الجامعات الخاصة وتكاليف باهظة
نظرا لأن الجامعات الحكومية لم تعد قادرة على استيعاب الطلاب في المرحلة الجامعية، وأصبحت مكدسة إلى الدرجة التي لا يمكن للطالب أن يتعلم فيها كما ينبغي، ظهرت الجامعات الخاصة التي فرضت أسعارا باهظة للعملية التعليمية خرجت منها الدولة من مجال المنافسة.
ونظرا لأن هذه الجامعات التي لديها موارد هي القادرة على شراء مستلزمات لا يمكن شراؤها في الجامعات الحكومية؛ فإنها هي صاحبة اليد العليا، وقامت هذه الجامعات بتحديث طرق التدريس، مع العلم أن القائمين بالتدريس في الجامعتين هم نفس الأساتذة.
إن القدرة على التطوير وسرعة اتخاذ القرارات التي تتوافق مع السوق والتحديات الموجودة هي الأكثر قدرة وسرعة في الجامعات الخاصة عنها في الجامعات الحكومية، وعليه فإن الجامعات الحكومية لم تعد في المكانة التي كانت عليه من قبل، والأكثر دهشة أن جهات العمل التي كنا نتوقع منها أن تختار الجامعات الحكومية اتجهت إلى اختيار الخريجين من الجامعات الخاصة.
إن اتفقنا أن المستقبل للجامعات الخاصة، وأن الجامعات الحكومية ستستمر في السير في نفس إجراءاتها فإن وجود قرار بدخول الدولة في سوق التعليم بأجر هو الواقع الذي نقوم بتأجيله عاما بعد عام، وتخسر الدولة سنويا الكثير من الإيرادات التي كان يمكنها تحقيقه ليس ذلك فقط، بل وأيضا ستساهم في تخفيض مصروفات الجامعات الخاصة التي أيضا لم تعد تستوعب الطلبة هي الأخرى.
إننا امام رافد كبير يمكن للدولة تحقيقه من تحصيل مصروفات أفضل من الجامعات الخاصة، ولدى الدولة المباني والأساتذة التي يمكنها بهم تخفيض الرسوم إلى درجة ستكون مرضية للناس، وأثر ذلك على العملية التعليمية هو أثر إيجابي سيتحقق على أرض الواقع إن تم الأخذ بهذه الفكرة وتنفيذها.
الدولة لابد أن تتواجد في كل مكان حتى لا تترك زمام الأمور للقطاع الخاص؛ ليتحكم في العملية التعليمية بأسعار باهظة فمصروفات سنوية في جامعة خاصة لطالب تصل إلى 70000 جنيه، يمكن للدولة تحقيق نفس المستوى التعليمي له برسوم مقدرة تصل إلى 35000 جنيه فقط، والنتيجة ستكون واحدة.
ارجو أن تتخذ الدولة قرار الدخول في هذه المجال والبنية الأساسية موجودة ولكن ينقصنا فقط..القرار.