رئيس التحرير
عصام كامل

كبير مرشدي قناة السويس: السيسي يسير على خطى ناصر لكنه يستشير المتخصصين في كل شيء

فيتو

  • المشروعات الحالية ستجعل مصر أكبر دول العالم اقتصاديا خلال عامين
  • ما يحدث في إثيوبيا من تخطيط الصهيونية العالمية بقيادة أمريكا وإسرائيل
  • مصر واجهت العديد من الحروب وستواجه بسبب قناة السويس
  • تم إنشاء قناة في سيبيريا لتكون بديلة عن قناة السويس ولكنها فشلت 
  • السيسي يعلم جيدا المؤامرات التي تحيط بمصر ويواجهها بكل شجاعة
  • مصر دائما مستهدفة لموقعها الجغرافي والإقليمي

قناة السويس هي حياتي التي عشتها وما تبقى منها.. أعشقها لأنها قطعة غالية من أرض وطني الحبيب مصر وأعرف جيدا فائدتها بالنسبة للعالم في الماضي والمستقبل.
بهذه الكلمات بدأ القبطان البطل وسام عباس حافظ كبير مرشدي قناة السويس حاليا وأحد أبطال المجموعة 39 قتال مجموعة البطل الشهيد إبراهيم الرفاعي التي أرعبت إسرائيل ومنعت عن أعينهم النوم حتى أطلقوا عليها مجموعة "الأشباح"
وذلك في حوار لـ "فيتو" بمناسبة مرور عام على افتتاح قناة السويس الجديدة.. وإلى نص الحوار..

*اروِ لنا أهم ذكرياتك عن قناة السويس؟
قناة السويس عمري السابق والقادم وهي كل حياتي ولي عشرات القصص معها فأنا أذوب عشقا بحبها وأحلى لحظات حياتي عندما أكون على مركب داخل القناة أقوم بتوجيهه للعبور داخل مياهها لأنها أهم ممر ملاحي يربط العالم ببعضه. 
وقد بدأت قصتي مع القناة في عام 51 عندما كان عمري 7 سنوات وكان أبي ضابطا بحرس الحدود ويعمل في السويس وذهبت أنا وأخي وائل الذي يصغرني بعامين إلى نادي هيئة قناة السويس الذي كان يمنع فيه دخول المصريين أو العمل به إلا السفرجية والطباخين النوبيين فقط، وحاولنا الدخول لكن عاملنا أحد الإنجليز بفظاظة وطردنا من النادي فلم يقبل والدي بهذا الكلام وأخذنا إلى الضابط الإنجليزي وقال له "هذه أرض مصرية وهما مصريان وهذه أرضهما" فرد عليه الإنجليزي "هذه القناة ملكنا"، منذ ذلك الحين وقناة السويس داخل قلبي فكيف للإنجليز أن يغتصبوا أرضي ويمنعونا من دخولها وبعدها بسنوات شاهدت في صالون منزلنا بمصر الجديدة والدي والرئيس الراحل جمال عبد الناصر وهما يخططان عام 54 لتأميم القناة عقب خروج الإنجليز من مصر وعبد الناصر لم يقم بتأميم القناة من أجل عدم تمويل البنك الدولي للسد العالي وكان يطلب من والدي إحضار كل الخرائط والكتب القديمة التي تثبت ملكية مصر للقناة وكانوا يدرسون مشروع التأميم وعودة القناة لمصر مهما كانت الأخطار وبالفعل خططوا للموضوع بشكل رائع حتى تم التأميم.
 وأعرف الكثير عن كواليس الأحداث أيام عبد الناصر لأن أبي عباس حافظ كان أحد الضباط الأحرار والصديق المقرب لعبد الناصر وزميله في حرب اليمن وكانوا يجتمعون في منزلنا باستمرار وكنت أستمع لكلامهم الغريب الذي لا يعيه كل المصريين أن قناة السويس منذ إنشائها ظلت وستظل مطمع كل الدول الكبرى لأنها أهم ممر مائي في العالم لمرور التجارة بين الشرق والغرب عبرها وبسببها حدث العدوان الثلاثي على مصر في 56 وأيضا احتلال إسرائيل لسيناء عام 67 الدول الكبرى دائمة المحاولة إلى إخضاع مصر تحت ريادتها حتى لا تقوم لمصر قائمة وبالتالي تكون قناة السويس ممرا تحت سيطرتهم، أما العسكرية فشرف لي ورثتها أبا عن جد أنا وباقي عائلتي، وقناة السويس عشقي فقد عبرتها مئات المرات وأنا ضابط بالمجموعة 39 قتال وقمت بعمليات داخل عمق سيناء مع المجموعة جعلت الإسرائيليين لا يناموا لحظة وهم داخلها.

