رئيس التحرير
عصام كامل

بعد ارتفاع «سعر الريـال السعودي».. «شيك المطوف» عقبة جديدة في الطريق إلى «المسجد الحرام».. بنك فيصل الإسلامي يشترط وجود حساب منذ عام.. يتاجر بأحلام «الحجاج» ويت

الريـال السعودي
الريـال السعودي

عقبات شتى يعاني منها المصريون الراغبون في الذهاب إلى منزل الوحي، للطواف حول الكعبة المشرفة والتطهر من الذنوب، بدءًا من تدبير أموال فريضة الحج، وتوفير العملة السعودية التي بالكاد يتم تبديلها، مما يضطر المواطن للحصول عليها من السوق السوداء، فضلًا عن الإجراءات الروتينية، وأخيرًا الحصول على ما يسمى بـ«الشيك المطوف»، الأمر الذي صار عقبة تحول بين المرء وتحقيق أمنيته في أداء أحد أركان الإسلام.


شيك المطوف

السوق السوداء في البنوك باتت على مرأى ومسمع المسئولين، حيث يفاجأ الراغبون في أداء الحج بتواجدها داخل أروقة البنوك، فيتم إجبارهم بشراء الريـال بسعر أعلى حتى من سعر السوق الموازية، ففي السنوات الماضية عندما يتوجه أصحاب تأشيرات الحج عن طريق حج القرعة أو الشركات السياحية لاستخراج «شيك المطوف»، والذي يقدر بـ‏1029‏ ريالًا سعوديًا، أي ما يعادل 2438، وفقا للسعر الرسمي البالغ‏ 2.37‏ جنيه مقابل الريـال، يتم في غالب الأمر مطالبة المواطنين بدفع ‏قيمة المبلغ وفقًا لأسعار السوق السوداء.

شهادة مواطن

الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل زاد سوءًا بالتعديلات التي تم إبرامها على شروط إصدار الشيك، من قبل المملكة العربية السعودية، الأمر الذي يحول بين المصريين وأداء مناسك الحج، وهذا ما علمته «فيتو» حينما التقت بعدد من المواطنين الراغبين في استخراج «الشيك»، لاستكمال أوراقهم، فقال «محمد حمدي محمد»: «إنه ذهب ليُقدم على تأشيرة حج، وتم مطالبته بتقديم عدد من الأوراق كالأمر المعتاد للجميع، وتم مطالبته بـ«الشيك المطوف»، فظن أنه بالأمر الهيّن مناله»، مضيفًا: "تم إخباري بالتوجه لبنك «فيصل الإسلامي» واستخراج ذلك الشيك بـ1029 ريـالا» ليذهب وهو مطمئن البال سعيدًا باقتراب انتهاء رحلة توفير الأوراق المطلوبة.

تعقيدات البنك
صدمة كبرى فوجئ بها الراغب في أداء مناسك الحج، وكأنها صاعقة نزلت عليه حينما ذهب لاستخراج الشيك ليتفاجأ بقول البنك إن الأموال يتم دفعها بـ«الريـال السعودي»، وليس بالمصري، فسأل موظفي البنك عن إمكانية تحويل المبلغ من قبلهم، إلا أن الرد جاءه بالنفي، وأنهم في انتظار تفاصيل الشيك الجديد من السعودية، قائلًا: "الكلام ده من أكتر من أسبوعين وكل شوية يتأجل لحد أول إمبارح"، مشيرًا إلى أنه علم بعدم تحصل مصري على الشيك وبالتالي لم ينل واحد على تأشيرة الحج حتى وقتنا هذا.

حساب بنكي
واستطرد حديثه قائلًا: "يوم الثلاثاء تم نزول عرض من البنك ببدء تحصيل قيمة الشيك، بالجنيه المصري مقابل الريـال ولكن بأسعار السوق السوداء، ولكن بالأمس تم إخبار جميع الناس التي دفعت الأموال بالذهاب للبنك واسترداد أموالها، ليطالبوا اليوم بتحصيل رسوم الشيك بالمعايير الجديدة، فكانت الصدمة الحقيقية: "حيث شرط البنك على الراغبين في استخراج الشيك بتوافر حساب بالبنك، وأن يكون مر عليه عام، والحساب المتوفر فيه يكون بالريـال السعودي وإلا يُحرم المصري من التحصل عليه».

الأمر يشير إلى استغلال البنك بتعلق المصريين بالذهاب لأداء مناسك الحج لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب، والاستحواذ على العدد الأكبر من العملاء لديه، وتابع «محمد» قائلًا: "سألت الموظفين لو أنا ليا رصيد بالبنك من 5 سنين، وحبيت أخرج شيك لزوجتي ينفع؟، برده قالولي لأ"، متسائلا: "طب إزاي أودي أهلي الحج ماهو مش كل واحد ليه رصيد في بنك فيصل؟".

حرمان المصريين من الحج
وقال: "إنه منذ عام تذهب الشركات وتستخرج الشيك المطوف للحجاج، وتأخذ مقابل ذلك رسوم استخراج الشيك من الحجاج»، متابعًا: "فالأمر كان سهل عن كده، دلوقتي أنا أحج إزاي، اللي أعرفه إن مفيش حد في مصر لحد دلوقتي خد تأشيرة حج، وفاضل أيام ومحدش عارف يخلص الإجراءات".
الجريدة الرسمية