رئيس التحرير
عصام كامل

«روايات عن فض اعتصام رابعة».. شاهد عيان: الجيش لم يتدخل في الاقتحام.. الإخوان أطلقوا الجرينوف على القوات.. حرق إطارات السيارات وسيلة الإرهابية لمقاومة الغاز.. وصحفية: «سوري» أطلق ا

فض اعتصام رابعة-صورة
فض اعتصام رابعة-صورة أرشيفية


ثلاثة أعوام مرت على فض اعتصام ميدان رابعة العدوية، ولايزال التاريخ لم يفصح عما في جعبته عن ذلك اليوم المفصلي في حياة الشعب المصري بصفة خاصة والمنطقة العربية بصفة عامة، تظل تفاصيل ذلك اليوم الطويل محفورة في ذاكرة من عاصروه وشاهدوا أحداثه عن قرب سواء من قاطني البنايات المحيطة بالميدان أو العاملين في الشركات المتاخمة له..

 في الذكرى الثالثة على الفض نستعرض عددا من روايات شهود العيان على تفاصيل ذلك اليوم...

الشرطة وحدها في الفض 

روى محمد أحمد شاهد عيان من سكان رابعة العدوية، تفاصيل عملية فض اعتصام رابعة العدوية، منذ اللحظات الأولى منها وحتى نهايتها، أن عملية الفض بدأت في السابعة صباحًا بعدما قام لودر بدخول مقر الاعتصام من ناحية شارع الطيران، واتفقت رواية الشاهد مع رواية المتحدث الرسمى للقوات المسلحة، الذي أكد أنه لا صحة مطلقا لمشاركة عناصر من الوحدة 777 أو أي من الوحدات الخاصة بالجيش في عملية فض اعتصام رابعة، مؤكدًا أن قوات الشرطة هي التي تكفلت وحدها بعملية الاقتحام والهجوم.

سواتر ضد هجوم الشرطة
 
«محمد» قال إنه في تمام السابعة صباحًا دخل لودر مجنزر إلى مقر اعتصام رابعة من ناحية شارع الطيران وقابله المعتصمون بوابل من الطلقات، عليه من كل جانب، إلا أن اللودر لم يتأثر وأكمل طريقه صوب الخيام وبدأ في إزالتها تدريجيًا، في الوقت الذي شوهدت براميل زيت وتحصينات من الكاوتش والرمال في مقدمة الاعتصام كساتر تأمينى ضد هجوم الشرطة، وأضاف الشاهد أن الرصاص اخترق الستر الواقية لضباط الشرطة وسقط عدد منهم، وأكمل الشاهد أن 30 أنبوبة بوتاجاز كانت أيضًا في الصفوف الأولى عند سور نادي النصر ولم يتمكن المعتصمون من إلقائها تجاه القوات الشرطية لحظة الهجوم.

إطلاق جرينوف من الاعتصام 

ووفقًا لرواية «محمد» فإن طلقات من سلاح «الجرينوف» أطلقت من داخل الاعتصام بالقرب من مسجد رابعة، وخلال ذلك لقي بواب عمارة مصرعه بعدما أصيب بطلقة في رأسه أثناء مساعدته لجنود الأمن المركزى في توصيل زجاجات المياه لهم أثناء المعركة، وبعد سقوط اثنين أو أكثر من جانب عساكر الشرطة حدثت حالة تذمر في صفوف المجندين خاصة بعد رؤية أصدقائهم يتساقطون إلى جوارهم، إلا أن القيادات الأمنية سرعان ما احتوت حالة التذمر التي عمت في صفوف المجندين وأكملوا خدماتهم حتى انتهت عملية الفض بالكامل.

إشعال النيران في السيارات

وتابع الشاهد أن أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ومع تزايد هجوم القوات الشرطية وتضييق الخناق عليهم من كل جانب، أشعلوا النار في عدد من السيارات الملاكى المملوكة للأهالي في المنطقة بشكل عشوائى.

تحذيرات قوات الأمن
 
وفي سياق متصل، قال منصور سيد، عامل أمن في أحد البنوك المتاخمة لميدان رابعة، في أحد اللقاءات الصحفية السابقة، إن يوم فض الاعتصام قبل ثلاثة أعوام وفى الساعة السابعة صباحا، بدأ الأمن في إنذار المتواجدين في الميدان عدة مرات إلا أنهم لم يستجيبوا، واستطرد "سمعناهم يقولون هجوم وكل واحد منهم يحمل السلاح وكنا إحنا نتابعهم من نوافذ البنك".

اقتحام الميدان

وتابع "استمر الوضع على هذا الحال حتى الحادية عشرة صباحًا، وكانت قوات الأمن تطلق القنابل المسيلة للدموع عليهم وبعدها اقتحمت الميدان، مؤكدًا أنها كانت أياما عصيبة ورجال الإخوان كانوا يقتلون كل من يحاول الخروج من الميدان على أمل أن يظلوا ثابتين في الميدان".

مقتل ابن وحيد

تروي إحدى الصحفيات الميدانيات شاهدة على الفض وتدعي مروة زكي، أنها عندما دخلت مستشفى «رابعة»، حيث المئات الجرحى والمصابين لا توجد أسرّة تستوعبهم، ملقين على الأرض، إلا أنها فوجئت بجثة شخص وشهرته على سورى، هو من كان يطلق النيران من أعلى سطح مسجد «رابعة» داخل المستشفي كان مقتولًا بالرصاص، ورأيت والدته التي كانت تبكى بمرارة رحيل ابنها وسندها الوحيد.

سوري يقُتل في رابعة

تقول الصحفية إن الأقدار التي جعلت «على» يأتى من سوريا حيًا رغم القتال الدائر هناك بين الجيش النظامى بقيادة بشار الأسد، وبين الجيش الحر، لينضم إلى صفوف المقاتلين في اعتصام «رابعة»، ويُقتل من طائرة نزلت على سطح المسجد.

وتابعت "هالنى بكاء والدته التي فقدت ابنها الوحيد، امرأة في الستين من عمرها، بيضاء، وجهها كالقمر ليلة البدر، لم تظهر عليها علامات الزمن بعد، تبكى كمدًا على ابنها وتحتضن جسده الغارق في الدماء وهى تتمتم بكلام لا يفهمه أحد".
الجريدة الرسمية