوال، فالسادات رب وكبير العائلة المصرية، والرئيس المؤمن وبطل الحرب والسلام وحاجات كثيرة أخرى، قام إذ فجأة برفع الأسعار ومضاعفتها ورفع الدعم عن المصريين منتقما منهم ومن جمال عبد الناصر الذي أتى به بكل أسف، ضاربا الجميع بكوع ولا كوع باسم الذي لم يولد حينها بالطبع.. كان ذلك سببا في اندلاع انتفاضة الخبز التي أسماها الرئيس المؤمن بانتفاضة الحرامية في 18 و19 يناير 1977.. ياااااه، يبدو أن الكوع هذا تراث مصر أصيل يعود إلى أربعة عقود سابقة !

لم يكن رفع الدعم هو كوع السادات الأوحد، فلقد تفنن الرجل في اقتلاع أي أثر للعدالة الاجتماعية التي أرساها ناصر، اختلفت معه أوعليه، فهذه حقيقة، فالرجل الذي كان يقارب بين رواتب القضاة والضباط والموظفين والأطباء والمعلمين وسائر الموظفين، مما يحدث توازن في القوة الشرائية لأغلبية الشعب، صعب على الرئيس المؤمن وقتها أن يبقى أثر خيره على مواطنيه وأفراد أسرته الكبيرة، فاخترع ما أسماه بقانون الهئيات، وبدأ التمييز في الرواتب على حسب درجة خدمة الفرد أو المؤسسة لنظامه وله شخصيا..الكارثة التي نحياها الآن بكل بذاءة !

لكن نظام مبارك كان أكثر حكمة من سلفه، فلقد كان (كوعه) يأتى بشكل بسيط وتدريجى حتى لا تشعر بصدمة الفقر المدقع والغلاء المجنون الذي نكابده الآن وتسهم فيه وتتفن في إيجاده هذه الحكومة ومن سبقها منذ ثورة يناير المجهضة، كان مبارك يرفع سعر السلع بشكل تدريجى نعم، لكنه كان من الذكاء بحيث يؤمن طعام الغلابة، أو ما أسميه بأمان الفول والكشري، فحتى عام 2011 عام الثورة، كان كيلو الأرز بـ2 جنيه، وكيلو الفول المستورد بـ3جنيهات، والبلدي بـ5جنيهات، الآن صار الفول طعاما مكلفا، وصار طبق الكشري وجبة الطبقة فوق المتوسطة.. هذا الكلام ليس به أي مبالغة إذا كنت سعادتك تعيش مثلنا على الفول يوميا وتضرب طبق كشرى عندما تكون واقع من الجوع !

ولم يسقط مبارك إلا بعدما تدخل جمال ابنه في الاقتصاد وفرض صبيانه من المتاجرين بقوت الشعوب، هذا بالإضافة إلى تغول القوة الأمنية وفرض سطوة الأمن على كل شىء.. والآن لا تستطيع أن تقول من هم صبيان الحكومة لأن الضربة أو(الكوع) يأتيك من حيث تترفع أن تتداخل معها على رأى محمد مرسي أحد أسباب ضياع وإجهاض ثورة يناير.. نعم الكوع يأتيك من الحكومة ذاتها ورجالها وحلفائها وأحبابها ومقاوليها.. من الآخر، الكوع من الجميع وبمباركة الست حكومة التي لا تبخل علينا قط بضرباتها المتلاحقة، وبالطبع لا أحد يستطيع أن يطردها أو يوجه إنذارا لها كإنذار الحكم المجري الضعيف للكابتن باسم صاحب الكوع والهدف القاتل في الأهلي !

كان أول كوع من النظام الممتد قبل حكومة شريف إسماعيل وقتما كان السيد محلب الرجل الثانى الرسمى في الدولة، هو رفع الدعم عن البنزين وسائر المحروقات بالتزامن مع وصول مساعدات ضخمة من الخليج وانخفاض أسعار البترول العالمية بمقدار 60 % تقريبا..حرام الشعب ده يعيش يومين مستريح..اتعب أهله وغلي عليه المش اللى بيطفحه !

كان الكوع قاسى حبتين، ولكن الحكومة والنظام سارعا بالكوع الثانى فالثالث فالرابع فالخامس... فمتعدش أحسن يا حبيبى انت وهو !..كفاية دلع.. ارفع سعر كل شىء، خفض رواتب الغلابة الذين تمتعوا بالفقر حتى حين، الفقر خسارة فيهم، اطلعلهم بحاجة أسوء، خليهم يتربوا ويبطلوا يعملوا ثورات تانى..خلاص بح وقت الدلع انتهى وفاتورة الكهرباء تساوى ثمن كوب شاى من بتاع السيد محمد شاكر وزير الكهرباء.. كوب شاى أغلى من الوسيكى ال ولا حد فينا طفحه في يوم من الأيام.. حد الله يا عم !

بالطبع الكوع الأكبر قادم في غضون أيام أو شهور، عندما يقر السيد قراره الشهير بمجلس النواب قانون الخيبة المضافة أو القيمة المضافة، وفقا لشروط بعثة صندوق النقد الذين احتفلت الدولة بهم رسميا، ووقعت على قرارات ترضيهم رغم أنهم كما علمنا السادة إعلامي الليل وآخره، كانوا جزءًا من المؤامرة الصهيو-كونية والليبرو- بدنجانية والتي تنتمى لحروب حسب الله السابع عشر.. هيه...دنيا..ولكن يبقى السؤال البسيط جدا هل سيكون الكوع مسقطا للشعب عن آخره وملهيا إياه في عبثية الجوع، أم أنه سيرتد على من وجهه له بفعل الجنون الحتمي المتوقع..ربنا يستر ويهدي الحكومة ويعقلها.. قادر يا كريم !
fotuheng@gmail.com

Advertisements
الجريدة الرسمية