معارضة جزائرية تحذر من انقلاب وشيك للاستيلاء على حكم البلاد
حذرت المعارضة الجزائرية لويزة حنون، من مخطط لاستيلاء ما أسمته "مافيا المال" على مؤسسات الدولة، تحضيرًا لانقلاب تستحوذ فيه على الحكم في البلاد على الطريقة البرازيلية.
ودعت "حنون"، خلال ندوة صحفية عقدتها مساء أمس، صناع القرار في الجزائر إلى الانتباه من أن السياسة التي يتبعونها حاليًا ستنتهي إلى رهن الدولة في يد من تسميها "الأوليجارشيا" التي تريد الهيمنة على كل مقدرات البلاد، ومن ثم الوصول إلى الحكم.
وشبهت "حنون"، وهي الأمين العام لحزب العمال، ما يجري في الجزائر بما تم في البرازيل، حيث أطاحت أقلية داخل أجهزة الدولة بالرئيسة "ديلما روسيف" على الرغم من أنها وصلت إلى الحكم بطريقة ديمقراطية.
وطالبت أول امرأة تترشح للرئاسة في الجزائر بالاعتبار من النموذج البرازيلي حتى لا تقع بلادها في السيناريو الانقلابي نفسه، خاصة أن الظروف أضحت تتشابه كثيرًا -حسبها- بين النموذجين.
وقالت الزعيمة اليسارية، إن قانون المالية الذي تبنته الحكومة في مطلع سنة 2016، يمهد لهذا الانقلاب؛ لأنه نص على مواد تصادر صلاحيات الرئيس بوتفليقة الذي يعاني من متاعب صحية، وكذلك المؤسسة التشريعية.
وضربت مثالًا على ذلك بإمكان التصرف في الموازنة العامة للدولة دون الرجوع إلى الرئيس بوتفليقة أو المؤسسة التشريعية، وكذلك إمكان خصخصة المؤسسات الإستراتيجية الكبرى في البلاد بنسبة 66%، وهو ما يعني -حسبها- رهن مقدرات الأمة في فئة قليلة من أصحاب المال.
وتتوجس الأحزاب اليسارية من الأثرياء الجدد في الجزائر، المتكتلين في منتدى رجال الأعمال، الذين برزوا في السنوات الأخيرة مستفيدين من فتح الجزائر مجال الاستيراد وإطلاقها مشاريع كبيرة في البينية التحتية، بعد تحقيقها لفوائض ضخمة من دخول البترول والغاز.
وينفي علي حداد، رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، تمامًا، أي طموح له في الوصول إلى مناصب سياسية، ويقول إن هدفه الوحيد هو المساهمة في التنمية الاقتصادية للجزائر وإخراجها من التبعية للمحروقات عبر تنويع قاعدتها الإنتاجية.
وقد أثيرت ضد "حداد"، المعروف بقربه من شقيق الرئيس ومستشاره السعيد بوتفليقة، اتهامات في السابق بالسعي لتأسيس حزب سياسي، لكن هذا الحزب لم يظهر له أثر مع الوقت، غير أن رئيس منتدى المؤسسات لا ينفي أنه كان من بين أكبر ممولي حملة الرئيس بوتفليقة الانتخابية خلال الانتخابات الرئاسية عام 2014.
وتعيش الجزائر أزمة مكتومة إثر تدهور صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وسط تسريبات بشأن الصراع بين جنرالات الجيش وعدد من رجال الأعمال المقربين من السعيد بوتفليقة الشقيق الأصغر لرئيس البلاد.