رئيس التحرير
عصام كامل

تعال نحدثك عن القمع يا تامر !


"وكأن العزل والقمع هو مصيرهم" العبارة كانت التساؤل الأبرز للفنان تامر عبد المنعم في مقال بعنوان "جمال مبارك" نشر أمس على "اليوم السابع" مدافعًا فيه عن جمال مبارك وعن حقه في أن يسترد اعتباره بعد "ثبوت" "تلفيق" "اتهام" توريثه حكم مصر !


لا نعرف من أين استقى تامر عبد المنعم هذا الكلام ولا كيف توصل إلى هذا الاستنتاج بأن الاتهام ملفق ولم نعرف من يقصد بقوله "وكأن العزل والقمع هو مصيرهم" ؟ فلم يقل مباشرة من "يقمع" جمال مبارك ومن "يعزله"!

على كل حال إن أراد تامر عبد المنعم -مع حفظ الألقاب- أن يتذكر والذكرى تنفع المؤمنين صورًا من القمع الذي على "أصوله" كما يقولون فالمسألة بسيطة جدًا وليس لنا إلا إنعاش الذاكرة قليلا.. ولنبدأ بقصة مأساوية شديدة الغرابة.. تقول تفاصيلها المؤلمة وهي عن وزير شهير سابق:

وقف المحامي الكبير الذي يترافع عن أحد المتهمين مع الوزير الذي كان يتولى وزارة مهمة وقال للقاضي: "لا أجد في القضية قضية.. بل الأساس فيها هو هذا الرجل لأنه مطلوب.. مطلوب.. وأشار بإصبعه إلى الوزير" أما تفاصيل التفاصيل فتقول إن خلافًا في دوائر السلطة عام 2002 دفع الغضب بأحد الكبار إلى استهداف الوزير.. نشرت الصحف وقتها خبرا صغيرا عن إحالة الوزير إلى الجنايات بتهم الفساد.. نشر الخبر صحيفتان للمعارضة ومجلة قومية هي "روزاليوسف".. رفع الوزير سماعة الهاتف واتصل بالنائب العام الذي أبلغه أنه لا توجد بلاغات مقدمه ضده.. فاتصل برؤساء تحرير الصحف التي نشرت الخبر فتهربوا ثلاثتهم من الإجابة وأبلغوه جميعهم أن حق الرد متاح له إن أراد.. وبعد ثلاثة أسابيع بالتمام والكمال كان قرار الاتهام وبعدها حوكم الرجل وقدمت ضده أوراق وشهود وصدر حكم بحبسه 8 سنوات وبعد عامين وشهر برأته محكمة النقض !

عند حكم محكمة النقض نتوقف قليلا.. حيث ظل الوزير في السجن شهرا كاملا تتلكأ فيها الأجهزة المختصة بأن الحكم لم يصل إليها ! شهر كامل لم يصل الحكم عن دار القضاء العالي إلى مبنى الوزارة في لاظوغلي ! أو مصلحة السجون وهي على بعد مئات الأمتار من محكمة النقض ولو حتى تركوا الحكم للريح لوصل بمفرده وفي اليوم نفسه !

سألوا الوزير بعد البراءة فرفض الحديث وقطعا خوفا من البطش به لكنه قال عبارة شهيرة كانت كدعوة المظلوم التي تعهد رب العزة بالاستجابة لها فعندما سألوه عن المسئول الذي يقف وراء ما جرى له قال حرفيًا: "ما زال موجودًا وأتمنى ألا يظلم آخرين ولدى يقين أنه لن يفلت من عقاب الخالق سبحانه وتعالى فإما أن يصاب بمرض أو يدخل نفس السجن الذي دخلته" !

القضية هي الجمارك الكبرى والوزير هو محيي الدين الغريب وزير المالية وقد استجاب الله لدعواه.. وإن أراد تامر عبد المنعم المزيد من صور القمع والظلم ذكرناه ولحولناها له لحلقات مسلسله وعنده نموذج لوزير فماذا يا ترى فعلوا في أقل من الوزراء ؟ وماذا فعلوا فيمن أقل ممن أقل من الوزراء ؟!
الجريدة الرسمية