رئيس التحرير
عصام كامل

الفرص الضائعة للأخوان


ثمانون عاماً صراعاً على الحكم وابتزازاً لمشاعر الشعب بسجنهم وتعذبهم وأشكُ فى موضوع التعذيب هذا فكيف لشخص مسجون يدرس الماجستير والدكتوراه داخل السجن المفروض حسب ادعائهم أنهم يعذبون داخله. والسماح لهم أيضاً بمضاجعة زوجاتهم داخل السجون مما نتج عن هذا إنجابهم خمس وست مرات هل هذا تعذيب؟ هذا للمحكوم عليهم بالمؤبد لجرائم قتل مع سبق الإصرار. ومن كان يدير الكم الهائل من مشاريعم وهم فى السجون؟


إنما هى كانت دعايات تسير وفق خطة منظمة لابتزاز مشاعر الناس وتعاطفهم معهم والعمل على جعل إفراد جماعتهم الاعتياد على العمل السرى والظهور بعكس ما يبطنون وكذبوا على أنفسهم بأن الكل يتآمر عليهم، وهم حماة الإسلام وبالتالى فالإسلام فى خطر بدونهم فتراهم يتكلمون بالإسلام ويتصرفون بعكس ما يقولون ويخدعون أفرادهم الذين تربوا على السمع والطاعة، لأنهم فى معركة كما يزعمون والحرب خدعة كما يقولون لأفراد جماعتهم وكلهم كذبوا وصدقوا كذبهم وعاشوا فيه فأصبحوا ميليشيات منظمة منتشرة فى كثير من الدول وأفرادها يمثلون تقريبا جميع طوائف المجتمع من إمام جامع إلى أستاذ جامعة ومحامين ومهندسن وغيرهم الكثير، ويسعون دائماً لتدعيم أفراد جماعتهم للسيطرة على كل مؤسسات الدولة من نقابات واتحادات الطلبة فى كل المدارس والجامعات وغيرها.

فيسيرون حسب خطط تنفذ بطرق عسكرية منظمة تخططها قيادات الجماعة وينفذها أفرادها بالحرف الواحد بدون تفكير وربما وفى أحيانا كثيرة لا يعلمون بأنها تسير وفق خطة من قياداتهم العليا. وكان النظام يشير ويهدد أمريكا بأنهم البديل عنه لو سقط، ولذلك كان شريك فى تمثلية السجن والتعذيب وسبحان مغير الأحوال.

تقترب هذه التنظيمات من تنظيم المافيا؟ نعم تقترب وهم يعلمون ذلك ويفتخرون بنجاحهم وذكائهم، ولكن لماذا لم يستغلوها الفرصة العظيمة التى أتت إليهم عند السيطرة على مقاليد الحكم فى مصر فباسم الإسلام انتخبهم الناخبون الذين وعدوهم الإخوان بأنهار من العسل وجبال من الذهب والفضة منتظرين النهضة ولكن صُدم ناخبوهم وإزاد الاكتئاب العام الذى سيطر عليهم.

فلا نهضة ولا استقرار ولا أمان وما سمعنا منهم غير شماعات يعلقون عليها فشلهم، فهل يريدون البناء والنهضة؟ وهل هناك نهضة وبناء لدولة بدون سواعد أبنائها جميعا فمنذ بداية حكمهم لم نجد إلا تفرق الشعب بين مؤيد ومعارض، ولم نرى فى أى دولة فى العالم مظاهرات تخرج للتأييد فهل هى سياسة فرق تسد؟ والتى لم ولن تنجح فى أى دولة محترمة تريد التقدم.

هذه فرصة لم تعود مرة ثانية والبداية ممكنة إذا أردتم الإصلاح فلا تغتروا بقوتقم وقوة من يساندكم لأنكم لستم وإياهم أوقوياء بل ضعفاء ونظامكم هش مهما حاولتم الظهور بعكس ذلك وإذكركم أن فى الماضى القريب كان جهاز الداخلية يقمعكم فى أماكنكم فإين قوتكم وكذلك تحاولون الاستلاء على كل مؤسسات الدولة من داخلية وجيش وقضاء وصحافة بحجة التطهير وأريد أن أعرف ما هو التطهير من وجه نظركم هل هو قطع رقاب من يعارضكم؟

وهل سياسة قطع الرقاب نجحت فى أى دولة؟ ألا تنظرون حولكم ألا تشعرون بأن الشعب أقوى من أى أجهزة ألا تخافون من فقد مؤيديكم عندما يفيقون من نومهم المغناطيسيى الذى فعلتموه لهم؟ فإذا كانت الحقائق غير واضحة اليوم فسينجلى الضباب عنها غداً وستظهر كالشمس الساطعة وسيذيبُ حريقها ملابسكم الشمعية وستظهرون عرايا أمام العالم أجمع مازلت أقول مازلت الفرصة أمامكم لتصدقكم الشعوب. اجمعوا شمل مصر. وإن كانت النهضة كذبة كذبتموها فاجعلوا من الكذب حقيقة وهناك من لديه مشاريع نهضة حقيقية فى مصر فاستثمروها.

الجريدة الرسمية