رئيس التحرير
عصام كامل

قرية "دمشقين" بالفيوم تعانى جفاف الأراضى الزراعية.. مدارسها تشكو من نقص الأثاث والمعلمين.. معاهدها الدينية تعمها الفوضى

أحمد على أحمد محافظ
أحمد على أحمد محافظ الفيوم

قرية دمشقين التابعة لمركز الفيوم التى تقع على بعد 15 كيلومترا جنوب عاصمة المحافظة على طريق بنى سويف لها طبيعة خاصة ومختلفة عن كل قرى الفيوم، وذلك لأن بحر يوسف الذى يمر شرقها يفصلها عن أهم توابعها وهى منشأة كمال التى تقارب فى المساحة وتعداد السكان القرية الأم.


كما أن بحر حسن واصف وطريق "الفيوم- بنى سويف" اللذين يمران غربها يفصلانها عن التابع الثانى "عزبة منصور" وهو أكثر أهمية من القرية ذاتها لوجود المدارس والوحدة الصحية ومركز الشباب بهذه العزبة.

ولا يزيد عدد سكان عزبة منصور على خمسة آلاف نسمة هم فى الأصل من أبناء دمشقين الذين ضاقت بهم منازلهم فاتجهوا إلى الظهير الصحراوى، وأنشئوا هذه العزبة وتلاهم بعد ذلك الدولة التى حولت كل منشآتها إلى هذا المكان.

كانت دمشقين تشتهر بزراعة الشطة وبعض الزراعات التقليدية التى اختفت تماما بسبب نقص مياه الرى رغم أنها تقع بين أهم مصدرين للمياه بالمحافظة وهما بحر يوسف وبحر حسن واصف.

- مياه الرى
تروى القرية أكثر من 75% من أراضيها من ترعة هوارة عدلان وقد جفت المياه منها منذ فترة طويلة مما أدى إلى توقف الزراعات فى الجزء الغربى من القرية إلا قليلا ممن يضطرون إلى سرقة مياه الرى من بحر حسن واصف عن طريق ماكينات الرى ومواتير رفع المياه.

وناقش المجلس المحلى لقرية "هوارة عدلان"، الذى تتبعه القرية، هذه المشكلة على مدار دورتين متتاليتين حتى تم إنشاء محطة رفع على بداية الترعة إلا أن المياه لا تصل أيضا إلى القرية بسبب توقف المحطة عن رفع المياه دون إبداء أى أسباب وبسبب نقص مياه الرى توقف المزارعون عن زراعة المحصول الأساسى بالقرية وهو الشطة التى كانت المصدر الأساسى لأرزاق المزارعين.

ومع توقف زراعتها هجر شباب المزارعون الأرض واتجهوا للعمل بالقاهرة للالتحاق بالعمل الحكومى مما أدى إلى انخفاض معدلات الدخول بالقرية.

- عجز فى عدد المدرسين والأثاث
يقول إبراهيم زكى، أحد أبناء القرية: رغم أن القرية يزيد تعدادها وتوابعها على 35 ألف نسمة إلا أنه لا يوجد بها سوى مدرسة واحدة ابتدائية وأخرى إعدادية مما أدى إلى زيادة كثافة الفصول الاعتبارية على 55 تلميذا بالفصل إلا أن هذا العدد لا يكتمل بالفعل على أرض الواقع بسبب زيادة معدلات التسرب من التعليم بالقرية بنسبة 50% .

ويرجع السبب فى ذلك إلى أن دخول الأسر بالقرية ضعيفة جدا مما يؤدى إلى إقبال الأسر على تشغيل أبنائها وبناتها فى مصانع كوم أوشيم والسادس من أكتوبر، حيث يخرج من القرية يوميا أكثر من ألفى طفل وطفلة وشاب وفتاة للعمل بهذه المصانع .

ولأن نسبة الغياب فى مرحلتى التعليم الابتدائى والإعدادى لا تفصل التلميذ فإن عددا كبيرا من هؤلاء المتغيبين يحضر امتحانات الفصل الدراسى الأول والثانى فقط، مما يؤثر على المستوى التعليمى لأبناء القرية وتخرج المدرستان منتجا غير قابل للتواصل مع مراحل التعليم الثانوى وينتهى الأمر إلى حصول معظمهم على الإعدادية فقط ويزيد سوق عمالة الأطفال بالقرية.

كما تعانى المدرسة الابتدائية عجزا شديدا فى الأثاثات ورغم كثرة الغياب إلا أن المقعد الواحد يجلس عليه ما بين ثلاثة إلى أربعه طلاب، وهذا أيضا يؤثر على مستوى تركيز التلميذ أثناء الحصص.

كما تعانى المدرسة الإعدادية نقصا فى هيئات التدريس فى مواد الدراسات الاجتماعية والعلوم والموسيقى، بالإضافة إلى أن مستوى النظافة بمدارس التعليم العام بالقرية منخفض بسبب قلة عدد عمال الخدمات المعاونة، كما أنه لا يوجد حنفيات بدورات المياه ولا حتى مياه شرب، مما يؤثر على الصحة العامة للأطفال.


ويطالب أهالى القرية بضرورة إنشاء مدرسة جديدة بدلا من المدرسة التى كانت مؤجرة للأزهر الشريف وتمت إزالتها بسبب سوء حالة المبنى، وما زالت قطعة الأرض فضاء منذ أكثر من 10 سنوات، وتحولت إلى مقلب للقمامة.

وأوضحوا أن إنشاء مدرسة جديدة على هذه الأرض سيساعد فى حل أزمة ارتفاع الكثافات العددية للطلاب، ويشجع التلميذ على الانتظام لوجودها داخل الكتلة السكنية القديمة بالقرية.

- المعاهد الدينية أكثر فوضى
وأوضح أهالى القرية أن القرية بها مبنيان يشتملان على معهد أزهرى ابتدائى وإعدادى بنين وإعدادى بنات وثانوى بنين وثانوى فتيات، وأشاروا إلى أن وجود خمسة معاهد بمبنيين يؤدى إلى فوضى بين الطلاب والمدرسين.

كما أن ضيق المكان يؤدى إلى تكدس التلاميذ حتى زاد الفصل فى الابتدائى على 60 تلميذا، مما أدى إلى انتقال عدوى الفوضى من التعليم العام إلى التعليم الأزهرى.



الجريدة الرسمية