تقرير إيكونوميست وصندوق النقد!
لا يتضمن التقرير الذي نشرته مجلة "إيكونوميست" عن مصر تحريضًا فقط مباشرًا لأمريكا والدول الغربية للتوقف عن بيع السلاح لنا، ولكنه يتضمن أيضًا تحريضًا للمستثمرين الأجانب بحجب استثماراتهم عن بلادنا.
وقد حدث ذلك في وقت أقبل صندوق النقد الدولى على التفاوض مع حكومتنا لإبرام اتفاق اقتصادى ومالى معها يقضى بتقديم فرص كبيرة لنا.. وقد يبدو ذلك أمرا متناقضا أو متعارضا ولكنه في الحقيقة ليس ذلك.. فإن الذين لا يروق لهم استمرار السيسي رئيسًا لمصر في الغرب ويتمنون أن يفتحوا أعينهم ولا يرونه في مقعد رئيس جمهوريتنا ويسعون لفرض ضغوط علينا لدفعه للترشح مجددًا لفترة رئاسية ثانية لا يريدون في ذات الوقت إغراق أو تدمير الاقتصاد المصرى لأن ذلك كما قالت مجلة إيكونوميست أكثر من مرة في تقريرها سوف يدمر العديد من بلاد المنطقة.
إنهم أيضًا لا يريدون لنا أن ننطلق اقتصاديا وننهض ليصبح اقتصادنا متقدما ولنتخلص من مشاكلنا المزمنة لأننا وقتها سوف نصير أقوياء وأنداء لهم من حيث القوة الاقتصادية.. ولذلك هم حريصون على أن يظل اقتصادنا مثل السفينة الطافية فقط على سطح مياه البحر؛ لأن غرقها خطر لهم وانطلاقها خطر أيضًا.. وهذا يفسر لنا لماذا يقبل صندوق النقد الدولى للتفاوض معنا وفي ذات الوقت تشهر مجلة كنا نتصور أنها رصينة باقتصادنا وببلادنا سياسيا على هذا النحو.
