رئيس التحرير
عصام كامل

الحماس وبعده الفتور!


فجأة ننتفض غضبا وحماسا لنتصدي لمشكلة أو أزمة طارئة، أو بالأصح لارتفاع طارئ في حدة هذه المشكلة.. ولكن بمرور الوقت يفتر حماسنا، ونهدأ ونتوقف عن مجرد الحديث عن هذه المشكلة أو الأزمة، ناهيك بالطبع عن القيام بما يتعين علينا القيام به، للتخلص من هذه المشكلة أو علاج هذه الأزمة، فتزيد حدتها أو تنفجر أكثر حدة فيما بعد.


حدث ذلك كثيرا ومرارا وتكرارا دون أن نتيقظ أو نغير نهجنا وأسلوبنا.. وهذا ما سبق أن فعلناه منذ أيام قليلة فقط في مشكلتين مؤرقتين.. الأولى مشكلة الصدامات الطائفية والدينية، والثانية مشكلة نقص مواردنا من النقد الأجنبي واتساع المضاربات على سعر الجنيه، الذي قاده إلى انخفاض كبير في السوق غير المصرفية أو السوداء.

نعم لقد حاولنا بالنسبة للمشكلة الأولى أن نحتوي الخلافات حول قانون بناء الكنائس فتم الانتهاء من إعداده والإسراع بتقديمه إلى البرلمان.. لكن نسينا أن هذا القانون وإن كان قد يسهم في احتواء حدة مشكلة الصدامات الطائفية إلا أنه لن يجهز عليها ويخلصنا منها تماما، لأن سببها هو التطرف الديني.. وهذا التطرف الديني يحتاج لمواجهة مجتمعية شاملة تقودها وتديرها الدولة وتشارك فيها بكل مؤسساتها.

أيضا انتفضنا بالتصريحات وبالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي لمواجهة مشكلة المضاربة على الجنيه، ونجحنا في وقف المزيد من انخفاض الجنيه، لكن المشكلة لم نقدم لها حلا جذريا، وهو الحل في تقليص إنفاقنا من النقد الأجنبي، بتخفيض وارداتنا من الخارج ومراجعة أولوياتنا في إنفاقه.. وبدون هذا الحل ستبقي هذه المشكلة.
الجريدة الرسمية