رئيس التحرير
عصام كامل

اتهامات بهجت عثمان تنهي حياة صلاح عبد الصبور

صلاح عبد الصبور
صلاح عبد الصبور

بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل اشتركت إسرائيل في معرض الكتاب عام 1981، فزاد الهجوم على الشاعر صلاح عبد الصبور الذي كان قد تولى رئاسة الهيئة العامة للكتاب ــــ وقتئذ ــــ بسبب عدم استقالته من رئاسة الهيئة اعتراضًا على مشاركة إسرائيل في المعرض.


وأرجع البعض عدم استقالته إلى أنه آثر السلامة على الصدام المباشر مع السلطة الساداتية التي كانت تبطش بكل المخالفين لها.

وفى ليلة 14 أغسطس 1981، طلب أحمد عبد المعطي حجازي من مجموعته الأدبية حضور عيد ميلاد ابنته في المساء ومنهم صلاح عبد الصبور وأسرته.

وقال جابر عصفور في مجلة الدوحة منذ شهور عن هذا اليوم: "التقينا صلاح وزوجته سميحة غالب وابنتيه مي ومعتزة، وأمل دنقل وزوجته عبلة الرويني والرسام بهجت عثمان نجم الحركة الشيوعية المصرية في الكاريكاتير، من روز اليوسف وكان يئن من التطبيع والانفتاح الاقتصادى".

أخذت السهرة مجراها وجلسنا من شدة الحر في بلكونة منزل عبد المعطي حجازي نستمع إلى إحدى قصائد ديوان عبد الرحمن الأبنودي "سوق العصر" من ديوانه "المشروع والممنوع" وكانت القصيدة صريحة جارحة مؤلمة يقول فيها: "هذا أوان الأونطة والفهلوة والشنطة تعرف تقول جود نايت وتفتح السمسونايت وتبتسم بالدولار وتقفل ببان الوطن وترمي مفتاحها وتبيع في أمك وأبوك".

علق صلاح عبد الصبور قائلًا: "صحيح شعب يستاهل مايجري له مادام يسكت على سارقيه ومادام لصوصه مطمئنين إلى أنه لايمكن أن يقرر".

واندفع بهجت عثمان منفعلًا قائلا: "كيف يقرر الشعب إصلاحًا ومثقفوه خانوه وباعوه"، سأل صلاح بهجت عما يقصده بالمثقفين الذين باعوا، فقال بهجت: "اقصد أمثالك ياصلاح الذين باعوا قضيتهم بمليم".

احتقن وجه صلاح ولم ينطق كلمة واحدة متألمًا والجميع يترقب ولم يقل أي منا كلمة واحدة تعنف بهجت على ماقاله ولم ينتهي الليل إلا وقد حملنا صلاح إلى مستشفى هليوبوليس وهناك أعلن الطبيب أنه أصيب بذبحة صدرية وأنه فارق الحياة.
الجريدة الرسمية