*كيف تعامل الغرب مع قرار عبد الناصر بتأميم القناة؟
حاولوا عمل بعض المبادرات السياسية وإرسال سفراء ووفود لعبد الناصر لاستفزازه حتى يظهروه أمام العالم بأنه غير جدير بإدارة القناة وبعد التأميم سحبوا 80% من المرشدين والعاملين بالقناة وأعطوهم مكافآت كبيرة لترك مصر والقناة ولم يتبق فقط سوي 20 مرشدا مصريا و11 يونانيا هم الذين تولوا تشغيل القناة والتي لم تتعطل أبدا وهو ما دفع دول العالم إلى الوقوف بجانب مصر وإقرار أحقيتها بإدارة القناة لأنها ملكها، وبدا عبد الناصر في مساعدة الدول العربية للتحرر من الاستعمار وبناء المصانع المدنية والحربية وتوزيع الأراضي والمساكن على الفلاحين والعاملين وكان الدولار ب60 قرشا فقط والجنيه ب5 ريـال وأصبحت مصر دولة رائدة في المنطقة والعالم وعلاقتنا الخارجية أصبحت كبيرة وتنوع في مصادر السلاح وهذا لم يعجب الغرب خصوصا فرنسا وبريطانيا وأمريكا التي لم تسكت وبدات تلعب بحليفتها إسرائيل في المنطقة واستفزت عبد الناصر وطرد القوات الدولية على الحدود وأغلق مضيق تيران فحدثت ضربة 67 التي كان هدفها الرئيسي تكسير عظام عبد الناصر وإخضاع مصر مرة أخرى للاحتلال ولكن مصر لا تعرف الاستسلام أبدا وقمنا بتسليح الجيش وبنائه على أحدث مستوى وسرعان ما استردت مصر أرضها وعادت قناة السويس للعمل مرة أخرى، وقد شاركت في تفخيخ وتفجير الجسر الذي صنعه الإسرائيليون في الثغرة وشاركت أيضا في تطهير القناة عام 75 ومنذ ذلك الوقت وأنا أعمل مرشدا فيها.

*ما هو الخطر الذي يلاحق قناة السويس في الماضي والحاضر؟
قناة السويس كنز كبير لأية دولة تديرها لأنها أهم ممر مائي في العالم ومن نحو 50 عاما قام أكثر من 80 مركز أبحاث عالميا بعمل أبحاث وإقامة قناة في سيبيريا بالقطب الشمالي هذا الممر أقل من ثلث قناة السويس في المسافة ويوفر الوقت في عبور السفن بين الدول الأوروبية وتم إنشاؤه بالفعل ولكن إرادة الله فوق كل شيء لأن المياه متجمدة فلا بد أن تكون أمام كل سفينة تعبر فيها كسارة ثلج وقاموا فعلا باختراع كسارات ثلج تعمل بالطاقة النووية ولكن لو يزيد عرضها سوى 24 مترا أي أن السفينة التي تعبر خلفها لابد أن يكون عرضها 30 مترا فقط والغاطس للقناة 10 وللسفينة 9 أمتار فقط حتى لا تصطدم في الجليد وبعد كل ذلك ممكن حدوث عواصف ثلجية لأن المنطقة مناخها غير مستقر، وهذا الموضوع لا يكون سوي في السفن الصغيرة التي تعمل في الصيد أما السفن التجارية الكبرى فمستحيل المغامرة بعبورها من قناة سيبيريا
أما قناة السويس الجديدة فسمح توسيعها هذا العام بعبور أكبر ناقلة في العالم وهو "كينج ألكسندر" نحو 7 مرات والذي وصل عرضها إلى 78 مترا وطولها 480 مترا وسعتها 564 ألف طن بأمان دون أية مخاطرة بالإضافة إلى أن مصاريف نقل البضائع على المراكب والناقلات الكبرى أرخص من المراكب الصغيرة، وقد واجهنا العديد من المؤامرات لضرب حركة السفن التجارية ومنع مرورها من القناة خلال السنوات الماضية منها ظهور القراصنة في المحيط الهندي والحرب في اليمن والسيطرة على خليج عدن وأعداء مصر يحاولون عمل ما يستطيعون لخراب مصر ولكنها في حفظ الله ولابد أن نعي هذا جيدا.

*كيف ترى نجاح السيسي في حكم مصر والتصدي للمؤامرات الخارجية؟

أنا عندما كنت نقيبا التحقت بالمخابرات الحربية وهذا جعلني أحلل كل معلومة وخبر وعمل يحدث أمامي وأصبحت أرى الأشياء والخطط التي تحيط بنا بشكل جيد فما بالك بضابط تولى جميع المناصب في جهاز المخابرات الحربية حتى وصل إلى رئيس الجهاز بالخبرة والكفاءة هو يعرف كل شيء عن الخفايا التي تخص مصر وشعبها وكل شبر في أرضها لذلك عندما قمنا بعرض مشروع توسيع قناة السويس عليه أمر بتنفيذه بسرعة وتم حفره في زمن قياسي لم يحدث في الدنيا كلها خلال عام وزادت ميزانية القناة في عامها الأول 4% من صافي الربح والسفن العابرة عن السنوات السابقة، بالإضافة إلى المشروعات القومية التي يتم إقامتها على شاطئي القناة والأنفاق لعبور السيارات والقطارات أسفل القناة لتنمية سيناء ومحافظات القناة الثلاث هذه المشروعات سوف تجعل مصر خلال العامين القادمين من أهم وأكبر دول العالم اقتصاديا.

*كيف ترى مصر في عهد السيسي وأنت شاهد على عهد 5 رؤساء لمصر؟

مصر في عهد السيسي تذكرني بعصر الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي عشق مصر وعرف كيف يرفع رايتها عاليا بالرغم أن عبد الناصر خرج من الجيش وهو برتبة رائد وتولى حكم مصر فما بالك كما قلت سابقا بلواء عمل في جهاز المخابرات الحربية والسيسي يتميز عن عبد الناصر بدراسته واستشارته للمتخصصين في كل شيء يقوم به أما الرئيس الراحل السادات بعد حرب أكتوبر ومعاهدة السلام كان هدفه الرئيسي أن يرتمي في حضن الغرب أو أمريكا تحديدا بعد أن خذلتنا روسيا بعد حرب 67 وأعطتنا تسليحا أقل بكثير مما تعطيه أمريكا لإسرائيل
ورأى السادات أن السلام مفتاحه مع أمريكا ولابد من سماع كلامها وبدأ السادات في الانفتاح وضرب المنتجات المصرية وقطع العلاقات المصرية مع أفريقيا والعالم العربي ثم جاء مبارك ليحذوا حذوه مع فارق بسيط وهو عندما طلبت أمريكا بناء قواعد عسكرية في برنيس والصحراء الغربية "استعبط" وأخذ يماطلهم ولكنه استجاب إلى مطالبهم الأخرى في عدم زرع القمح والشعير وبيع الشركات والمصانع الكبري بالقطاع العام برغم أنها محققة أرباح إلى القطاع الخاص.

*هل اكتفى الغرب من خطط إسقاط مصر؟

الذي يدرس التاريخ ويحاول قراءة المستقبل يعلم جيدا أن الدول الكبري لا تتخلي عن خططها الاستعبادية ولكنها تؤجلها وتحاول الالتفاف لتحقيقها وما لا يعلمه الكثيرون أن ما يحدث في إثيوبيا من تخطيط الصهيونية العالمية بقيادة أمريكا وإسرائيل وأيضا الإرهاب في سيناء والحرب في ليبيا والعراق وسوريا وهذا يؤثر على استقرار مصر وأمنها القومي الذي يحاول السيسي والقوات المسلحة الحفاظ عليه، ولكن الحملات الإعلامية للوبي الصهيوني تشكك في كل ما ينفع مصر، فهناك من يقول لماذا يقوم السيسي بشراء كل هذا الكم من الأسلحة والمناورات والتدريبات التي نقوم بها مع الدول الصديقة والشقيقة برغم غلاء الأسعار وانخفاض سعر الجنيه أقول لهم المصريون ربطوا الحزام أيام حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر لتسليح الجيش واسترداد الأرض برغم أن العدو كان معروفا لدينا ودرسنا كل نقاط ضعفه وقوته أما الآن فالحرب بالوكالة وهي حرب قذرة فيها كل شيء مستباح وليست حرب منظمة فهم يلعبون في منابع النيل وفي تدمير حجم السفن في قناة السويس فلم يؤثر القراصنة أو الحرب في خليج عدن على حجم السفن التي تمر ويقومون الآن بسرقة بترول سوريا وليبيا والعراق وبيعه بثمن بخس حتى يؤثروا على سوق النفط للدول التي تساعدنا مثل السعودية والإمارات والكويت بالإضافة إلى تمويل الإرهاب في سيناء وليبيا والسودان

*أخيرا ما هي النصيحة التي تقدمها للشباب للنهوض بمصر؟

النصيحة الوحيدة التي أريد الشباب أن يعيها جيدا اتركوا ساحة الشائعات إلى العمل فالعمل هو طريق التقدم والرخاء ومصر الآن تصعد بسرعة الصاروخ لتحفر مكانها بين الدول الكبري ولا تكونوا أنتم الأداة التي يستخدمها أعداء مصر للنيل منها فأيامنا كنا لا نفكر في ركوب أفخم السيارات أو امتلاك الفيلات والشقق الواسعة كان هدفنا النصر واسترداد أرضنا المستعمرة وتنميتها حتى تصبح أكبر من الدول التي تسعي لحربنا وجاء السيسي لينفذ هذا الحلم لابد أن نكون كلنا خلفه ففي عامين فقط تم بناء قناة السويس ومشروعات الطرق والنقل والمساكن وسيتم حل موضوع مياه نهر النيل بعد ترحيب الكونغو بإعطاء مصر مليارات من حصتها في المياه مقابل بناء المدارس والمستشفيات لها وهذا لن يكون بديلا لحقنا الأصلي في مياه النيل من إثيوبيا ولكنه إضافة لزيادة مصر من المياه العذبة لزراعة الصحراء الغربية وسيناء إن شاء الله وخلال العامين القادمين مصر ستكون في أحسن حالها الاقتصادي والقومي. 
الجريدة الرسمية